سواء في مناطق "طرطوس" المأهولة أو في براريها النائية تبني الطيور أعشاشها، مستفيدة من وفرة غذاء الربيع والجو المعتدل.

بداية من محيط المدينة فإننا نجد الطيور الصغيرة تخاطر وتقترب من ضواحيها، في حين تنأى الطيور الكبيرة بنفسها باتجاه الأحراش المحيطة بالأنهار والغابات الواسعة، يقول في ذلك مربي الطيور "أحمد عزام": «تقترب طيور "الدوري، الزهاري، الشحرور، الصفرّون، شرّاق الدبق.." من المناطق المأهولة حول مدينة "طرطوس" وفي القرى لوجود الغذاء اللازم لتربية "الفراخ"، فالأشجار التي يزرعها الإنسان تشكل مورداً أساسياً لغذاء الطيور "أكدنيا، توت، تفاح،.."، في حين تجهد الطيور البعيدة عن سكن الإنسان في توفير طعامها، عدا كون الطيور الكبيرة "صقور، بواشق، غربان،.." تبتعد أساساً عن مناطق سكن الإنسان.

تعتبر المزارع الواسعة للحمضيات ملجأً هاماً للطيور المحلية في طرطوس، وقلما تختار العصافير أشجاراً غير الحمضيات في مزارعنا، وحول مزارع الحمضيات نجد الأراضي الجبلية المزروعة بالزيتون والتي تجد فيها بعض العصافير والطيور مكاناً ملائماً لبناء الأعشاش، وحول مزارع الزيتون نجد الأحراش الطبيعية التي تستخدمها طيور كثير لبناء الأعشاش، وفي الأغلب تلجأ إلى هذه المناطق الطيور الكبيرة "الدجاجة البرية، الغربان، الباشق"

تتفاعل الطيور لحد كبير مع الظروف الجوية، فبالقرب من الساحل وجوار مدينة "طرطوس" نجد العصافير تسارع لبناء أعشاشها نهاية شهر شباط، حيث تدب الحرارة في هذه المناطق، في حين تتأخر العصافير في مناطق "طرطوس" الأبعد "كالدريكيش والقدموس" بسبب برودة الطقس وعواصف الشتاء، وكما أن هذه العصافير والطيور تبدأ ببناء الأعشاش في نهاية شهر شباط، فإنها لا تكف عن بناء الأعشاش والتفريخ قبل نهاية شهر أيار».

يقول الشاب "عباس عباس" في حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20/5/2013، وهو من الضواحي القريبة من "طرطوس": «تنتشر أعشاش الطيور على أشجار "الزيتون والحمضيات" وأشجار "الكينا" المرتفعة حول الطرق، وتختار الطيور عادة الفروع الكثيفة الأوراق والمخفية لبناء العش وإخفائه ما أمكن، ونحن نبحث عادة عن أفراخ بعض الطيور لتربيتها، خاصة الأنواع الجميلة والقابلة للتربية في المنازل مثل "الزهاري، والصفرّون، الدنور.."، وتوجد هذه الأعشاش على الأشجار القريبة من المنازل مما يعرضها لخطر أكبر من قبل الأولاد الذين يخربون قسماً كبيراً من أعشاش الطيور لغاية التسلية.

يختلف بناء العش بين طير وآخر، ومن أكثر الطيور عناية بأعشاشها "الأبودس" أصغر أنواع الطيور، والذي يبني عشه قرب سطح الأرض وعلى الشجيرات، حيث يجعل العش شبه مغلق، ومبطن من الداخل ببقايا أزهار ناضجة شبيهة بالقطن، فيكون العش من الداخل أبيض وناعماً للغاية، وتختلف العصافير بأسلوب بناء عشها والتفنن في ذلك مع استخدام كثير من عناصر الطبيعة من قش وأوراق ومخلفات خيوط وثياب يرميها الإنسان، وبالنسبة لي فإن أسوأ بناء للعش يقوم به طائر "الدوري" الذي يبنيه ككتلة كبيرة مغلقة وغير متجانسة حيث لا يعتني ببناء العش، وهذا الطائر يوجد بكثرة حيث يعيش الإنسان، وتبقى الطيور الكبيرة التي نشاهد بالمصادفة أعشاشها من بعيد، حيث تبني أعشاشها في أعالي الصخور وأعالي الأشجار حيث يصعب على أي شخص الوصول إليها».

"شراق الدبق" يبحث عن مكان ملائم لبناء عشه

تستمر الطيور في بناء أعشاشها لغاية شهر أيار في حين تبقى الفراخ في العش حسب نوع كل طير فالبعض يبقى 15 يوماً وأخرى تستمر لغاية شهر كامل وربما أكثر، وبعد ذلك ترافق الفراخ الصغير أمهاتها وآبائها لفترة وجيزة ريثما تتعلم تناول طعامها بنفسها.

خلال جولتنا في المناطق الريفية وجدنا الكثير من الأعشاش حول المنازل وعلى جانبي الطرق على أشجار الزيتون وأشجار السرو، في حين شكلت مزارع الحمضيات بيئة حامية لكثير من الأنواع الأخرى التي تفضل التخفي بدرجة كبيرة.

الفتى "عباس عباس"

يقول المزارع "عامر سودان" من مزارع سهل "حصين البحر" المجاورة لمدينة "طرطوس": «تعتبر المزارع الواسعة للحمضيات ملجأً هاماً للطيور المحلية في طرطوس، وقلما تختار العصافير أشجاراً غير الحمضيات في مزارعنا، وحول مزارع الحمضيات نجد الأراضي الجبلية المزروعة بالزيتون والتي تجد فيها بعض العصافير والطيور مكاناً ملائماً لبناء الأعشاش، وحول مزارع الزيتون نجد الأحراش الطبيعية التي تستخدمها طيور كثير لبناء الأعشاش، وفي الأغلب تلجأ إلى هذه المناطق الطيور الكبيرة "الدجاجة البرية، الغربان، الباشق"».