لمشروع الحيوان في مدينة "حماة" أهمية خاصة، فحماة ومنذ القدم تشتهر بثروتها الحيوانية الكبيرة وإنتاجها الوافر في مجال الثروة الحيوانية ولهذا اختيرت لتكون المركز الرئيسي في سورية لإقامة مشروع حماية الحيوان العالمي، موقع eSyria التقى الدكتور "دارم الطباع" في 23/3/2009 الذي حدثنا عن مشروع "حماية الحيوان" في سورية بقوله:

«هذا المشروع عبارة عن جمعية تأسست في "بريطانيا" من قبل أشخاص محبين للحيوانات هناك وانتشرت في العديد من دول العالم، حيث المركز الرئيسي في سورية هنا في "حماة" ولدينا (4) فروع بالمحافظات عدا عن الزيارات الميدانية التي نقوم بها دورياً، ويهدف هذا المشروع إلى العديد من الأهداف منها "تقديم رعاية بيطرية مجانية" للحيوانات المهملة والتي تقوم بأعمال زراعية ونقل وخدمة وخصوصاً التي تملكها الأسر الفقيرة والتي تعتمد عليها في حياتها اليومية وتعيش من إنتاجها مثل الأبقار والخيول والجمال والحمير، كما نقوم بالتعاون مع جهات حكومية وجمعيات أهلية بهدف "تغيير سلوكية الناس" ومعاملتهم للحيوان وتغيير بعض المعتقدات الخاطئة تجاهها وبالتالي رفع تعامل الناس الإيجابي مع البيئة والحيوان للحفاظ على التنوع الحيوي، كما تهدف أيضاً إلى "تحسين البيئة المحلية" وهذا الشيء يتم من خلال برنامج مكون من عدة مراحل منها خطط مدرسية وأنشطة خارجية وحدائق بيئية ونوادٍ بيئية تهدف إلى تفعيل العمل الفردي تجاه البيئة وتعويد الطفل على اتباع سلوكيات ايجابية تجاه البيئة حيث نقوم بتأهيل مشرفات من خلال "الاتحاد النسائي" في قرى الريف تقوم بهذه المهمة بالإضافة إلى تعليم أصول التعامل مع الحيوان والاهتمام به، كما نتعاون مع الجمعيات البيئية في سورية لرفع سوية العمل البيئي».

نشاطنا لا يقتصر على الداخل فقط بل لنا أذرع امتدت نحو الخارج، فقد أرسلنا المواد الطبية البيطرية أثناء جرب العراق، بالإضافة إلى الأعلاف اللازمة للحيوانات، وأيضاً أثناء حرب تموز في "لبنان" قمنا بتدريب أعداد من الأطباء البيطريين للسيطرة على أي مرض ناجم عن الحيوانات كي لا يحصل وباء، وأيضاً في "دارفور" عبر كوادرنا المؤهلة للأزمات

وعن التطبيق العملي لهذه النشاطات قال:

الدكتور دارم طباع

«لقد أقمنا العديد من الدورات التدريبية بالإضافة إلى ما يقارب "الثلاثين" حديقة بيئية حول سورية، وأيضاً أقمنا مركز تدريب بيئي في "طرطوس" نشرف عليه بشكل مباشر يتم ضمنه تأهيل كوادر تعليمية لكل المحافظات، والآن اهتمامنا توجه نحو مرحلة ما قبل التعليم الأساسي "رياض الأطفال" عبر أنشطة يقوم بها الأطفال لخدمة البيئة بالإضافة إلى الكتب البيئية لتعليم طلاب المدارس صفياً وميدانياً ضمن الغابات السورية بالتعاون مع وزارة التربية»

وأضاف:

«نشاطنا لا يقتصر على الداخل فقط بل لنا أذرع امتدت نحو الخارج، فقد أرسلنا المواد الطبية البيطرية أثناء جرب العراق، بالإضافة إلى الأعلاف اللازمة للحيوانات، وأيضاً أثناء حرب تموز في "لبنان" قمنا بتدريب أعداد من الأطباء البيطريين للسيطرة على أي مرض ناجم عن الحيوانات كي لا يحصل وباء، وأيضاً في "دارفور" عبر كوادرنا المؤهلة للأزمات».

هجين اللاما والجمل

وعن كونه من دعاة "الوقاية خير من العلاج" قال:

«كل الطب في العالم يتجه نحو وقاية الإنسان التي تغني فيما بعد عن العلاج، وبالتالي كل العلوم توجهت نحو الصحة والعلوم المرافقة وأهمها "صحة الغذاء" فعند توافر غذاء سليم وبيئة سليمة تنخفض الإصابات، ومن أجل التوعية ولأن الناس هنا غير مهتمين كفاية بهذه الأمور أدرجنا ضمن التلفزيون السوري فقرة صحية دائمة مخصصة للتوعية ورفع المستوى الصحي وتحسين قدرات الناس في مواجهة الأمراض أثناء حدوثها، وأيضاً وزعنا العديد من المنشورات والكتب عن الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وحول التفتيش الغذائي والأمراض التي من الممكن أن تسبب جائحات مثل "سارز والانفلونزة" بالتعاون مع مركز "أثينا" بحوض المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، وعندما نتمكن من معالجة الحيوان والقضاء على الأمراض المشتركة نجنب الإنسان أمراضاً غذائية كثيرة».

يذكر أن الدكتور "دارم طباع" هو وجه جامع للعديد من العلوم الإنسانية والأدبية والطبية وله مؤلفات كثيرة في الصحة العامة والكتب الجامعية والأدبية، بالإضافة إلى كونه ضيف مميز لبرنامج "وريقات خضراء" الذي تبثه الفضائية السورية المختص في شؤون الصحة العامة.

ولد في "دمشق" عام 1958، حائز على دكتوراه في الطب البيطري ورئيس قسم الصحة العامة في كلية الطب البيطري، ومدير مشروع حماية الحيوان في سورية، خاض العديد من الدورات التدريبية في أمريكا وألمانيا وايطاليا واسكتلنده وفرنسا والنمسا واليونان ولبنان والأردن وسورية، وخبير في "منظمة الصحة العالمية" في مجال الأمراض المشتركة والصحة العامة، ورئيس تحرير "مجلة الطب البيطري" في سورية والكثير من المجالات الأخرى التي لا يمكن حصرها.