يسعى الفلاحون في محافظة "القنيطرة" لزيادة زراعة أشجار الرمان بكثرة في كافة قراها ومناطقها، حيث وجدوا أنها لا تتطلب جهداً جسدياً ومادياً، وأمراضها قليلة مقارنة بالأشجار الأخرى، وأيضاً لأن لمنتجاتها ربحاً وفيراً.

المزارع "زيد الأعور" من قرية "حضر" قال لموقع eQunaytra: «تعتبر زراعة أشجار الرمان زراعة حديثة في المحافظة حيث كانت تستخدم سابقاً كسياج محيط بأحد الحقول، وبالنسبة لي لدي ما يقارب /2/ دونم من أشجار الرمان حيث أقوم بجني المحصول في كل عام وتسويقه فهو لا يحتاج لعناية كبيرة كغيره من الأشجار المثمرة، كذلك فإن المردود الاقتصادي الكبير الذي بتنا نجنيه في كل عام جعلنا نهتم بزراعته على الرغم من قلة المحصول المجني والمطروح في السوق، وفي هذا العام تم زيادة الاهتمام والعناية بشجرة الرمان وذلك بتنفيذ خطط جديدة مقترحة من قبل مديرية زراعة "القنيطرة" لرفع مستوى الإنتاج وزيادة المساحات المزروعة والحصول على نوعية جيدة من الثمار».

يصنع من ثمار الرمان "عصير الرمان" الذي يستخدم شراباً منشطاً ولذيذاً، بالإضافة لتصنيع "دبس الرمان" الذي يستخدم كمادة إضافية لبعض المأكولات منها السبانخ ومختلف أنواع سلطات الخضار، ولكنه يتطلب جهداً كبيراً من خلال فرط ثمار الرمان وعصرها وغليها لمدة ساعة ونصف

حول الاستخدامات الغذائية للرمان قالت السيدة "نهاد العبد الله" وهي ربة منزل: «يصنع من ثمار الرمان "عصير الرمان" الذي يستخدم شراباً منشطاً ولذيذاً، بالإضافة لتصنيع "دبس الرمان" الذي يستخدم كمادة إضافية لبعض المأكولات منها السبانخ ومختلف أنواع سلطات الخضار، ولكنه يتطلب جهداً كبيراً من خلال فرط ثمار الرمان وعصرها وغليها لمدة ساعة ونصف».

ثمار الرمان

المهندس "علي مصطفى" رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة القنيطرة تحدث لموقع eQunaytra عن زراعة الرمان بالقول: «الرمان نبات يتبع العائلة الرمانية ويوجد منه نوعان فقط، الأول هو النوع المعروف الذي تؤكل ثماره، والنوع الآخر هو الذي يغرس للزينة فقط، وذلك لجمال منظر بتلاته الحمراء القانية، حيث أخذت محافظة القنيطرة بزراعة أشجار الرمان بسبب تحمل هذه الشجرة الظروف الجوية القاسية من ارتفاع درجة الحرارة والجفاف صيفاً أوانخفاضها شتاءً، وقد أقبل المزارعون على زيادة المساحات المزروعة من أشجار الرمان في هذه الأيام بعدما شاهدوا الربح الوفير الذي يجنى من زراعته مع قلة الخدمة إذا ما قورنت بأشجار الفواكه الأخرى».

وعن أنواع الرمان في محافظة "القنيطرة" قال: «أشهر أصناف الرمان في محافظة "القنيطرة" هي الوردي أو الماوردي ويسمى رأس البغل حيث تكون الثمرة كبيرة الحجم ويصل قطرها إلى أكثر من /10/ سم وذات لون أصفر باهت مشرب بحمرة خفيفة وعليه لطخ نحاسية وقد تكون ذات لون قرمزي داكن وهو من الأصناف المبكرة جداً، والرمان اللفاني الذي تكون الثمرة فيه متوسطة الحجم ذات لون أصفر باهت وفيه جانب أحمر برتقالي، والرمان الحامض تكون فيه الثمرة متوسطة إلى كبيرة قطرها /9-10/ واللون أخضر مصفر والقشرة متقصفة ثخينة، وهنالك أيضاً الإفرنسي، وباسوطة، ووندرفل».

