مر عيد الأم في اللاذقية" واحتفل به الجميع، كبيراً أم صغيراً، ولكل كانت طريقته في التعبير عما يحمله من تقدير تجاه أمه. لكن سؤال ألقى بظلاله على الجميع ضمن الواقع الاجتماعي والاقتصادي..ماذا أهديت أمك ؟ وهل القيمة المادية لتلك الهدية مهمة وملحة هذه الأيام؟

استقصتeLatakia يوم السبت 21/3/2009 رأي اللاذقانين حول هدايا عيد الأم، وكيف استطاعت الهدية أن توصل شعورهم بالتقدير تجاه أمهاتهم!

نعم أعلم أن زوجتي أم، لكن عيد الأم اخترعناه للأمهات الكبار اللاتي تعبن بالفعل في تربيتنا على مدار عشرين وثلاثين عاماً، وليس للأم التي لم تكمل 3 سنوات أمومة

عدد كبير ممن التقيناهم أجمع على أن هدية عيد الأم تتحكم بها الحالة المادية أوالمعيشية، و أن مستوى الهدية يتوقف عليها، في حين رأى البعض الآخر أن الأم لا تنتظر هدية من أبنائها وأن هديتها الأكبر تتمثل في نجاح أبنائها وسعادتهم .

"ريم قاضي" مع أمها

البداية كانت مع "محمد أحمد" طالب في الصف التاسع، يقول عن الهدية التي اشتراها مع أخويه "عمر" في الصف الثامن و"سناء" في الصف الثالث: «أمنا أغلى ما نملكه أنا وإخوتي، رغم فقداننا والدي إلا أن والدتي قامت بدورها منذ صغرنا ومازالت، حيث لم نشعر بيوم أنه ينقصنا حب أو حنان أو اهتمام أو دعم، احتفلت وإخوتي مع والدتنا بعيدها، وقدمنا لها هدية متواضعة، اشتريناها من المال الذي كنا ندخره من مصروفنا الذي كانت تعطينا إياه للمدرسة، هديتنا كانت عبارة عن قميص نوم ربيعي، لابد وأنها ستلبسه قريباً».

منه إلى "خالد عليا" متزوج وموظف، وأب لتوءم جميل عمره سنتان، عندما سألناه عن هدية عيد الأم، وماذا قدم لها، أجابنا: «أمي (ست الحبايب) أطال الله عمرها، أغلى إنسان ولا أنسى فضلها علي، اشتريت لها هذا العام جهاز خليوي أنيق بدل الذي كانت تستخدمه سابقاً على بساطته، في الواقع أحتار كل عام بنوع الهدية وقيمتها، وأظن أنه لا يوجد في العالم هدية تليق بالأم وتعطيها حقها مهما غلا ثمنها».

السيد خالد يضيف لنا على سبيل المزاح لدى سؤالنا عن هدية زوجته : «نعم أعلم أن زوجتي أم، لكن عيد الأم اخترعناه للأمهات الكبار اللاتي تعبن بالفعل في تربيتنا على مدار عشرين وثلاثين عاماً، وليس للأم التي لم تكمل 3 سنوات أمومة»!

"ريم قاضي" طالبة متفوقة في الصف (الحادي عشر) القسم العلمي، تقول: «الأم رمز الحب والتفاني، ولا أظن أنه توجد هدية تليق به وتعطيها مكانتها، في الواقع احترت ماذا أهدي أمي هذه السنة، ففضلت أن أتسوق معها، وأختار لها ما ينقصها من ملابس أو أحذية، بشكل عام لا أدقق على قيمة الهدية مادياً، فالقيمة المعنوية للهدية مفعولها أقوى، ويستمر أطول، فرحة أمي عندما نلت الدرجة الأولى في صفي، أشعرتني كم هي فخورة بي، وتأكدت أن نجاح الأبناء وتميزهم هو أفضل هدية يقدمونها للأم».

