جرت العادة في الطقوس المسيحية أن يوضع تصميم معين يمثل "مغارة الميلاد" بالقرب من "شجرة الميلاد" المضاءة والمزينة، وتصنع هذه المغارة عادةً من ورق خاص قابل للتشكيل ذي لونٍ بني متموج يحاكي اللون الطبيعي، وتضم المغارة مجسمات صغيرة لأشخاص وملائكة وحيوانات ورموز أخرى تشير إلى مغارة ميلاد "السيد المسيح".

فريق eSyria التقى قُدس الأب "دمسكينوس عبد الله" وهو أحد الكهنة في رعية مدينة "السقيلبية"، وقد زودنا بمعلومات قيّمة حول المغارة و"أيقونة الميلاد"، حيث استهل حديثه قائلاً: «هناك بعض الآثار التي تعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلاديين تُظهر رسماً لميلاد "السيد المسيح" مع الرعاة و"المجوس"، أما المغارة كما نعرفها اليوم فيعود الفضل في إطلاقها إلى القديس "فرنسيس الأسيزي" الذي قام بتجسيد أول مغارة حية /أي تحوي كائنات حية وليس مجسمات/، وذلك في الخامس والعشرين من كانون الأول سنة /1223/، وانتشرت بعدها بسرعة عادةُ تشييد المغارات الرمزية في الكنائس والمنازل وغيرها».

هناك بعض الآثار التي تعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلاديين تُظهر رسماً لميلاد "السيد المسيح" مع الرعاة و"المجوس"، أما المغارة كما نعرفها اليوم فيعود الفضل في إطلاقها إلى القديس "فرنسيس الأسيزي" الذي قام بتجسيد أول مغارة حية /أي تحوي كائنات حية وليس مجسمات/، وذلك في الخامس والعشرين من كانون الأول سنة /1223/، وانتشرت بعدها بسرعة عادةُ تشييد المغارات الرمزية في الكنائس والمنازل وغيرها

أما عن الرموز التي تتضمنها الأيقونة التي تمثل أيقونة ميلاد "السيد المسيح" فقد حدثنا الأب "دمسكينوس"، قائلاً: «إن أيقونة الميلاد مع الطفل الإلهي موضوعاً في المغارة في أعماق الأرض تذكرنا بالمثل الذي قاله الرب نفسه عن ملكوت السماوات وهو مثل "حبة الخردل" أصغر حبوب النبات على الأرض والتي تزرع في الأرض لتصبح فيما بعد شجرة كبيرة. حيث يحتل الطفل "يسوع المسيح" وسط الأيقونة وهو ضمن مذود ما يدل على التواضع، أما السيدة "مريم العذراء" فتُصوَّر أكبر من كل شخصيات الأيقونة، وتُصوِّر الأيقونة أيضاً الملائكة والرعاة والمجوس. فالملائكة حاملة البشارة وشهود على البشرى السارة لولادة "المسيح"، أما الرعاة فيمثلون الشعب العبراني، حيث نجد الملائكة وقد ظهروا لهم مرتلين.. لقد اجتمعوا ليسجدوا لـلسيد "المسيح" الذي انتظروه فقد قبلوا الأخبار السارة مباشرة من الملائكة، أما "المجوس" فهم يمثلون شعوب الأمم عابدي الأوثان، والذين يصعدون تدريجياًً إلى فهم أهمية الحدث.. إنهم يصعدون بطريقة صعبة ليسجدوا لـلسيد "المسيح"، حيث إنهم لم يأتوا من مدن قريبة بل من آخر الأرض "من بلاد فارس موطن المجوس بحسب التقليد الكنسي".. لقد قادهم النجم مسافات طويلة وصعبة ولم تقدهم الملائكة فالحقيقة لم تُكشَف لهم مباشرة وكاملة».

مغارة كنيسة "مار نقولا"

ويتابع الأب "دمسكينوس" قائلاً: «كما اعتاد الفن المسيحي الأرثوذكسي أن يصور حيوانين "الثور" و"الحمار"، وهذا ليذكرنا بنبوءة "أشعياء" في العهد القديم: /الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبهِ، أما إسرائيل فلا يعرف.. شعبي لا يفهم/. إنه تأنيب لشعبٍ عدَّ نفسه يوماً ما شعب الله المختار، فقد سبقته البهائم إلى معرفة الله، كما أنه من المعتاد أن يظهر في بعض أيقونات الميلاد قابلتان تغسلانِ الطفل "يسوع" بعد ولادته وهذا مستقى من بعض النصوص التقليدية وليس الكتابية».

أيقونة الميلاد
تشكيلات ورقية ومجسمات