«أمام صمود وإيمان المقاومة الفلسطينية في غزة، هُزم جيش العدو الإسرائيلي وسقط، وهو "الجيش الذي لا يقهر"، متحولاً إلى حالة دفاع يحتمي بكيان مصطنع مصيره الزوال».

بهذه الكلمات تحدّث إلينا المحلل السياسي اللبناني "أنيس النقاش" الذي التقاه موقع eHama يوم الأحد 25/1/2009 في هذا المهرجان التضامني مع أهلنا في غزة قائلاً: «إن حرب تموز في لبنان والعدوان الإسرائيلي على غزة يلتقيان على شيء مشترك وهو المعبر. في تموز كان المعبر مفتوحاً على سورية التي مدّت المقاومة بكل مستلزمات الصمود، بينما في غزة كان معبر رفح مغلقاً في وجه المقاومة لتحطيمها والخلاص منها باعتبارها هدفاً أساسياً للعدوان.

أبشّر الحكام المتخاذلين والمعتدلين بأنه سيكون هناك شرقاً أوسطياً، ولكن من دون إسرائيل، فقد كانت غزة معجزة ليس لها مثيل في التاريخ، غزة أسطورة، ودرس للعدو قبل الصديق

وبناءً على ذلك اعتمد أهل غزة من مدنيين ومقاومة على الصمود والبقاء إيماناً منهم بالله والشهادة في سبيل الوطن عنواناً للانتصار الذي تحقق».

أنيس النقاش

  • ما هي رؤيتكم لمفهوم الصمود عند أهلنا في "غزة"؟
  • ** لنتذكر معاً حصارغزة الذي دام ثلاث سنوات والذي تسبب بمجاعة لشعبها أدّت بهم إلى تحطيم المعبر، ودخول مصر بهدف الحصول على الغذاء، بينما خلال العدوان الإسرائيلي لم يلجأ هذا الشعب إلى المعبر ليحطمه كما حدث سابقاً بل تشبث بأرضه على الرغم من الحالة السيئة التي وصل إليها من مجازر وتدمير للبيوت وتشرد. وبالتالي يكون هذا دليلاً واضحاً على إيمان هذا الشعب بحقه في أرضه.

    من الاستقبال

  • تحدثت عن خدعة أو خدع إعلامية مهد بها الاسرائيليون لحربهم على "غزة" حبذا لو تطلعنا على بعضها؟
  • ** لقد حاول الإعلام الصهيوني بكل وسائله أن يخدع المقاومة لتحقيق مفاجأته وذلك من خلال ذهاب رئيس وزرائه "أولمرت" إلى تركيا معلناً أمام الرئيس "أردوغان" أن ليس في حسابه الهجوم على غزة. كما صرّح مسؤول عسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قائد الجبهة الجنوبية لديهم قد حصل على إجازة يقضيها مع عائلته. وصرّح وزير الحرب الإسرائيلي أنهم سيخففون من الضغط العسكري على غزة. ولدى زيارة "ليفني" وزيرة خارجية الكيان الصهيوني لمصر قبل العدوان بساعات صرّحت بأنه سيتم فتح المعابر أمام أهل "غزة". إضافة إلى ذلك جاء تحرك الجيش بعدوانه على غزة في يوم السبت الذي هو عطلة مقدّسة لدى اليهود ومن عاداتهم ألا يحركوا ساكناً في مثل هذا اليوم، واختاروا وقت الظهيرة للهجوم متأكدين من تواجد الموظفين في أماكن عملهم، ولكن المقاومة بقيت تحت الأرض مدركة أن هناك مؤامرة مدبرة للقضاء عليهم، وهذا ما دفع العدو إلى اللجوء لمثل هذه الوسائل من ارتكابه للمجازر وتدمير البيوت وتشريد الشعب الفلسطيني.

    جمهور المهرجان

  • هل استطاعت المقاومة في "غزة" أن تجمع رأياً عالمياً حولها؟
  • ** لا شك أن الشعب الفلسطيني كسب تعاطفاً عالمياً كبيراً، وقد اختارت المقاومة وشعب غزة النموذج الفيتنامي في الصمود والتضحية الذي سيشار له اليوم بالنموذج الغزّاوي، وسيصبح نموذجاً يحتذى به كل شعب يريد الحرية لوطنه.

    وفي ختام حديثه أكد الأستاذ" أنيس" ثقته بخيار المقاومة حيث قال: «أبشّر الحكام المتخاذلين والمعتدلين بأنه سيكون هناك شرقاً أوسطياً، ولكن من دون إسرائيل، فقد كانت غزة معجزة ليس لها مثيل في التاريخ، غزة أسطورة، ودرس للعدو قبل الصديق».