مازال اللباس التقليدي لقرى ومدن الجولان حاضراً في حياتهم إلى اليوم، فهو يمنح الراحة لمن يلبسه من الرجال أو النساء؛ بالإضافة إلى كونه يشكل هوية خاصة بأبناء المنطقة.

السيد "علي رمضان" من أبناء "القنيطرة" يقول: «ما أزال أحافظ على اللباس الشعبي الجولاني الجميل الرائع لأنه لباس قطني فضفاض متعدد الألوان الجميلة التي تناسب الرجال بمختلف الأعمار، وهو لباس مريح ينسجم مع حركة الأعضاء وحركة الجلوس على الأرض، كما يساعد هذا اللباس على القفز والانحناء في الدبكات والأفراح الشعبية».

ما أزال أحافظ على اللباس الشعبي الجولاني الجميل الرائع لأنه لباس قطني فضفاض متعدد الألوان الجميلة التي تناسب الرجال بمختلف الأعمار، وهو لباس مريح ينسجم مع حركة الأعضاء وحركة الجلوس على الأرض، كما يساعد هذا اللباس على القفز والانحناء في الدبكات والأفراح الشعبية

أما السيدة "زملة رحيل" فقالت: «يتميز اللباس الشعبي الجولاني الذي ترتديه المرأة بألوانه الجميلة ومطرزته ونقشاته الرائعة فهو يحافظ على حرارة الجسم في الشتاء ويساعد على تهوية الجسم في الصيف، وبالنسبة لي ما زلت ارتدي اللباس الشعبي حتى يومنا هذا، وأشجع أفراد عائلتي للحفاظ على لباس الآباء والأجداد».

السيد "علي رمضان"

وللحديث عن صفات لباس أهل "الجولان" التقى موقع eQunaytra بتاريخ 12/2/2012م الأستاذ "أحمد محمود الحسن" الباحث في الموروث الشعبي الجولاني فقال: «يمكن إجمال صفات اللباس والأزياء الشعبية في الجولان بأنها مصدر تاريخي ينقل بصدق صفات المجتمع الزراعي القديم وتشابه اللباس الحالي وتطوره مع أزياء الهجرات والسكان الذين قطنوا الجولان عبر مراحل التاريخ القديم حيث نرى أن المصادر التي تتحدث عن الأزياء في سورية لا يتجاوز تاريخها أواخر الألف الثالثة /233/ ق.م أي حوالي نهاية المملكة المصرية القديمة.

حيث كانت قبائل العامة المنتشرة جنوب البلاد السورية تعيش الحياة البدوية ووجدت رسوم مقابر فراعنة تلك الفترة تدل على أن الثوب المستطيل المغلق من الأمام وله فتحتان من أعلاه وطوله لا يتعدى الركبة إلا قليلاً وبعد /500/ سنة أصبح طول الثوب يشبه الجلابية عند أهل الجولان وكذلك الحطة أو العقال عند قبائل العامة واستمرارية هذا الزي إلى الآن عند أهل الجولان مع اختلاف أن الجلابية الحالية غير مخططة بل لون واحد (أسود، أزرق، رمادي).

السيدة "زملة رحيل"

وكذلك الشرش في الجولان الذي ترتديه النساء القرويات تعود جذوره إلى الألف الثاني قبل الميلاد ويدل على ذلك النقوش الأثرية التي وجدت في رأس شمرا على مسلة يعود تاريخها إلى الألف الثاني قبل الميلاد وتدل على أن الثوب الواسع الطويل ذا اللون الساذج المغلق من الأمام إلا من فتحة حادة عند الصدر والعنق والمطرز من الأسفل بصورة دائرية دوراً أو دورين ما يزال موجوداً في الجولان أو حوران وما أشبه الشنبر أو الملفع الذي ترتديه نساء الجولان (بالطوكة اليونانية) منذ أكثر من /500/ عام حيث إن الطوكة عبارة عن رداء أو لفاف مستطيل الشكل يلفونه على أجسامهم من الأمام والخلف متهدل بانثناءات كثيرة مستديرة.

أما العقال الذي يتوشح به الرجال في بعض القرى فدلت الآثار والرسومات على أصالته وقدمه، بالإضافة إلى أن الأزياء الشعبية في الجولان صورة لتفاعل ابن الجولان مع البيئة الاجتماعية والطبيعية حيث يتم اختيار اللباس المناسب في فصلي الشتاء والصيف ففي الشتاء الدامر الطويل وعباءة الصوف والفروة والألوان القاتمة حيث يمتص حرارة الشمس وفي الصيف ارتداء الألبسة القطنية الرقيقة والواسعة كالسروال الأبيض القطني العريض والجلابية الواسعة والعباءة الرقيقة الشفافة أما بالنسبة للناحية الاجتماعية فاختيار اللون المناسب للأفراح والأتراح».

الأستاذ "أحمد محمود الحسن"

وعن ميزات اللباس الجولاني أضاف "الحسن": «كما تتميز بأنها مريحة تنسجم بتفصيلها ومقاييسها مع حركة الأعضاء وطريقة الجلوس على الأرض والركوع والركوب على الحيوانات حتى المشاركة في الأفراح الشعبية والدبكات حيث يساعدهم اللباس على القفز والقمز والانحناء، وأنها أخلاقية حيث تراعي كثيراً وقبل كل شيء اعتبارات الحشمة والوقار فهي طويلة وواسعة، بالإضافة إلى إنها ثياب صحية تتماشى مع الإقليم المحلي فهي تحفظ حرارة الجسم في الشتاء عندما يكون الجسم بحاجة إليها كالشروال والصدرية والعباءة والثوب وتساعد على تهوية الجسم في الصيف كالقمباز المفتوح والعباءة الرقيقة والجلابية الواسعة فهي بعيدة عن الأربطة الضيقة التي تعيق الدورة الدموية والألبسة الضيقة».

وذكر "الحسن": «أن هناك بعض العادات المرتبطة باللباس ولها معاني خاصة يعمل بها حسب العادات والتقاليد منها خلغ عقالات رجال القبائل المعتدى عليها أو صاحب الحق طلباً للثأر ورد المعتدي ولا يرتدون العقال حتى ستر الكرامة ومن الأقوال الرائجة يحرم علينا لبس العقال إذا ما أخذنا الثأر وردينا العار وخلع العقال دون الكوفية هو شارة تدل على أن الفاعل يبحث عن ثأر له وربط طرف العقال أو الثوب عند طلب الحاجة.

وقد ذكرت بعض الأمثال الشعبية في لباس أهل الجولان مثل "ألبس زبون وأجر ثوب وأمشي مع الناس متعافي" ويقصد بالزبون هو الثوب المفتوح من الأمام والمعنى أن البس الجديد وأسير مع الناس بكرامة، ومن الأمثال الدالة على التبرير بالحياة "من دير ما جاع ومن رتع ما عري"، وهناك أمثال دالت على أن الثوب المستعار لا يدوم "لبس العواري ما يداري وان بلت ليلة ما يدفي"، وكذلك على تجديد اللباس "نيال من تخنج جديد ويعاود على التاجر بعيدو"».