وقف حوالي /300/ شخصاً من ذوي شهداء "طرطوس" وقالوا كلمة الحق التي قالها أبناؤهم من قبلهم، فأبكوا من حضر لتكريمهم.

فعلى مدار ساعتين متواصلتين انطلقت حناجر ذوي الشهداء وقالت "بالروح بالدم نفديك يا سورية"، نحن جاهزون للزود عن حماك، الرحمة والخلود لأرواح شهدائك الأبرار.

يجب على علماء الدين قول الحق والدعوة إلى القيام بما يرضي الله وتعاليم دينه، ولا أعتقد أن رجل دين إسلامي أو مسيحي يمكن له أن يساهم في سفك نقطة دم واحدة، وافتعال الخراب والمشاكل في أي مجتمع، ومن فعل ذلك خرج عن تعاليم الإسلام، فالدين الإسلامي والمسيحي على السواء يدعوان لسعادة الإنسان وكرامته وأمنه واستقراره

وفي لقاء مع الدكتور "محمد عبد الستار السيد" وزير الأوقاف خلال حفل التكريم والاستقبال قال لموقع

السيدة انتصار ديوب

eSyria بتاريخ 31/12/2011 :«إن تزايد أعداد الشهداء يعطي الدليل الواضح على حجم المؤامرة التي استهدفت وتستهدف "سورية" بقيمها وثوابتها ومواقفها الثابتة إلى جانب حركات المقاومة الشريفة في كل أنحاء العالم، وإن الصمود والشموخ الذي نلمحه في عيون أسر الشهداء ما هو إلا دليل على أن "سورية" منتصرة وإن المؤامرة قد اندحرت، وإن هذا اللقاء التكريمي يأتي تكريساً لقيم الوفاء والنبل والأصالة التي سطرها شهداؤنا بدمائهم الطاهرة وقدموا أرواحهم للدفاع عن وطنهم والتصدي للمؤامرة التي تستهدف "سورية"، فالوقوف إلى جانب أسر وعائلات الشهداء هو أقل ما يمكن أن يقدم لهم فهم من الأبناء فداء للوطن. فأفواج أسر الشهداء تتالى في كل مرة والأعداد تتزايد، فمن الذي قتل واستباح الدم السوري، ومن الذي فجر أنابيب النفط والغاز، ومن الذي نفذ التفجيرات الإرهابية في قلب "دمشق" وفي قلب كل مواطن، إنهم عصابة من المخربين والخونة، ولاشك بأن القاصي والداني يعرف بأنها مؤامرة كبيرة على شعبنا، وستكون هذه الدماء إكليل الغار لنصرة الوطن ووحدة أراضيه واستقراره. وما يرفع رأي كل سوري شريف هو مشهد أسر الشهداء وهم يشيعون أبناءهم بالزغاريد وحفنات الأرز والتصميم على تقديم المزيد والمزيد من قوافل الشهداء لضمان حفظ كرامة المواطن السوري، وهو ما يؤكد أن المؤامرة مندحرة لا محالة».

ويتابع السيد الوزير في حديثه: «إنه لشرف عظيم أن نلتقي مع أسر الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، الذين تعلمنا منهم معنى الصبر والوطنية وحب الوطن والاستعداد لتقديم الغالي والنفيس في سبيل عزة وكرامة "سورية"، فتجمع هذه الحشود الطيبة من أسر الشهداء هو بمثابة رسالة لكل من يشك بانتصار "الشعب السوري"، وقوة ومنعة "سورية" قلب العروبة النابض وقلعة الشموخ العربي.

ذوي الشهداء يقولون كلمتهم

إن التضحية كانت كبيرة والمصاب جلل ولا أحد ينكره ولكن دماء الشهداء لم تذهب هدرا وهم لا يموتوا فهم ما زالوا أحياء عند ربهم وفي قلوبنا جميعا، ومن هنا نعلم أن حجم المؤامرة كبير جدا، وقد تكالبت علينا قوى الشر من "أمريكا" و "تركيا" و "قطر" ومن يحذوا حذوهم، فهم أرادوا النيل من عروبتنا وثوابتنا وإسلامنا ومسيحيتنا، أرادوا النيل من كل ما نتمتع به في هذه البلاد من أمن وأمان، ولو أن هذه المؤامرة حلت ببلد غير "سورية" لسقط هذا البلد، لكن "سورية" بقيادتها الحكيمة وتضحيات أبنائها تسير نحو الانتصار».

وعن أهمية دور علماء الدين في توضيح خيوط المؤامرة وإبعادها قال: «يجب على علماء الدين قول الحق والدعوة إلى القيام بما يرضي الله وتعاليم دينه، ولا أعتقد أن رجل دين إسلامي أو مسيحي يمكن له أن يساهم في سفك نقطة دم واحدة، وافتعال الخراب والمشاكل في أي مجتمع، ومن فعل ذلك خرج عن تعاليم الإسلام، فالدين الإسلامي والمسيحي على السواء يدعوان لسعادة الإنسان وكرامته وأمنه واستقراره».

السيد وزير الأوقاف "محمد عبد الستار السيد"

يشار إلى أن السيد وزير الأوقاف قام ضمن حفل الاستقبال الذي تم في منزله بحي "البرانية" بالاستماع إلى أسر الشهداء ومطالبهم وحاجياتهم بعد أن عبروا عن الأثر الإيجابي لهذا اللقاء على نفوسهم.

السيدة "انتصار ديوب" والدة الشهيد البطل الملازم أول "وليم ياسين صالح" قالت: «إن دماء الشهداء التي قدمت على مذبح الوطن هي عربون وفاء لـ"سورية" ولقائدها وأتمنى أن يعم الأمن والاستقرار علي بلدي الذي عشقه كل شريف عاش به، وكل ما زاره وتجول في ربوعه وقصد ساحله للسباحة وقصد جبلة للاستجمام، وخاطب فئات مجتمعه ومختلف أطيافه. فجميعنا يحب الحرية ويسعى لها في ظل هيمنة الصهيونية والإمبريالية العالمية، ولكن في "سورية" حريتنا تتمخض تحت رفرفات علمنا رمز شموخنا وعزتنا، خلافاً للفكر التكفيري الذي أغشى عيون أبناء بلدي وجعل حريتهم بالقتل والتخريب والتدمير والاستعانة بالغربي الذي حرق ودمر بلدان صديقة ومجاورة».

أما السيد "علي أحمد يوسف" والد الشهيد البطل المساعد "غيث يوسف" فقال: «إن شهداءنا الأبطال كواكب منيرة ومشاعل تضيء لنا ولأجيالنا القادمة طريق المقاومة، وتعمق إيماننا وتصميمنا وعزيمتنا على متابعة مسيرة التاريخ الشاهدة على الأمجاد والبطولات التي نعتز بها وبمن صنعها فهي فخرنا وفخر بلدنا. وأتمنى أن يبقى الله معنا، لأن من معه الله لا يمكن لأحد أن يقف بوجهه، وشكراً على هذا الفضل وهذا الاستقبال والتكريم بالاستماع إلى مطالبنا وهمومنا التي نرجو من الله تحقيقها».