كانت الفكرة في البداية كما يقول المخترع السوري "نعمان جبور" لموقع eLatakia «هي اختراع محرك انفجار داخلي بدون كرنك يوفر طاقة تقدر بحوالي 30% من استهلاك المحرك العادي كما أنه أفضل للبيئة من ناحية التلوث». ويضيف: «يختلف محرك "فانكل" كلياً الذي فشل في اختراعه لأن نجاحه كان مؤقت ولم يثبت فاعليته، وخدمتني الظروف والصدفة أن أسكن في منطقة ما بين "طرطوس" و"حمص" أثناء تصميم وتنفيذ محرك انفجار داخلي بدون كرنك وكان لوجود الرياح القوية في المنطقة دور كبير في تغيير الفكرة....

فبدلاً من استخدام طاقة البترول لعمل المحرك وجدت أن الرياح هي بديل أفضل وأقوى من البترول وهي متوفرة بنعمة ربانية مجانية وخالية من التلوث، وهنا قمت بتحويل المحرك ليعمل بطاقة الرياح كاملاً واستغنيت نهائياً عن البترول وعلى الفور قمت بتحويل العمل والجهاز والمخططات لهدف إنتاج الكهرباء من الرياح وبالتالي أصبح لدي جهاز يختلف كلياً من حيث المبدأ والشكل والإنتاج عن أي جهاز آخر بعد مقارنته بأحدث الأجهزة ((المراوح التوربينية)) في العالم حيث تبين أنه يأخذ حوالي 80% من طاقة الرياح بينما الأجهزة الأخرى تستفيد من الرياح حوالي 30%».

قمت بتنفيذ وعلى نفقتي الخاصة أجهزة مصغرة للاختراع تعمل بدقة عالية جداً وما أتمناه أن أصنع جهاز كبير ليرى الناس مدى الفائدة منه ولكن العين بصيرة واليد قصيرة وأتمنى أن يخرج هذا المشروع إلى النور قريباً

ويتابع "جبور": «سميت هذه الطريقة بطريقة ((الكبس)) بينما الطريقة الحديثة المتبعة هي طريقة جانح حمل ((توربينية)) ثم اتجهت إلى مراكز البحوث العلمية والجامعات وبعد ثلاث سنوات تقريباً من التجارب حصلت على براءة اختراع ثم طورت طريقة صناعة الإختراع وبحثت عن المعادن والعناصر المناسبة حتى أصبح بإمكاني تصنيع أجهزة متطورة جداً ومتقدمة على جميع الأجهزة الحديثة المتوفرة في العالم وهذه مقارنة ببعض الفروق بين المروحة التوربينية والمروحة المكبسية التي اخترعتها:

السيد نعمان جبور

  • المروحة التوربينية ((جانح حمل)):
  • تقلع بسرعة 5 متر بالثانية. الزاوية الحاصلة بين منحى الريح وبين سطوح الأجنحة مائلة. - مجموع مساحة سطوح الأجنحة صغير جداً بالنسبة لقطر الدوران مما ينتج طاقة تتناسب مع مساحة السطوح. عند سرعة الرياح الكبيرة تقف عن الدوران بسبب تولد قوة نابذة كبيرة. تحتاج إلى توجيه بشكل دائم إلى اتجاه الريح. تصدر أصوات وضجيج كبيرة وتسبب الأذى للطيور.
  • شهادة براءة الاختراع

  • المروحة المكبسية ((صدم)):
  • تقلع بسرعة 3 متر بالثانية. الزاوية الحاصلة بين منحى الريح وبين سطوح الأجنحة عمودية مما ينتج طاقة أكبر. مجموع مساحة سطوح الأجنحة كبير جداً بالنسبة لقطر الدوران مما ينتج طاقة أكبر تتناسب مع مساحة السطوح. عند سرعة الرياح الكبيرة لا تقف عن الدوران بسبب عدم تولد قوة نابذة كبيرة لأن الجناح ليس بعيداً عن مركز الدوران. لا تحتاج إلى التوجيه. لا تصدر أصوات وضجيج ولا تؤذي الطيور لأن أجنحتها كبيرة تشاهدها الطيور.
  • ويلاحظ أيضاً أن المروحة المكبسية السورية تنتج ثلاث أضعاف ما تنتجه المروحة التوربينية الدانماركية بنفس سرعة الرياح تقريباً ويمكن أن تكون تكلفتها حوالي النصف من تكلفة المروحة الدانماركية. إن متوسط طاقة المحطة الحرارية تعادل 200 ميغا واط ساعي وتحتاج إلى 50 طن فيول في الساعة مع عدد كبير من المختصين بمختلف أنواعهم وقطع غيار بشكل دائم بالإضافة إلى الضرر الذي تلحقه بالبيئة على مدار الساعة».

    ويقول السيد "جبور": «لو قمنا بإنشاء مزرعة رياح مكونة من 200 مروحة مكبسية في مكان مناسب ريحياً لأنتجت طاقة أكثر مما تنتجه المحطة الحرارية ولو عممنا هذا المشروع على عدد أكبر من المزارع لأنتجنا طاقة تغطي احتياجات الوطن ونصدر الزائد وبدون أي ضرر للبيئة.

    ولو علمنا أن المستقبل القريب هو للآليات التي ستعمل على الطاقة الكهربائية ومنها السيارات فسنلاحظ كم سنوفر من مال وجهد وتلوث وكل هذا يصب في مصلحة الوطن والمواطن والطبيعة. ومن هنا يتضح لنا أن المروحة المكبسية متطورة أكثر من المراوح التوربينية التي تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية المستخدمة في جميع أنحاء العالم خصوصاً وأن بعض التحقيقات أشارت إلى أن العالم يعيش حالياً في ورطة بيئية كبيرة سوف تؤثر بشكل كبير على جميع الكائنات الحية وأنه في حلول عام 2030 سوف يعيش العالم كارثة بيئية حقيقية».

    وعند سؤالنا للسيد "نعمان جبور" هل طرق أبواب الجهات الحكومية لكي تمول وتستفيد من هذا الإختراع أجاب: «بالطبع ذهبت إلى معظم وزارات الدولة إلا أنني لم أجد آذاناً صاغية وكانوا يطلبون مني أن أنفذ المشروع بنفسي وهم سيشترون مني بعد ذلك الأجهزة ولكن من أين لي ذلك فقد صرفت ما كنت أملك في عملية الدراسة والبحث والتطوير حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تطوير الإختراع وأنا أتمنى أن يستفيد كل الناس من هذا الإختراع».

    ويختم المخترع السيد "نعمان جبور" حديثه بالقول: «قمت بتنفيذ وعلى نفقتي الخاصة أجهزة مصغرة للاختراع تعمل بدقة عالية جداً وما أتمناه أن أصنع جهاز كبير ليرى الناس مدى الفائدة منه ولكن العين بصيرة واليد قصيرة وأتمنى أن يخرج هذا المشروع إلى النور قريباً».

    من الجدير بالذكر أن "نعمان أسعد جبور"، من مواليد "اللاذقية"، حي الحمّام، 1958.