نظراً للموقع الجغرافي المسيطر على الطرق البحرية التجارية ككل، كان ومازال لمرفأ "اللاذقية" الفضل الكبير في تنشيط الواقع التجاري والصناعي للمنطقة، من حيث رفد مرفأه العريق والكبير بالعديد من إمكانات تسهيل الواقع التجاري ونقل البضائع الواصلة من وإلى المرفأ ورصيفه الكبير.

من هنا ومن خلال زيارة موقع eLatakia لمقرّ المؤسسة العامة للسكك الحديدية بفرعها في "اللاذقية"، ولتسليط الضوء على أداة الوصل التي تصل المرفأ وما يحتويه بالمدن الداخلية وبدول "إيران" و"الأردن" و"تركيا" و"العراق" و"دول الخليج العربي"، وهو قطار النقل التابع للمؤسسة العامة للسكك الحديدية، التقينا الأستاذ المهندس "فايز دريوس" مدير فرع المؤسسة في "اللاذقية".

في البداية تحدث "دريوس" عن طريقة عمل الخط من المرفأ وإلى خارجه، ومدى تطور القيمة الإنتاجية للخط حيث قال: «نحن كفرع لدينا مهمة إنتاجية تتلخص بمهمتين أساسيتين، المهمة الأولى هي نقل البضائع من مرفأ "اللاذقية" والمدن الداخلية، ومن مرفأ "اللاذقية" إلى دول مجاورة هي "تركيا" و"إيران" و"العراق" و"دول الخليج"، ونقل البضائع في المرفأ تطور بشكل ملحوظ جداً وارتفعت نسبة التطور بمعدلات ضخمة وصلت إلى تفاوت ما بين 18% إلى 34% سنوياً وهذا العام /2009/ وصلت إنتاجية الربع الثاني من عام 2009 وبشكل متوسط 54 ألف طن من البضائع، بينما كان ما قبل عام 2003 حيث قدرت بـ 10 آلاف طن، وقد وصلت أرباح المؤسسة من النقل المرفأي لهذا العام 181 مليون ل.س وبزيادة 81 مليون عن السنة الماضية».

م. فايز دريوس مدير فرع المؤسسة العامة للسكك الحديدية

وعن العوامل التي ساهمت في هذا التطور الملحوظ يتابع: «يرجع هذا التطور إلى وجود عناصر مختصة ،بالإضافة إلى الخبرة التي اكتسبوها طوال السنين الماضية، وإلى المعاينة والمتابعة اليومية للعمال أصحاب المسؤولية الكبيرة والذين أخذوا على عاتقهم المسؤولية الكبرى ضمن المرفأ للوصول إلى هذه النسبة المميزة من التطور».

وعن طبيعة المواد المنقولة من وإلى مرفأ "اللاذقية" يضيف مدير فرع المؤسسة في "اللاذقية": «ننقل مواد البناء والألبسة والمواد الغذائية والعلفية إلى كل من "العراق" وبعض الدول الأخرى، وهي مواد لا يشترط أن تكون صادرات سورية وربما تكون فقط نقل عبوري ما بين مكانين مروراً بـ"اللاذقية"».

أما عن مهمة المؤسسة في نقل الركاب المسافرين من وإلى محطة ركاب "اللاذقية"، يقول: «كل عام نلحظ هناك زيادة في عدد الركاب وبشكل متوسط لدينا حوالي 70 ألف راكب شهرياً يصل في أشهر الصيف إلى 90 ألف راكب نعمل على خدمتهم عبر كوادر مجهزة ومدربة ، وبالتالي المحافظة على كل ما يلزم ويهم المواطن المتعامل معنا، ونبدأ بتوقيت الوصول الدقيق حسب التوقيت المعلن والمعروف لدى ركابنا، وخدمات النظافة داخل عربات قطاراتنا وتكييفها ومن ثم الشعور بالأمان الذي يستحوذ ركابنا بقيادة سائقين ماهرين وأكفاء يجب أن تتوفر فيهم مميزات عديدة كي يقودوا القطار، وهي بالبداية خدمة تزيد عن الخمس السنوات وسلوك نظيف في القيادة ومسيرة حياته وخلوها من الأخطاء والإنذارات السلوكية».

*ما النصائح التي تقدمها أنت كمدير لمؤسسة منتجة وربما تجارية المسلك لزبائنكم وللعملاء الذين يتعاملون على خطوطكم؟

**أنا لدي مبدأ واضح أنادي فيه طوال الـ35 عاماً التي قضيتها هنا في المؤسسة، نحن كمؤسسة تجارية تخص الركاب وقطاع المواصلات والبضائع، هنا التاجر دائماً يجب أن يعتبر الزبون على حق، وهنا الراكب دائماً على حق، ونحن وكما تابعنا من حيث الركاب، فركاب خطوط "اللاذقية" هم ركاب مميزون ذو سلوك مهذب ومثقفون.

وعن التقاطعات أو الممرات التي سبق وحدثت عليها حوادث أدت لزهق نفوس عديدة بسبب تجاوزات المواطنين وعدم انتباههم، يقول "دريوس": «على طول جميع الخطوط الحديدية المنتشرة بين الجبال وفي مفارق القرى والأرياف والمدن، فلا نستطيع حراسة المفرق على مدار الأربع والعشرين ساعة كل واحد متر من المفارق، خصوصاً أن طول خط القامشلي 800 كم، ولكن هناك حواجز نظامية يناوب عليها من خمسة إلى ستة حرّاس على مدار الساعة، ولم تسجل أي حادثة اصطدام عند أي مفرق أو حاجز من تلك الحواجز النظامية المرسومة والمعروفة لجميع السائقين الذين يقودون على هذا الخط، ولكن المواطن المستهتر يعمد في بعض الأحيان على اجتياز الطريق الأقرب له على دراجة نارية، ودون أي رقابة أو انتباه وبغية الاختصار في طول الطريق، وبالنهاية تكون النتيجة الموت طبعاً نتيجة الاستهتار.