أصوات جميلة ومواهب صغيرة وشابة اجتمعت وشكلت "كورال صافيتا"، وخلال أشهر من انطلاقته أصبحت أنشطته في المركز الثقافي في "صافيتا" من المفضلة لدى أبناء البلدة.

eSyria التقى أعضاء هذه الفرقة الغنائية المميزة بتاريخ 26/4/2009 وتعرف منهم على قصة النشوء والرؤية المستقبلية التي تمتد إلى خارج بلدتهم.

من الصعوبات التي واجهتنا تقنية وتمويلية وتنظيمية، ولعدم وجود فرقة نستخدم الموسيقا مسبقة التسجيل، فنعتمد على أنفسنا بملاحقة كل ما يلزمنا

التقينا بداية بالأستاذ "مارون ابراهيم"- مدرس بيانو وموزع وموسيقي يتولى قيادة "الكورال"، وعن خطواتهم الأولى شرح لنا قائلاً: «أسسنا هذا الكورال في "صافيتا" منذ حوالي 8 أشهر بالتعاون مع د."نهى بشور" ود."ميسون عبود"، ووضعنا إعلاناً على شبكة الإنترنت لاستقبال أعضاء له، فتم انتقاء بعض الأصوات المقبولة وأصبح عددهم 22 عضواً.

الأستاذ "مارون ابراهيم"

انطلاقته كانت في 29/12/2008 بحفل فني في "المركز الثقافي" في "صافيتا"، وميزته هي أنّ جميع أعضائه يعملون بتفانٍ وتعاون، والتنظيم كان على عاتق ثلاثتنا إضافة إلى خطة العمل».

وأضاف عن العقبات التي تمكنوا من تجاوزها بالفضل إلى الكادر المتعاون: «من الصعوبات التي واجهتنا تقنية وتمويلية وتنظيمية، ولعدم وجود فرقة نستخدم الموسيقا مسبقة التسجيل، فنعتمد على أنفسنا بملاحقة كل ما يلزمنا».

رلا الأخرس

وعن الأنشطة والأعضاء الذين تتفاوت أعمارهم ليبدوا مثل عائلة كبيرة يعبر الموسيقي المعروف: «أعضاء "الكورال" بعضهم أطباء ومنهم من يعزف على آلات الموسيقية، وجميعهم يدرسون "الصولفيج" الغنائي بإشرافي المباشر، كما إنّ هناك تعاوناً بين أعضاء إدارته في اختيار البرامج وتوقيت الحفل».

على الصعيد الحالي أنشطتنا مقتصرة على "صافيتا" لأنها شهدت بدايتنا، ويجب أن يكون إثبات وجودنا من هنا، وقريباً هناك أنشطة لنا خارج "صافيتا" مثل "طرطوس"».

أنس بشور

بعد ذلك كان حوارنا مع أحد أهمّ المؤسسين لـ"الكورال"- د."نهى بشور" التي لم يمنعها عملها الأساسي في طب الأسنان من الاستمرار معه، حيث شرحت: «بدأنا بـ"كورال" صغير في "طرطوس" مع الأستاذ "مارون" ويعتبر أحد الأساتذة المعروفين في المحافظة، وحتى على مستوى القطر بشهادة معلمين من المعهد العالي وغيرهم».

وأضافت عن بعض التفاصيل التي شكلت درب النجاح: «أقمنا حفلاً صغيراً واقترحنا إنشاء "كورال" خاص بـ"صافيتا" بإشرافه وأبدى استعداده، حيث وضعنا إعلاناً على شبكة الإنترنت، وأغلبية الأعضاء كانوا من خلال معارفنا واتصالاتنا، وعندما أصبح العدد مناسباً، بعد اختيار الأستاذ "مارون" للأصوات المناسبة وتوزيعها وفق طبقات الصوت، كان التدريب يتم في منزلي، وبعدها أخذنا موافقة وزارة الثقافة للتدريب في "المركز الثقافي" بالتعاون مع مديره الأستاذ "باسم حسن"، حيث أبدى حسن استقباله وتعاونه».

