تركزت زراعة التين المبكر في قرية "الثعلة" لتكون المنتج الوحيد لهذه الفاكهة على مستوى محافظة "السويداء".

موقع eSuweda جمع بعض المعلومات عن هذه الغرسة التي دخلت القرية هدية من صديق، لتستقر في حدائقها منتجة ثماراً متميزة بالحجم والأوان. السيد "فرحان الظاهر" مدرس متقاعد من أهالي قرية "الثعلة" تحدث لموقعنا عن مزايا هذه الغرسة التي اختبرها عبر عقود مضت وقال: «طبيعة الإثمار ومواسمها المبكرة تساعد على تسويقها بشكل جيد لأنها تطلب للمطاعم والفنادق لشكلها الجميل ومذاقها الجيد، لأن للتّين المبكر مزايا تختلف عن التين الموسمي الذي تعودنا عليه في منطقة جبل العرب واستقر فيها منذ القدم، حيث إن ثماره كبيرة الحجم، خضراء يانعة، لها مذاق حلو، وهي من الفواكه جميلة الشكل، وبالنسبة لي فقد تذوقت هذه الفاكهة عند من اختبر زراعتها في قريتنا وشعرت بأنها فاكهة متميزة تنسجم مع الحديقة المنزلية، حيث نقلت عددا من الغراس لتحفزني على زيادة عددها في قطعة الأرض المحيطة بمنزلي وفي الأراضي الزراعية خارج القرية، لتغطي جزءا هاما من بستان الأشجار المثمرة إلى جانب الفستق الحلبي واللوز وغيرها من الثمار التي أخذت تتطور في هذه القرية».

لم ينتشر التين على شكل مشاريع كبيرة أو بساتين بل بقي ضمن إطار الحدائق المنزلية لكونه مستهلك للمياه ويحتاج للري، وكمختصين نفضل الاعتماد عليه في الحدائق ليكون الأقرب إلى مورد الماء ليتلقى ريات منتظمة، وبهذا الأسلوب نجح التين بشكل واضح ليحقق كفاية المزارعين ويحقق مردودا ماديا جيدا في موسمه، ولتكون العناية بهذه الشجرة مجدية لكونها تحتاج للرعاية الدائمة التي تظهر نتائجها بنوعية الثمار وحجمها

ثلاثة غراس حملها صديق للقرية كانت باكورة زراعة التين المبكر حسب حديث العميد المتقاعد "برجس الحمود" أول من زرع النبتة في قرية "الثعلة" وقال: «تعرفنا على هذه النبتة من صديق أراد أن يهدينا بعض الغراس التي تقاسمتها مع صديق آخر في أوائل السبعينيات، وبالحقيقة لم نتعرف على ثمارها قبل أن نزرعها وكانت هذه النبتة مدهشة بالنسبة لنا عندما أثمرت بشكل مبكر واللافت أنها تنبت الورق والثمر في وقت واحد ومنذ العام الأول لزراعتها، وقد راقبت هذه الغراس وحاولت الاعتناء بها بشكل خاص لتثمر، وكنا نستغرب ظهور الثمار بحجم كبير في السنوات الأولى ليكون الكيلو غرام الواحد منها عبارة عن خمسة أو ستة ثمار خاصة في الموسم الأول لإثمار هذه الشجرة التي تثمر ثلاثة أفواج في الموسم الواحد.

العميد المتقاعد برجس الحمود

ففي منتصف حزيران تنضج الثمار ليكون الفوج الأول ثمارا كبيرة، ويستمر ذلك لأسبوعين تصبح فيه القرية مقصد التجار للحصول على الثمار المتميزة بشكلها وطعمها اللذيذ وتستمر الأشجار بالإثمار لموسمين إضافيين، لكنها قد تكون أقل غزارة من حيث الإنتاج والحجم».

وعن توسع انتشار التين في القرية يضيف السيد "برجس" بالقول: «اعتبر التين نبتة غريبة وكان أكثر أهالي القرية يستغربون الموضوع ويزوروننا للتعرف عليها حتى الرفاق بالعمل كان سؤالهم هل هذه الثمار طبيعية؟ لأن حجمها كبير ولافت، وهذا ما كان يدفعنا لتعريفهم بها وكنت أقدمها كنوع من الضيافة ليتعرفوا على هذه الثمار، وعلى مستوى القرية وبعد أن تعرف الأهالي عليها أخذوا يطلبونها وكنا نزودهم بعُقل منها لتزرع، ما جعلها تنتشر بشكل واسع في القرية التي باتت اليوم أول منتج لهذا النوع من الثمار على مستوى "السويداء"، حيث يكون الموسم الأول موسماً رابحاً لأن الأسعار مرتفعة بشكل نسبي فهذا العام بيع الكيلوغرام بحوالي 50 ليرة وكان الإنتاج وفيراً».

أشجار التين في القرية

ومن وجهة نظر المهندس الزراعي "صلاح العفيف" رئيس الوحدة الإرشادية فهذا النوع من التين مستهلك للمياه لذا فقد تكون الحدائق المنزلية المكان المفضل لزراعته وقال: «لم ينتشر التين على شكل مشاريع كبيرة أو بساتين بل بقي ضمن إطار الحدائق المنزلية لكونه مستهلك للمياه ويحتاج للري، وكمختصين نفضل الاعتماد عليه في الحدائق ليكون الأقرب إلى مورد الماء ليتلقى ريات منتظمة، وبهذا الأسلوب نجح التين بشكل واضح ليحقق كفاية المزارعين ويحقق مردودا ماديا جيدا في موسمه، ولتكون العناية بهذه الشجرة مجدية لكونها تحتاج للرعاية الدائمة التي تظهر نتائجها بنوعية الثمار وحجمها».

الجدير بالذكر: أن الشجرة الواحدة قد تنتج ما بين 100-150 كيلو غراماً ولهذه الفاكهة طريقة محددة للبيع والتسويق لكونها تقطف قبل النضج لتحافظ على الشكل الجميل وهي الزينة الأجمل لحدائق القرية.

الفاكهة المفضلة للأطفال