لكل شخص في مدينة "حماة" تاريخه الخاص مع هذه اللعبة، فألعاب الطفولة لا تستثني أحداً.

ولعبة "الأكلال" هي لعبة صبيانية بامتياز...

الذي يلعب بالبداية يتميز باحتمالات كثيرة للربح، فالأكلال تكون كثيرة وغير منقوصة، أما الذي يلعب في النهاية فهو يستفيد من أن الأكلال تكون قريبة من الخط وبحاجة إلى ضربات خفيفة للربح

ولعل أبرز ما يرسخ هذه اللعبة في الذاكرة هو التنبيهات الدائمة للأهل بالابتعاد عن هذه اللعبة، وتخبئة الأطفال "أكلالهم" أو كما يقول البعض "دحلهم" بين الأحذية وفي جواربهم وفي الأماكن الضيقة من المنزل، وذلك نتيجة خوفهم من اكتشاف الأهل أنهم يلعبون بها.

السيد حسان سراقبي

وعن سبب منع الأهل تحدث لموقعنا السيد "حسان سراقبي" بتاريخ 20/1/2009: «هذه اللعبة بحاجة إلى أماكن طينية أو حدائق أو شوارع غير معبدة، والذي يجعل الأهل يحرمون أبناءهم من اللعب بها، هي أنها لعبة تملأ اليدين بالجراثيم والبكتيريا والأوساخ الموجودة على الأرض، مما تجعل أيدي الأطفال وثيابهم تتسخ بالطين، كما أنه يخشى من أن يضع الطفل يده بفمه، أو أن يتناول شيئاً ما وهذا ما يصيبه بالمرض».

وتبرز هذه اللعبة غالباً في أيام الصيف وفي عطلة الربيع، حيث لا مدارس، ويمنع الموجهون عادة دخول "الأكلال" إلى الصفوف المدرسية، ويقومون بمصادرتها، وربما يكون باب المنع هو أحد الأسباب التي تجعل الأطفال يحبون اللعب بها أكثر.

أطفال يلعبون بالكلال

الشكل الجميل لهذه "الأكلال" له دور أيضاً في جعلها محببة، فاللون البلوري المتداخل لبعضها مع بعض الألوان والصافي في بعضه الآخر، يجعلك ترغب بلمسها. ولهذه اللعبة عدة طرق للعب، عن ذلك يحدثنا الطفل "عبد الرحمن بيازيد" قائلاً: «لعبة "الطقة" وهي التي تحصل فيها على "كلّ" المنافس عندما تضربه بواسطة "كلكّ" بعد أن تنجح بإرساله إلى "البيش" وهو عبارة عن حفرة صغيرة لا يمكنك ضرب أي "كلّ" إلى بعد سقوط "كلكّ" فيها، وهناك لعبة "الطقة والشبر" وهي تعتمد على المسافات البعيدة، حيث يكفي أن تضرب "كلكّ" إلى مسافة تقترب من طول كف اليد لكي تحصل عليه، وهناك أيضاً لعبة "النقفة" وهي تعتمد على ضرب "الكلّ" بظاهر الإبهام، بالإضافة إلى الدائرة وهي لعبة جماعية يشارك فيها عدة لاعبين، تحصل بموجبها على كل "كلّ" تخرجه من هذه الدائرة».

ومن المسائل المهمة التي توجب أن تلعب هذه اللعبة خارج المنزل هو حاجتها إلى "البيش" وهو الحفرة الصغيرة التي يرمى إليها "الكلّ" في حين يصعب إيجاد مثل هذه الحفرة في المنزل.

بائع الكلال

وللأكلال حسب الشكل أنواع فهناك "الحلبي" ويكون لونه أبيض حليبياً وليس شفافاً، "المائي" وهو شفاف خالٍ من الخطوط، "أبو شعرة" لوجود خط أسود يشبه الشعرة، "الباذنجاني" وهو ضخم ولوجود خط باذنجاني فيه، ويستعمل للعب وذلك لأن حجمه يسمح بمسكه جيداً بين الأصابع.

فلو تجولت هذه الأيام في شوارع مناطق "العليليات"، "الفراية" أو "جبل النار"، و"الصابونية"، لوجدت الأطفال مجتمعين يهتفون ويصرخون "أوليت" ويعني أن هذا الطفل هو أول من سيبدأ اللعب، ولكل موقع من هذه المواقع استراتيجية لعب خاصة، يتابع الطفل "عبد الرحمن بيازيد" قائلاً: «الذي يلعب بالبداية يتميز باحتمالات كثيرة للربح، فالأكلال تكون كثيرة وغير منقوصة، أما الذي يلعب في النهاية فهو يستفيد من أن الأكلال تكون قريبة من الخط وبحاجة إلى ضربات خفيفة للربح».