تعد زهرة "الطفيلية الحمراء الصفراء" من الأزهار العجيبة ببنيتها النباتية، ومن الأزهار النادرة من حيث عدد مرات مشاهدتها في الطبيعة، وتكاد تكون لغزاً محيراً في جبالنا الساحلية المرتفعة.

تشاهد زهرة "الطفيلية الحمراء الصفراء" وهذا نسبة إلى تشارك هذين اللونين في بنيتها النباتية، في أشهر محددة من السنة بحسب كلام الباحث "أياد السليم" خلال حديثه لمدونة وطن eSyria بتاريخ 2/1/2013 وهما شهري نيسان وأيار، وقد شاهدها في قرية "الشعرة" الواقعة ما بين مدينة "الشيخ بدر" وناحية "القدموس" إضافة إلى قرية أخرى على سفوح الجبال الساحلية المرتفعة.

إن ما يدهش أكثر في هذه الزهرة هو ملمسها القاسي كأوراق الصبار، وإذا ما وجدت إحداها في بقعةٍ ما فبقليل من البحث الإضافي ستجد الأخريات بجوارها، رغم أن آخر مرة صادفتها كانت منذ حوالي عشرين عاماً، وهذه الزهرة تتواجد في مناطق حوض المتوسط

مضيفاً: «تتزين الطبيعة بلون أحمر فاقع منسجم مع لون أصفر في كتلة زهرية تنمو وسط الأحراج الجبلية الساحلية الخضراء في محافظة "طرطوس"، وهذا اللون الفاقع يعود لـزهرة نبتة الطفيلية الحمراء وهي إذا ما شاهدت إحداها في الطبيعة ستجبرك على تأملها ولمسها لندرتها وجمالها، حيث إن مصادفتها قد لا تتكرر مرةً ثانية، وهي نبتة طفيلية غريبة، ليس فيها لون أخضر، تكون بطول حوالي من خمسة إلى عشرة سنتيمترات، وهي نوعان ينبتان على جذور زهرة شجرة "السيستوس" البيضاء والزهرية اللون، والزهرة منها التي تتطفل على الوردة البيضاء تكون بلون أحمر وأزهار صفراء اللون، أما الزهرة التي تتطفل على الوردة الزهرية منها تكون بلون أحمر ساطع وأزهارها كتيجان بيضاء ناصعة. وقد يصل عددها إلى حوالي ثلاث عشرة زهرة، ولب كل زهرة منها كتلة بيضاء زهرية اللون، وهذه الزهرة تبدو وكأنها ثلاث زهرات مركبة فوق بعضها بعضاً، حيث إن الجزء الذي في الأعلى هو الزهرة الذكرية، والجزء الذي يكون أسفل منها هو الزهرة الأنثوية، أما السفلى فهي أوراق النبتة الحمراء، وقد وجدت هذا النوع في قرية "نعنو" الواقعة شرقي مدينة "بانياس"».

الباحث "أياد السليم"

لقد تميزت زهرة "الطفيلية الحمراء الصفراء" بملمسها وهنا يقول الباحث "أياد": «إن ما يدهش أكثر في هذه الزهرة هو ملمسها القاسي كأوراق الصبار، وإذا ما وجدت إحداها في بقعةٍ ما فبقليل من البحث الإضافي ستجد الأخريات بجوارها، رغم أن آخر مرة صادفتها كانت منذ حوالي عشرين عاماً، وهذه الزهرة تتواجد في مناطق حوض المتوسط».

وعن الزهرة الضيف وهي زهرة "السيستوس" يقول: «بشكل عام تنتشر زهرة "السيستوس" الرائعة التي تتطفل عليها زهرة "الطفيلية الحمراء الصفراء" في جبالنا الساحلية وتكون تويجاتها مجعدة بشكلٍ كبير، وكأنك طويتها عدة مرات، ثم بسطتها، وهذا يميزها من باقي الأزهار المنتشرة في طبيعتنا الجبلية التي اعتبرها كنزاً بيئياً كبيراً غنياً ومتنوعاً بشكل قد يفوق المنطق، وقد يكون من أسباب هذا التنوع والغنى الموقع الجغرافي المناخي المميز على ملتقى ثلاث مناطق جغرافية هي "الإفريقية" و"الآسيوية و"الأوروبية"».

وفي لقاء مع السيد "يوسف يوسف" من ناحية "القدموس" المهتم بأمور الطبيعة إلى حد ما ويزورها كثيراً خلال فترات عمله بحقله الزراعي، حدثنا عن مشاهدات زهرة "الطفيلية الحمراء الصفراء" فقال: «أولاً تصنيف هذه الزهرة وتسميتها يعود للباحث "أياد السليم" كما أوردت لي اسمه، لأننا لم نكن نطلق عليها اسماً من قبل لقلة مرات مشاهدتها في بيئتنا، علماً أنني كنت أراها مرة واحدة أو مرتين على الأكثر خلال زياراتي للطبيعة.

وبشكل عام هي زهرة رائعة الجمال انسيابية الشكل وكأنها كأس مملوء بالزهور، فكتلتها الزهرية الكثيفة توحي بأنها تحمل على أكثر من ساق نباتية خلال مشاهدتها للوهلة الأولى، إلا أنه يتضح نموها على ساق واحدة بعد كشفها من مكان نموها أو كما يوحي اسمها».

زهرة الطفيلية