«إن تناول المنتجات الغذائية التي تحتوي على الحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر أو كما يسمونه بتسميات مختلفة (خبز الشعير، خبز النخالة، الخبز السكري) تحمي من الإصابة بمرض السكري والأمراض القلبية».

هكذا تحدث الدكتور "مروان إبراهيم" اختصاصي الأمراض الهضمية لموقع eSyria عندما التقيناه في عيادته الطبية، وأضاف "إبراهيم" قائلاً: «إن الأشخاص الذين يتناولون الحبوب الكاملة بشكلٍ يومي ينخفضُ لديهم خطر الإصابة بالأمراض القلبية ومرض السكري، بالمقارنة مع أولئك الذين يتناولون المنتجات التي تحتوي على الحبوب المنزوعة القشور كالخبز الأبيض والمعجّنات والأرز الأبيض؛ فقشور الحبوب الكاملة تحتوي على فيتامينات /E/ و/B/ وعلى معادن الحديد والكالسيوم والمغنيزيوم كما تحتوي على الألياف التي تساهم في بطء عملية الهضم وارتفاع تدريجي في نسبة السكر بالدم وبالتالي الحاجة المتناقصة إلى الأنسولين».

إن هذا الخبز الذي أقوم بصنعهُ يختلف عن الخبز الأبيض العادي الذي يتناولهُ الناس، فقد أثبتت التجارب وبحسب أقوال الأطباء أن نخالة القمح التي تُضاف إلى العجين من شأنها أن تساعد الإنسان في التخلص من بعض الأمراض أو التخفيف من آثارها كأمراض القلب والهضم ومرض السكري

وقد ازداد الطلب في الآونةِ الأخيرة على الخبز الأسمر لفوائده الملموسة على جسم الإنسان، لذلك التقينا في مدينة "البوكمال" بعض الأشخاص الذين يتناولون هذا الخبز ليوضّحوا الفائدة التي لمسوها من هذا الخبز، حيث كانت هذه الآراء:

عملية ترقيق العجين

السيد "إبراهيم عثمان" يبلغ من العمر نحو/46/عاماً ولديه محل لبيع الأحذية في سوق المدينة، قال: «ظهر بوادر مرض السكري لديّ في سن الأربعين؛ فاضطررتُ لمراجعة الطبيب الذي أكد وجود ارتفاع نسبة السكر في الدم وحدد لي نظاماً غذائياً معيناً للتعامل مع هذا الداء؛ وأول شيءٍ في هذا النظام هو الاستغناء عن الخبز الأبيض وتناول الخبز الأسمر؛ ففي البداية شعرتُ بصعوبة تناول هذا الخبز لكن مع مرور الأيام أصبح كلُ شيءٍ طبيعياً، وبفضلِ هذا الخبز استقرت نسبة السكر في الدم، كما التمستُ من تناوله في إنقاص الوزن ففي فترةٍ قصيرة استطعتُ التخلص من بضع كيلوات من وزنيّ الزائد وأنا أشعر براحةٍ حتى في الجهاز الهضمي، وأحاول الآن إقناع أفراد أسرتي بتناول الخبز الأسمر لما فيه من فوائد صحية ووقائية للجسم؛ فكما يقول المثل: درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج».

الشاب "حسين محمد العلي" يبلغ من العمر نحو/25/ عاماً؛ معلم صف وهو مصابٌ بمرض السكري، قال لنا: «إن هذا المرض أصبح أمراً طبيعياً في أسرتنا فهو مُتعلّقٌ بعاملٍ وراثي وليس بسبب عادات الطعام السيئة كما هو معروف ومع ذلك فأنا اتّبعُ نظاماً غذائياً محدداً لاجتناب حدوث مضاعفات، ومن بين المواد الغذائية المحددة لي هو الخبز الأسمر، وفي الحقيقة لم أجد صعوبةً في تناول هذا الخبز لأن أبي كان يتناولهُ منذ زمن فكنت في كل مرةٍ أتناول قطعةً منه بدافع الفضول، وبعد أن قرأتُ عن فوائده الكثيرة للجسم أصبحتُ أكثر تعلّقاً به وقد نسيتُ طعم الخبز الأبيض ولم أعد أتذكره».

أثناء تحميص الخبز في الفرن

السيدة "أم فراس" تبلغ من العمر نحو /38/ عاماً التقينا بها أثناء وجودنا في فرنٍ خاص بالخبز الأسمر؛ حيث جاءت كعادتها في كل صباح لشراء هذا الخبز، فقالت: «أنا ربة منزل ولست موظفة، لذلك أقضي معظم أوقاتي جالسةً في المنزل وربما لا أمشي في اليوم الواحد سوى مئة متر وكما ترى فإن وزني زائد بسبب قلة الحركة، لذلك قررتُ أن التزم بنظام غذائي متوازن يُمكّنني من تخفيف وزني؛ وبعد أن سمعتُ مؤخراً عن فوائد هذا الخبز قررتُ الاعتماد عليه بدلاً من الخبز الأبيض وبالفعل فقد استطعتُ التخلص من حوالي /10/كيلو غرامات من وزني خلال زمنٍ قياسي؛ والفضل ربما يعود إلى هذا الخبز، فبالنسبة لي ومنذُ أن بدأت بتناوله شعرتُ بتغيرٍ حتى في عمليات الهضم؛ ومع ذلك لا يعنيني، إلا أن أعود بوزني ورشاقتي كما كانت في الماضي حتى أُرضي زوجي الذي يستمر في مقارنتي بالممثلات والمغنيات اللاتي يظهرن على شاشات التلفاز».

وحولَ كيفية صناعة الخبز الأسمر التقينا بالفرّان "عبد الوهاب السهو" والذي تحدث قائلاً: «إن هذا الخبز الذي أقوم بصنعهُ يختلف عن الخبز الأبيض العادي الذي يتناولهُ الناس، فقد أثبتت التجارب وبحسب أقوال الأطباء أن نخالة القمح التي تُضاف إلى العجين من شأنها أن تساعد الإنسان في التخلص من بعض الأمراض أو التخفيف من آثارها كأمراض القلب والهضم ومرض السكري».

ثم أضاف: «طريقة صناعة هذا الخبز هي نفس طريقة الخبز الأبيض؛ والخبز الذي يتناوله مرضى السكري له نوعان: النوع الأول مصنوعٌ من طحين الشعير ولونه الأسمر يكون غامقاً؛ وأما النوع الثاني والذي أخبزهُ الآن فيصنع من طحين القمح مضافاً إليه قشور القمح أو ما يُسمى نخالة القمح؛ وأخلط مع هذه العجينة الحبة السوداء (حبة البركة) وذلك لإضافة نكهة طيبة إلى الخبز ليكون مرغوباً به إضافةً إلى اللون الأبيض الذي يتميز به هذا الخبز عن خبز الشعير. أما من حيث الفائدة فكلاهما يحتويان على نفس القيمة الغذائية المفيدة».