تحت شعار "سيبقى ربيع آذار عربيا لا غربيا"، تم تكريم عدد من أمهات الشهداء والمدرسين المتقاعدين في مدينة "صافيتا".

جاء هذا التكريم عبر التنسيق بين فعاليات المجتمع الأهلي وشباب "بصمة شباب سورية" فرع "صافيتا" ومنظمة "طلائع البعث" بمناسبة عيدي الأم والمعلم، وذلك عبر حفل جماهيري في "المركز الثقافي العربي بصافيتا" بحضور شخصيات رسمية ودينية.

لهذا التكريم أثر معنوي كبير جدا حين يقوم شباب الوطن مقام ذلك الشهيد في معايدة أمه ومواساتها، فنحن كما وعدناها بالنصر فإنا على عهدنا باقون، وتذكّر أم الشهيد في هذه المناسبة تعتبر جزء بسيط من واجبنا كشباب

بدأ الاحتفال في الساعة 2 من بعد ظهر 23/3/2012 بدقيقة صمت ثم "النشيد العربي السوري" وكلمة للأستاذ "جمال اسماعيل" مدرس متقاعد وأحد منظمي الحفل، والذي تحدث ل"eSyria" بالقول: «تعاونا كفعاليات أهلية ثقافية واجتماعية مع مجموعة "بصمة شباب سورية" للإعداد لهذا التكريم وإنجاحه، والذي هدف إلى الإحتفاء ببعض المدرسين المتقاعدين الذين تركوا بصمة كبيرة في مجتمعاتهم وفي الأجيال التي أنشؤؤها، كذلك كان واجبنا في هذه الظروف الصعبة إيصال كلمة شكر ومعايدة لتك الأم التي فقدت ولدها في خدمة الوطن».

السيدة عائدة أحمد

يضيف الأستاذ "جمال اسماعيل": «في حين كان لدينا هدف بعيد وهو نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في كافة الأنشطة الوطنية والقومية، لذلك قمنا بتكريم 15 فعالية اقتصادية واجتماعية ممن يمارسون العمل التطوعي، عدا عن 53 معلما متقاعدا، و50 أم شهيد».

بداية الحفل قدم أطفال "النادي الطليعي" لقرية "سنديانة عين حفاض" لوحة غنائية "تحية للشهيد" حيّوا فيها شهداء الوطن، حين قدم مجموعة من الأطفال "كورال" "حلم صافيتا"، كذلك أحيا فقرات الحفل مجموعة من الشعراء منهم "محمد حمدان" رئيس فرع "اتحاد الكتاب العرب بطرطوس"، ومما جاء في قصيدته: «

ياأمة النكبات.. واختنق الصدى وسرى الدخان بآية الأخدود

وتعوّذ الفتح المبين وحوقلت شيم العلى في بابها الموصود

وتفرق الفرقان بعد توحّد وتغرّب الإنجيل في التلمود

ومن الفتاوى أن نباع ونشترى برخيص أجساد وعهر نهود

لافرق بين مقدس ومدنّس في المشرقين.. وسادة وعبيد

أدمت خطا الأغراب قدس قيامتي وتناهب الغربان روض سجودي.

كذلك شاركت كل من الشعراء "أحلام غانم، غانم بوحمّود، فاطمة كردية" بقصائد شعرية تمجد الأم والمعلم والوطن، ومما جاء في قصيدة الشاعرة الأستاذة "فاطمة كردية":

ينساب في طيف الهيام حنينها يُحي الصبا ولطيفها يعشق

بردى الهوى شط الشآم شراعه شوقا لفجرك زهر قلبي يورق

فيحاء ياأرض المحاجر والهوى البغي فوق ثراك دوما يحرق

ياشام إن غاب الضحى لاتحزني هذا زمان فيه جرح ينطق».

في لقاء مع السيدة "عائدة أحمد" أم الشهيد الشرطي "أحمد محمد أحمد" تحدثت عن تكريم الأمهات بالقول: «أفتخر بكل إنسان يواسيني بشهادة ولدي، وأفتخر أكثر بأن ولدي أصبح شهيدا وبذل روحه فداء الوطن وأمنه رغم أنه لاشيء يساوي فقدانه، ومن جهة أخرى جاء هذا التكريم كفسحة أمل لمواساة أم الشهيد في عيدها، والإحساس الأجمل أن هناك من يذكر هذا الشهيد ويذكر أمه ويحتفي بهما، هذه أجمل طريقة للمواساة».

أما الأستاذ "علي محمد" عضو في "بصمة شباب سورية" فرع "صافيتا" يقول: «لهذا التكريم أثر معنوي كبير جدا حين يقوم شباب الوطن مقام ذلك الشهيد في معايدة أمه ومواساتها، فنحن كما وعدناها بالنصر فإنا على عهدنا باقون، وتذكّر أم الشهيد في هذه المناسبة تعتبر جزء بسيط من واجبنا كشباب».

يضيف الأستاذ "علي محمد": «من جهة أخرى فإن تذكر المعلم في عيده له كبير الأثر في تكريمه وشكره على ماقدمه لأجيال كثيرة من علم ومعرفة، وتحفيز المعلمين القائمين على رأس عملهم لبذل المزيد من الجهد لبناء جيل متسلح بالعلم، ونحن كشباب "بصمة شباب سورية" نحمل على عاتقنا القيام بهكذا نشاطات وعلى امتداد ساحة الوطن إيمانا منا بقيمة العمل الطوعي ومن ضمنه تنظيم هذا الحفل التكريمي».

خلال الحفل الذي استمر لساعتين قدمت "فرقة الجروية" لطلائع البعث فقرة غنائية حيوا فيها الوطن والشهيد، إلى أن تم اختتام الحفل بفقرة غنائية لشباب "بصمة شباب سورية"، من ثم جرى توزيع شهادات التقدير والهدايا الرمزية لأمهات الشهداء والمعلمين ونشطاء العمل الطوعي.