تحتل آلة العود مكانة مهمة جدا في الموسيقا العربية (إن لم تكن أهم آلة موسيقية عرفها العرب) وحتى قديماً وجدت العديد من النقوشات في الحضارات السومرية والبابلية القديمة وفي حضارة "أوغاريت" السورية أشكال نوت وآلات موسيقية كالعود وآلات شبيهة له.

تسمى أسرة العود (البزق والنشأتكار)، وفي العصر العباسي أخذ العود أشكالا ًمتطورة لينتشر بشكل أوسع خصوصا مع مصاحبة الغناء المترافق مع العزف. ويعتبر زرياب أول من أدخل الوتر الخامس المزدوج في العود. أضاف العديد من الموسيقيين أوتارا ً أخرى وصلت إلى حد الثمانية أوتار لإعطاء مجالات أوسع في العزف على العود.

اشتهرت سورية بصناعة العود بشكل كبير في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وتميز العود السوري بالجودة والتقنية العالية واشتهرت عائلة (النحات) بصناعة العود وأبرزهم حنا النحات الذي اشتغل في صناعة هذه الآلة وتعادل أهميته في صناعته للعود أهمية صانع آلة الكمان العالمي ستراديفاريوس.

*- الخشب المستخدم في التصنيع

خشب الجوز بشكل رئيسي نظرا لناقلتيه العالية للصوت وخشب الشوح من أجل وجه العود، كما تستخدم أخشاب أخرى مثل المشمش (للقصعة)، وتستخدم بعض الأخشاب الأخرى المستوردة مثل خشب السيسم لكن يفضل الصانعون خشب شجر غوطة دمشق في الصناعة بسبب لونه الغامق وكثافته.

*- أقسام العود:

  • القصعة (ظهر العود): وتتألف من (15) ضلعا أو تزيد قليلا وأهميتها في كونها علبة الطنين.

  • صدر العود: له أهمية من أجل طبيعة وشدة الصوت ويدعم من الداخل بعوارض من خشب الشوح.

  • زند العود (غالبا من خشب الجوز) حيث تلصق عليه طبقة من الخشب القاسي وذلك لتحمل ضغط الأوتار والأصابع.

  • البنجق: وهو بيت مفاتيح الدوزان يصنع من الخشب القاسي ولدقة تثبيت المفاتيح عليه أهمية كبيرة في ثبات الدوزان. كما أن للعود ثلاث فتحات لخروج الصوت منها وأحيانا فتحة واحدة.

  • *- مراحل تصنيع العود

    موقع eHoms التقى (أبو جواد) أحد أهم صناع العود في حمص الذي أوضح لنا مراحل تصنيع العود قائلاً:

    المرحلة الأولى: تجهيز القالب بوضع كتلتين من الخشب لهما شكل هندسي دقيق كي تلتصق عليهما الأضلاع.

    تجهيز الأضلاع: أي قصها بأبعاد دقيقة وسماكة مضبوطة ثم إحناؤها بما يناسب أبعاد القالب. ويتم تجهيز كل ضلع على حدة على شكل مغزلي ويستخدم بإلصاقه الغراء الأحمر لأنه يعطي مناعة ضد التشوه.

    صدر العود: يصنع ويجمع بعدة شرائح رقيقة من خشب الشوح تلصق مع بعضها البعض وتُدعّم بالعوارض.

    ويلصق صدر العود إلى القصعة ويثبت بشكل متين ودقيق.

    زند العود يصنع بالأبعاد الهندسية المناسبة ويثبت إلى جسم العود بواسطة قصعة خشبية صلبة اسطوانية الشكل .

    أما البنجق فيصنع بشكل منساب وتثبت عليه المفاتيح ويثبت من الأعلى على الزند.

    فرس العود: يصنع الفرس من خشب قاس ويلصق على صدر العود تمهيدا لوضع الأوتار .

    أما المفاتيح: فهي من الخشب القاسي ولصناعتها أهمية قصوى في جودة العود ككل ودقة وثبات الدوزان.

    الريشة وتستخدم غالبا من البلاستيك أما درجة قساوتها فحسب رغبة العازف.واستخدمت قديما ريش من جانح النسر أو قرن الجاموس.

    وأخيرا الأوتار تصنع من البلاستيك والحرير المغطى بالنحاس".

    جدير ذكره أن الاهتمام بآلة العود أخذ أبعادا عالمية فالعديد من الأجانب يسعون لاقتناء العود والتعلم عليه وأضاف أبو جواد الذي تصدر أعواده إلى أكثر من (24) دولة في العالم:

    " لتميز العازفين الشرقيين دور كبير في شهرة العود أمثال منير بشير وشربل روحانا ونصير شما ومرسيل خليفة ولا بد لصانع الآلة أن يكون ملما نوعا ما بالعزف حتى يستطيع أن يخرج عودا ذا قيمة عالية ويكتشف عيوبه وحسناته".

    يشار أن حمص عرفت العديد من صناع العود أهمهم محمود كامل العوير وعادل أديب ومحمد منصور في صناعة العود بشكل كبير.