ويلفت "سائر عبد الرحيم" (خريج جامعي):

«الصراحة تقضي بأن الأم لا تحتاج عيداً لنحتفل بها، بل أشعر أنه أصبح تقليداً فقط وخالياً من المضمون، فأنا أعرف أناساً أهدوا أمهاتهم في عيدها هدايا قيمة، لكنهم في الأيام الأخرى يتناسون حتى زيارتها !، بالنسبة لي و للمرة الأولى في حياتي لم أشترِ هدية لأمي في عيدها، فقد تخرجت حديثاً من كلية (التاريخ) وإلى الآن لم يحالفني الحظ في الالتحاق بأي وظيفة وما زلت أتقاضى مصروفاً من والدي لا يكفي لشراء هدية قيّمة لأمي».

  • هذه كانت آراء الأبناء، لكن ماذا قالت الأمهات في الهدية المقدمة لهن في عيدهن؟
  • "عواطف أحمد" أم ومعلمة، عمرها /46/ سنة، لديها خمسة أبناء تزوج معظمهم ، تقول حول الهدية التي قدمت لها: «أنا لا أنتظر هدية عيد الأم من أولادي، وأكون في غاية السعادة حينما أجد أولادي يقدرونني في باقي أيام السنة، لكن الأولاد يصرون علي شراء هدية، وتزداد سعادتي حينما تكون هدية خاصة بي (ملابس أو عطور)، وأشعر بقيمة الهدية حينما أستخدمها وتعجب زملائي وتزداد سعادتي حينما أقول إن هذه هي هدية ابني أو ابنتي، ولكنني لا أحدد قيمة الهدية لأن ظروف الحياة صعبة وأرفض أن أكلف أولادي فوق طاقتهم».

    وتقول المهندسة "مها إبراهيم" وهي أم منذ خمس سنوات: «أنا أولادي صغار في السن لا يعرفون هدية عيد الأم، فزوجي يشتري الهدية ويقدمها علي أساس أنها من الأولاد، وأجد ذلك بادرة جميلة منه، لأنه يعرف ماذا أحب أو أرغب باقتنائه، خصوصاً عندما تكون الهدية شيئاً من الأدوات المنزلية».

    تقول "نعمة سلمان" /52/ عاماً، أم لخمسة أبناء : «إن لحظات الاحتفال بعيد الأم وتقديم الهدايا جميلة، لكن يكفي على أي أم رؤية أولادها سعداء من حولها، فلا يمكن لأي أم تقييم هدية ابنها، أتشاجر دائماً مع أبنائي لأنهم اشتروا لي هدايا باهظة، إذ تكفي كلمة طيبة منهم طوال العام وليس في هذا اليوم تحديداً».

    ختاماً كان مع السيدة "هدى داوود"، وهي أم في الثامنة والعشرين، والتي أبدت موقفاً متفرداً لافتة النظر فيه لمسألة مهمة حول هدية العيد، وهو تجاهل الزوج لزوجته (الأم) في عيدها، وتقول مبدية حزنها لتجاهل زوجها شراء هدية عيد الأم لها: «يحزنني ما يقوم به بعض الأزواج من نسيان زوجتهم في عيد الأم، وخصوصاً تلك التي تكون أماً، مثلما فعل زوجي هذه المرة، في فترة الخطوبة كان يشتري في عيد الأم هديتين، إحداهما لأمي والأخرى لي شخصياً، هذه المرة نسي أو تناسى، لكنه فعل دون نسيان تقديم هديته لأمه، بالنسبة لي وتبعاً لشعوري بالمرارة سأعلم طفلي البالغ من العمر عامين ونصف ومنذ الآن أهمية دور الأم أياً كانت أماً أم زوجة، فالأم تبقى أماً وتحتاج لمن يدعمها معنوياً ونفسياً في واجباتها تجاه أبنائها، والهدية تبقى رمزاً للتقدير، وبرأي لا يهم قيمتها بقدر تواجدها».