ينتصب في قلب المدينة يحاكي السماء، حجارته بلون سمرة الأرض وعتقه عابق برائحة السنين إنه برج «صافيتا» الأثري.
وهو البرج الذي يتوسط مدينة صافيتا محتلاً أعلى تلالها والتي تبعد حوالي (28)كم عن مدينة طرطوس.
وتمتاز هذه المنطقة بطبيعة ساحرة وهذه القلعة لم يبق منها سوى البرج الذي يرتفع حوالي (28)م بالإضافة إلى أجزاء من السور وهم أهم معالمها الأثرية والسياحية.
لقد حمل برج صافيتا اسم "البرج الأبيض" أو "القصر الأبيض" كترجمة حرفية ويرجح سبب التسمية كونه مبني بحجارة كلسيه بيضاء اللون محلية المنشأ.
تاريخ البناء غير واضح المعالم ولكنه وحسب الدراسات يرجح البعض انتمائه إلى العهد الفينيقي ومن المحتمل أنه يعود إلى العهد الروماني والبيزنطي وتم استكماله في الحقبه الإسلامية وقد ورد ذكره لأول مرة عندما قام بغزوه الصليبيون وقاموا بتجديد بنائه.
أصاب البرج عبر السنين الكثير من الغزوات والعديد من الزلازل والتي كانت سبباً بانهيار بعض أجزائه، مما استدعى ترميمه في عدة محطات على مدى تعاقب السنين.
أما في عصرنا هذا فقد قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بترميم السور، كما قامت مجموعة من هيئات الآثار الدولية وبالتعاون مع مديرية الآثار بترميم البرج الأثري وعلى عدة مراحل.
لقد أعطي وجود البرج مدينة صافيتا مكانة سياحية تحسد عليها حتى أن اسمه أصبح مرتبط بها حتى إذا ما سألت عنها يقال (صافيتا البرج)
eTartus التقى الأستاذ (طوني مقدسي) بتاريخ (20/6/2008) المختص بعلم الآثار حيث حدثنا عن معالم البرج وأقسامه قائلاً: "إن البرج قائم على ركائز من الحقبة الفينيقية ويتألف من أربع طبقات:
-طابق أرضي مؤلف من عدة أقبية لها سقوف نصف دائرية يتوسطها خزان ماء وتنتهي بسراديب لم يعرف حتى الآن أين تنتهي وتثار حولها الكثير من الشائعات و القصص، وطابق أول يحتوي على كنيسة ولا يخلو من لمسات الإبداع وعظمه البناء،
وطابق ثاني وهو عبارة قاعة كبيرة تحوي العديد من النوافذ مخصصة لرماة الأسهم وقد تم تصميمها في القرن الثالث عشر للميلاد مستندا إلى ثلاث أعمدة في غاية الجمال
ومن الجدير ذكره والغريب في آن هو أن هذه الأعمدة لا تقابلها أعمدة في الطابق الأول وهي معجزة هندسية بحق تخلت عن كل النظريات العلمية الحديثة في الهندسة.
وأضاف الأستاذ( مقدسي) لقد انتقلت السيطرة على البرج من العرب إلى الصليبيين وبالعكس عدد كبير من المرات وذلك لأهميته الإستراتيجية حتى استقر بيد العرب.
ومن المؤكد أن المناطق المحيطة به كانت مأهولة منذ فجر التاريخ فقد وجدت لقى فخارية وبرونزية ومدافن في الوادي الشمالي وغيرها من اللقى الأثرية.