أثناء تجوال الزائر في "حي الصليبة" القديم، يستوقفه معرض من ألوان زاهية، معشقة بنكهات وأنفاس صارخة، وفنان يدعى الحاج "خالد كردغلي" يقلب بيديه العتيقتين اللوحات المرسومة بـ"الخضار والأعشاب" المحفوظة بالماء والخل.

موقع "eSyria" زار دكان الحاج "خالد عبد القادر كردغلي" الملقب بشيخ كار مهنة "صنع المخللات" وحفظها في "اللاذقية"، بتاريخ "15/12/2010" ليفتح أوراق حكاية جميلة من حكايات اللاذقية القديمة، والتقى السيد "عبد الرزاق سياج"- أحد أهالي "حي الصليبة"-، الذي تحدث عن دكان "الكردغلي للمخللات" بالقول: «تتميز "مخللات الكردغلي" بالنظافة والمذاق المميز، و"آل الكردغلي" بارعون جداً بما يقدمونه ضمن أسعار تبدو أرخص بكثير من الخضار الطازجة حتى، وهم معروفين ودكانهم عريقة وتاريخها يدل على أصالة ما يقدمونه».

اعتقد أن محل "الكردغلي" من أشهر نقاط العلام في "اللاذقية" وفي "حي الصليبة" على وجه الخصوص، وقد كسب كل تلك الشهر بفضل سمعته وحسن عمله

أما السيد "أحمد شريقي" فيقول: «اعتقد أن محل "الكردغلي" من أشهر نقاط العلام في "اللاذقية" وفي "حي الصليبة" على وجه الخصوص، وقد كسب كل تلك الشهر بفضل سمعته وحسن عمله».

خالد عبدالقادر كردغلي

موقع "eSyria" التقى الحاج "خالد الكردغلي"- من مواليد /1925/- مؤسس محال "الكردغلي" للمخللات في "اللاذقية"، والذي بدأ بالقول: «في سنوات عمري الأولى كنت اعمل في احد محلات اللحوم والخضراوات في سوق البازار القديم، وكان عندي هواية اسمها "كبيس المخللات"، وفي معظم الأحيان اعمل على هذا الشيء في المنزل على سبيل التجريب لا أكثر، وفي الأربعينيات من القرن الماضي عملت أجيرا عند احد العاملين بكبيس المخللات، وكان حينها والدي يملك دكانا في حي الصليبة ومنها بدأت بمشروعي الصغير داخل هذا المكان، وفي مهنة لم أغيرها طوال تلك السنين التي مضت، كبيس المخللات».

عن أنواع المكابيس التي يعمل بها الحاج "خالد" تحدث: «نقوم بكبيس كل ما يزرع او ما ينبت الطبيعة ونعلم من انه يفيد أو محبب للناس، فمثلا لدينا "الجزر، ومخلل اللفت والشمندر، والعقابية، واللوز، والباذنجان، والخيار، والفليفلة، والزيتون والعطون والحشيشة البحرية"».

من داخل المحل

وعن آلية كبس المخللات والمواد التي تشترك بالعملية، تحدث "الحاج "خالد كردغلي": «لكل نوع من الخضار حالة خاصة به عند البدء بعملية كبسه، فمثلا الباذنجان نغسله وننخزه من الاطراف ثم يوضع بماء غال حتى يستوي، ومن ثم يوضع في معلبات خاصة مع كمية من الملح الخشن ويكبس الى مدة تتراوح بين الأربعة أو الخمسة أيام، هذا في الصيف طبعا.

وفي الشتاء نعمل على بيع المكابيس المخزنة من الصيف لأننا نتوقف بالشتاء عن عملية الكبس والتخليل، وهذه الطريقة تنطبق على جميع أنواع المكابس التي تكون خضارا كالخيار وغيره، ولكن تختلف لربما بمدة التخليل والخزن، وأيضا كمية الملح المستخدمة في هذه العملية».

من الخارج

أما عن الشهرة الكبيرة التي تحصلت عليها "مخللات الكردغلي" فتحدث "الكردغلي" بالقول: «نحن و-الحمد لله- معروفون على مستوى الشارع "اللاذقاني" وحتى السوري، لقد عملت في الماضي كثيرا وهذا الشيء توفيق من عند الله، وطبعا لا ننسى السمعة الطيبة والأسعار المنافسة، وكل هذا له دور كبير في هذه الشهرة.

أما الآن فأنا أعمل مع ولدي "محمد" الذي أتقن العمل فيها منذ زمن، ومر على هذا المحل طبعا ولدي الآخر النجم الرياضي "عبد القادر كردغلي " و"أحمد" و"هشام "، الكل عمل معي في هذه المهنة ولكن الوحيد الذي بقي فيها هو "محمد"، وجميعهم كان مبدعاً بالعديد من المهن والمواهب اجتمعت جلها في كرة القدم».