المهندس "علي مصطفى"

وأضاف: «وحول التجهيزات الأساسية لزراعة غراس الرمان يراعى تسوية الأرض بفلاحتها صيفاً بالسكة فلاحتين متعامدتين ثم تضاف حمولة "تريلا" من السماد البلدي المختمر على كامل مساحة الأرض نثراً ثم يضاف السماد الكيماوي الأساسي بما يعادل /20/ كغ سوبر فوسفات ثلاثي و/20/ كغ سلفات البوتاس و/20/ كغ نترات الأمونياك ينثر على كامل الأرض وخاصة في الأراضي الفقيرة الضعيفة أو المزروعة بمحاصيل مجهدة للتربة كالحبوب، وتقلب الأسمدة البلدية والكيماوية بفلاحتين متعامدتين ويتوقف تحديد المسافة بين الأشجار على خصوبة التربة ونوعيتها حيث تزرع الأشجار على مسافة /3، 5/ أمتار في التربة الضعيفة وعلى مسافة /5/ أمتار في الأراضي الخصبة، وعندما يُزرع الرمان لغرض تشكيل سياج حول بستان أو قطعة أرض يجب أن تكون المسافة بين كل شجرة مترين فقط».

وعن الإجراءات المتبعة في مكافحة الآفات التي تصيب شجرة الرمان يقول المهندس الزراعي "محمد داوود" رئيس دائرة الوقاية في مديرية زراعة "القنيطرة": «على الرغم من أن زراعة الرمان زراعة جديدة تدخل أرض المحافظة إلا أن مديرية زراعة "القنيطرة" قامت من خلال التعاون بين دائرتي الإرشاد الزراعي ووقاية النبات بتعزيز خبرة الفلاحين حول الأمراض والآفات التي تصيب شجرة الرمان من خلال الندوات والأيام الحقلية، بالإضافة إلى مجموعة من النشرات الزراعية والتي يتم تعميمها على اتحاد الفلاحين والوحدات الإرشادية والإخوة الفلاحين».

منتجات الرمان

وأضاف: «من الأمراض التي تصيب ثمار الرمان تشقق الثمرة طولياً وعرضياً أو مائلاً وسبب حدوث هذه الحالة غير معروف بالضبط فقد يكون سبب ذلك اختلاف الرطوبة بالتربة والظروف الجوية ونمو الحبوب داخل الثمرة وانتفاخها بسرعة، ووجد أن التسميد الأزوتي والعناية بعمليات تنظيم الري تؤدي إلى انخفاض نسبة التشقق، وبالنسبة للآفات هنالك دودة الرمان التي تصيب الثمار حيث يتم دخول اليرقات وتعفن الثمار، وتكافح برش الأشجار بالمبيدات المناسبة بعد عقد الثمار مباشرة، وحفار الساق الذي يصيب الأفرع بثقوب مما يؤدي إلى كسرها ويعالج إما بإدخال سلك لقتل اليرقات أو الحقن بمادة ثاني كبريتيد الكربون، بالإضافة إلى المن الذي تصاب به الأوراق والأفرع الغضة بشكل خاص».

وفي ما يتعلق بالمساحات المزروعة في محافظة "القنيطرة" يقول المهندس "غياث سطاس" رئيس قسم الإحصاء والتخطيط في مديرية الزراعة: «يعتمد بعض المزارعين في محافظة "القنيطرة" على زراعة أشجار الرمان بعلاً والبعض الآخر سقاية، فالمساحة المزروعة بعلاً حسب إحصائية عام 2011م /814/ دونماً بمعدل /17138/ شجرة منها /6000/ مثمرة، أما المساحة المزروعة سقاية فتبلغ /191/ دونماً بمعدل /8595/ شجرة منها /5210/ مثمرة، حيث تتوزع زراعة الرمان في القطاع الجنوبي بمنطقة غدير البستان وهي في تزايد مستمر بكافة قرى ومناطق المحافظة».

وأخيراً عن فوائد الرمان الطبية تقول الدكتورة "فاطمة حميدي": «إن حلو الرمّان جيد للمعدة ومقوّ لها، نافع للحلق والصدر والرئة وللسعال، وشرابه ملين للبطن يغذي البدن غذاء يسيراً، وحامضه قابض لطيف ينفع المعدة الملتهبة ويدر البول ويقطع الإسهال ويمنع القيء ويقوي الأعضاء، كما وجد أن عصير الرمان يشفي بعض أنواع الصداع وأمراض العيون وبالأخص ضعف النظر، ولقد وجد أيضا أن مغلي أزهار الرمان مفيدة جداً لعلاج أمراض اللثة وخلخلة الأسنان، ولزيادة تثبيت لون الشعر يضاف مغلي قشور الرمان إلى الحناء بغرض تثبيت اللون وازدهار عملية التلوين».