السوق المسقوف في "معرة النعمان" متشعب ومتنوع، فمن الشرق سوق النجارين وعلى اليمين منه سوق "السكيفاتية" أو سوق "الأساكفة" كما كان يدعى في السابق، وهو أطول أسواق "المعرة" حيث يمتد من شارع "أبي العلاء" جنوباً حتى ساحة "الجامع الكبير" شمالاً، ويتفرع منه سوق "الحِبال" وسوق "التجار" إلى الغرب. يتاجر أصحاب المحلات في هذا السوق بالأحذية والجلديات التجارية.

موقع eIdleb بتاريخ 2/3/2009 تجول في سوق "السكيفاتية" والتقى الحاج "صبحي التناري" وهو صاحب محل أحذية وأحد الأوائل في السوق والذي حدثنا عنه بالقول: «منذ أكثر من 50 عاماً أذكر السوق كما هو لم يتغير، إلا أن تجارة الأحذية كانت تعتمد على صناعتها في المحل نفسه، من خلال تفصيل الأحذية حسب الطلب أو صناعتها لمجرد بيعها. كانت تصنع الأحذية في السابق من جلد الماعز ويدعى "السختيان" أو جلد البقر ويدعى "القنط"، والنعل يكون إما وجه جاموس أو مطاط مستخرج من عجلات السيارات.

كنت أربح في القطعة من سعر المئتي ليرة (50) ليرة أما اليوم فلا يتجاوز مربحي من هذه القطعة 15 ليرة، وأسعى اليوم كما الكثيرين لبيع محلي لأن وضع السوق أصبح سيئاً جداً، وكما تُلاحظ قلب البعض مهنة تجارة الأحذية إلى تجارة قطع النايلون الرخيصة والألعاب

أما بطانة الحذاء فكانت تصنع من "الحور" وهو جلد الخاروف ويستخدمون عدة تقليدية بسيطة لهذه الصناعة تتكون من "التسكا" وهي طاولة التفصيل ومن خيط قطن يتم مسحه بالشمع إضافةً إلى المخرز الثخين، وعندما تطورت هذه المهنة، أُدخلت المكنة اليدوية إلى المحل».

عدة قديمة لصناعة الأحذية

كما التقينا السيد "رضوان المحلول" صاحب محل أحذية أيضاً في السوق تحدث لنا عن آلية البيع قائلاً: «أغلب الذين يقصدون السوق من ميسوري الحال لأن البضاعة رخيصة، وذلك ليستغلوا فرق السعر عما هو في محلات الشوارع الكبيرة، وفي السابق كان مجال الربح لدينا أكبر، أما اليوم فكثرة المضاربين في السوق إضافةً إلى الضرائب التي لا تتناسب وقوة البيع جعلت مجال الربح بسيطاً، ففي المواسم التي يعتمد عليها رزقنا، يعرض "بائعو البسطات" الأحذية على أرصفة الشوارع، وهؤلاء ليس لديهم ضريبة، ولا ماء ولا كهرباء، لذلك فإن البسطة أصبحت مربحة أكثر من المحل المنهك بالالتزامات والدفع».

وأضاف السيد "رضوان": «كنت أربح في القطعة من سعر المئتي ليرة (50) ليرة أما اليوم فلا يتجاوز مربحي من هذه القطعة 15 ليرة، وأسعى اليوم كما الكثيرين لبيع محلي لأن وضع السوق أصبح سيئاً جداً، وكما تُلاحظ قلب البعض مهنة تجارة الأحذية إلى تجارة قطع النايلون الرخيصة والألعاب».

السيد رضوان المحلول