وضعوا خدمة المجتمع ضمن أولوياتهم وبعين الاحترام لكل المبادرات الحكومية والأهلية الاجتماعية استثمروا دراساتهم ومؤهلاتهم العلمية، لمد يد العون لذوي الاحتياجات الخاصة ليكون مشروعهم المشترك الذي يفتقر للمقر وللتسمية فقط، هم أربعة من الشباب اجتمعوا على هدف واحد ليقدموا خبرتهم لأطفال يحتاجون لطرق خاصة بالتعليم والاندماج بالمجتمع.

"سلاف" "كنان" "ضياء" "لبنى" أنجزوا دراستهم الجامعية والتحقوا بدورات متخصصة على عدة مراحل، يقصدهم الأهل لتعليم الأبناء كل حسب حالته، حيث يتابعون حالات أطفال "داون" وحالات إعاقات النطق وصعوبات التعلم وتعديل السلوك والإدراك وغيرها.

منذ عودتي تابعت حالات متنوعة لكن وبشكل دائم كنت أشعر بالحاجة لفريق عمل مختص في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، التقيت الزملاء بالمصادفة من خلال معالجة إحدى الحالات وتجاوبت مع الفكرة لنشكل فريق عمل، وما شجعني على المتابعة تقبل الأهالي للفكرة بالإضافة لتحسن عدد جيد من الحالات مثل "اللثغات" ومشاكل النطق وتركيب الأحرف وقضايا لم يوجد متخصصون لعلاجها على مستوى المنطقة

"سلاف هايل عبيد" صاحبة فكرة العمل المشترك لتقديم هذه الخدمة، تحدثت لموقع eSuweda الذي تابع واحدة من جلسات عمل الشباب، قالت: «كزملاء دراسة تكونت لدينا مجموعة أفكار حاولنا تطبيقها على ساحة المجتمع بعد التخرج في قسم رياض الأطفال وبعد اتباع دورات متخصصة في جمعية "آمال" للمعوقين، ودورات تحت إشراف الدكتورة "إيمان العز" والأستاذ "وضاح عرابي"، وكانت على عدة مراحل تؤهل من يجتازها ليكون مدرباً في مجال رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

الأهل وجلسات مشتركة

ففي البداية عملنا بشكل فرادي يقصدنا أهالي الأطفال وننفذ جلسات العلاج في منزل الطفل، لكن عندما كنا نتحاور في حالات الأطفال شعرنا بالحاجة للعمل كفريق وقررنا توزيع الاختصاصات حسب الدورات التدريبية ودراساتنا، على سبيل المثال عندما نلتقي الحالة للمرة الأولى وبعد حوار الأهل نشترك في وضع برامج لمساعدة الأهل والأطفال وقد وضعنا برنامج عمل منظماً، لأن من يعمل في هذا المجال يعرف أن حالات النطق ترافق حالات صعوبات التعلم وحالات التوحد وحالات الإعاقات الذهنية التي تترافق بمظاهر تعديل السلوك، لذا فإننا نجري استشارات مشتركة ونضع تقييماً للحالة وعليه نبدأ جلسات العلاج، وقد انضم إلينا الأستاذ "ضياء شرف الدين" بوصفه مختص نطق لعلاج إعاقات النطق ومشاكله عند الأطفال.

لدينا طموح لتشكيل مركز لكن الإمكانيات المادية تشكل العائق الأهم لكن نستطيع القول إن عملنا كمدربين نتعامل بشكل مباشر مع الأهل والطفل ضمن أوقات حرة ساعدنا في الوصول لعدد كبير من الحالات، وفي الوقت الحالي نستفيد من قاعات روضة "الأوائل" لانجاز الجلسات لحالات صعبة نتعاون معاً لتحقيق نوع من التحسن ومحاولة تحسين فرص الاندماج بالمجتمع».

ضياء والطفلة حلا جلسة نطق

"ضياء شرف الدين" اختصاصي نطق متخرج في جامعة "لبتسك" في روسيا، قال: «منذ عودتي تابعت حالات متنوعة لكن وبشكل دائم كنت أشعر بالحاجة لفريق عمل مختص في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، التقيت الزملاء بالمصادفة من خلال معالجة إحدى الحالات وتجاوبت مع الفكرة لنشكل فريق عمل، وما شجعني على المتابعة تقبل الأهالي للفكرة بالإضافة لتحسن عدد جيد من الحالات مثل "اللثغات" ومشاكل النطق وتركيب الأحرف وقضايا لم يوجد متخصصون لعلاجها على مستوى المنطقة».

"كنان السعدي" تحدث لنا بقوله: «تعاملي مع هذه الفئة من الأطفال كانت رد فعل لما نلمسه في الحياة من حالات ينظر إليها المجتمع نظرة لا تنسجم مع حاجة هذه الحالات وما تتطلبه من رعاية وطرق خاصة بالتعامل وأريد أن أشير إلى مصطلح ذوي الحاجات الخاصة إن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا المعاقين أو من يعانون من اضطراب نمائي ما، فقط بل هناك فئات كثيرة مثل الموهوبين والمبدعين وغيرهم، ومن خلال عملنا نسعى لتحقيق عدة أهداف أولها أن هؤلاء الأطفال يجب دمجهم بالمجتمع والاهتمام بحاجاتهم وأن نقدم للفئة المحتاجة خدمة التعود على القيام باحتياجاته الخاصة اليومية ومساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم».

طفل يتدرب على وسيلة

الشابة "لبنى الشوفي" قالت: «التطبيق العملي جعلنا نشعر بأهمية هذه الخدمة لتكون متممة لعمل العديد من الهيئات، لكن الفرق أننا نتابع حالة الطفل بشكل فردي ونراقب ونتابع عملية اندماجه في الروضة على وجه التحديد، وقد تابعت جميع الحالات، وتحاورنا مع الأهل في تفاصيل عدة وقد كانت مراحل العلاج مرضية بالنسبة لنا وللأهل حيث استطعنا أن نقدم فرصة لتحسين التعلم على الأقل لبعض الحالات وممارسة الحياة الطبيعية ضمن المجتمع المحيط بنسب متفاوتة لما تمت متابعته من حالات».