بعد ذلك تضمنت جولتنا الحديث مع عدد من أعضاء "الكورال" ومن فئات الأصوات المختلفة، فمن فئة "سبرانو" تحدثنا إلى د."رنا بشور" (تخدير) حيث قالت: «كانت البداية كنوع من الدعم المعنوي لأصحاب الفكرة، بسبب عدم وجود وقت كاف للانضمام، ولكن بعد انطلاقته أحسست أنه يستحق تخصيص الوقت له وإن كان هذا على حساب الاهتمامات الأخرى أو الراحة، فانضممت إليه بعد الحفل الأول وتابعت التدريب، حيث شاركت بكل شيء من تنسيق الأغاني وتسجيل الموسيقا».

وأضافت: «كانت لي اهتمامات موسيقية سابقاً منذ المرحلة الابتدائية حيث كنت رائدة القطر في العزف على "الأورغ"، ومن ثم تلقيت في فترة الجامعة دروساً في "البيانو" من الأستاذ "مارون ابراهيم" وكان له الفضل في مساعدتي لاتخاذ القرار للانضمام إلى "الكورال"».

تنقلنا بعد ذلك بين مواهب شابة أخرى لتحدثنا عن هذه التجربة الفنية، ومنها "رولا الأخرس" التي قالت: «كانت لي مشاركات في "كورالات" أخرى خارج "صافيتا"، وسمعت عن "الكورال" من أحد المعارف، فأعجبتني الفكرة لكونه داخل بلدتي، وكان انضمامي بعد حوالي خمسة أشهر من بدايته، حيث قمنا بتدريبات مكثفة حتى من دون حفلات، وما يميزه بالنسبة لي تنوع الأصوات والألحان المدروسة بدقة من قبل الأستاذ "مارون"».

أيضاً من فئة "سبرانو" التي وصل عددها إلى ستة أشخاص تحدثنا إلى "كلوديا عساف" (صيدلة) حيث قالت: «انضممت إلى "الكورال" منذ بدايته تقريباً، وذلك بناءً على دعوة من د."نهى".

اهتمامي بالموسيقا كان منذ أيام الدراسة، وكنت قد شاركت في فرقة الشبيبة في "طرطوس" و"صافيتا"، وفي البداية كانت هناك نوطة تتضمن تدريبات على السلم الموسيقي للمبتدئين، وبنفس الجلسات كان يتم التدريب على الحفلات أو الفعاليات التي سنشارك بها، والجميل في "الكورال" هو روح الالتزام والإحساس بالجماعة من قبل جميع الأعضاء بجميع أعمارهم».

التقينا بعد ذلك بأعضاء فئة "تينور" المكونة من شخصين، فتحدث "أنس بشور" (حقوق) قائلاً: «طرح فكرة الانضمام مؤسسو "الكورال" فوافقت لكون الموسيقا هي لغة العالم وشيء حضاري يرفع اسم بلدتنا ويميزها لنكون كورالاً خاصاً ببلدة أعطتنا الكثير وليكون جزءاً مما قدّمته، ونأمل أن يكون هناك مثل "كورال صافيتا" في مناطق أخرى بمحبته لبلدته».

أما العنصر الثاني في هذه الفئة وهو "فراس عبد الله" فقال: «الدعوة للانضمام كانت من قبل الأستاذ "مارون" وبما أنني من "فرقة السنابل" وبمعرفة بين الأستاذ "مارون" والأستاذ "أكثم عبد الله" مدير الفرقة تمت دعوتي وأعجبتني الفكرة، لأنها تقدم صورة جميلة عن بلدتنا».

في ختام هذه الجولة تحدثنا إلى مدير "المركز الثقافي" في "صافيتا" "باسم حسن" لسؤاله عن التنسيق بين "الكورال" والمركز، فأجاب: «يقام للمرة الأولى مثل هذا النوع من الفرق الغنائية في "صافيتا"، وكانت الفكرة من عندنا مع د."نهى" ليكون على مستوى البلدة بما أنه كانت تأتي "كورالات" من خارجها في بعض المناسبات.

قمنا بأخذ موافقة من وزارة الثقافة للسماح له بالتدريب في المركز، كما قمنا بتقديم تسهيلات مادية، بالإضافة إلى تعاون السيد وزير الثقافة معنا، والتنسيق مستمر بيننا وبين أعضاء لجنته الإدارية».