بالرغم من وجود 13 نادياً رياضياً على أرض محافظة "القنيطرة"، إلا أن نادي "تل الفخار" استطاع أن يضع بصمة لا تمحَى من ذاكرة أبناء المحافظة، بعدما رفد الرياضة السورية بالعديد من اللاعبين بالألعاب الفردية والجماعية، ورغم محدودية الإمكانيات بقي النادي مصّراً على النهوض بمستوى الأداء الذي كان عليه قبل التوقف ثلاث سنوات بسبب الحرب، ليتابع مشواره، محققاً العديد من الإنجازات.

مستويات متقدمة

يعود تاريخ تأسيس النادي إلى 25 عاماً مضت على أرض منطقة "الحسينية"، ونال خلال هذه السنوات العديد من الميداليات ووصل إلى مستويات متقدمة بكافة الألعاب.

يقول رئيس نادي "تل الفخار" الرياضي "أحمد كناوي" إن لاعبي النادي استطاعوا تحقيق  نتائج جيدة على مستوى القطر، وتمثيل رياضة "القنيطرة" على الصعيدين المحلي والخارجي، وحققوا مستويات متقدمة بالكاراتيه في الفئات العمرية، (12و 14 و16 و18) عاماً في بطولة الدوري الممتاز الأول، وحصل النادي على ذهبية واحدة عن طريق اللاعبة "نغم إسماعيل"، كما حصل كلٌ من اللاعببين "عبد الله الغفاري  ومحمود الغياثي" على المركز الثاني والميدالية الفضية، فيما كان هناك ثلاث برونزيات ، كما حصل النادي على رابع ترتيب عام وبتصنيف درجة أولى في بطولة الجمهورية لتصنيف الأندية للتايكواندو، وبرونزيتين عن طريق اللاعب "أحمد صالح" واللاعبة "شروق عباس".

فريق النادي مع اداراته

ويشير "كناوي" إلى تراجع ألعاب القوى في النادي بسبب الحرب وغياب المشاركة للنادي لثلاث سنوات متواصلة، لتتراجع للدرجة الثالثة بعدما كانت بالترتيب الثاني، لتعود اليوم ألعاب القوى في النادي إلى سابق عهدها بفضل لاعبين ومدربين مؤهلين.

ويضيف "كناوي": "تم إدخال لعبة كرة القدم صالات للنادي وتم التصنيف بالدرجة  الأولى، منذ عام 2019  الى الآن، و"تل الفخار" كنادي يحافظ على الدرجة الأولى في كرة القدم وعلى المركز السادس من أصل 14 نادياً بالصالات، وفي الألعاب المتبقية ما زال النادي يحافظ على مستواه وأداء لاعبيه بشكل منتظم".

أبطال النادي

العود أحمد

رئيف بكار وانور جرادات

رئيس اللجنة الفنية لكرة قدم القنيطرة "أنور الجرادات" يوضح أن النادي يتبع لفرع الاتحاد الرياضي بالقنيطرة ، وهو من الدرجة الثانية، ولديه العديد من الكوادر الرياضية التي أحرزت مستويات جيدة على كافة الصعد من الكارتيه والتايكواندو والجودو وألعاب القوى، كما يضم النادي فئات عمرية متعددة تشمل البراعم والأشبال، ولديه فريق كرة قدم جيد، لكن ساحة الملعب المعشب لديه تحتاج للصيانة والتأهيل، وذلك إثر خروجه منذ سنوات الحرب بعد توقف ثلاث سنوات.

ويضيف: "عاد النادي من جديد ولديه إمكانيات فنية يحاول إبرازها عند كل بطولة يشارك فيها حيث تم تكريم النادي مرات عدة، والاتحاد الرياضي كان حاضراً وما زال معهم يقدم كل الدعم المادي والمعنوي لنشاطات النادي الرياضية في كل الألعاب".

بدوره يتحدث "عدنان سعيد" عضو في مركز أبناء القنيطرة الرياضي التابع لنادي "تل الفخار" عن إحراز النادي المراكز الأولى في بطولة المحافظة، أما في بطولة الأندية للتصنيف كان النادي درجة ثالثة، وبعد المشاركة انتقل إلى الثانية، وفي بطولة الجمهورية لألعاب القوى أحرز لاعبو النادي المراكز الأولى، كما شاركوا في عدة بطولات في "حماة واللاذقية" ، وحققوا نتائج مشرفة.

ويضيف: "يوجد فريق ألعاب قوى ذكور وإناث، وفريق كرة قدم لجميع الفئات، وفريق كرة يد إناث، وفريق كرة طائرة إناث، ومازلنا في مرحلة تطوير المركز ليضم جميع الألعاب الرياضية والثقافية والفنية، حيث يوجد تدريب فرقة فنية ورياضية تؤدي الفقرات الفنية خلال افتتاح البطولات والنهائيات، والمركز عبارة عن خلية نحل لا تهدأ.

من جهته يرى "عصام محمد" مدرب فئة البراعم والأشبال لكرة القدم، أن هناك الكثير من الخامات والمواهب الصغيرة والناشئة في لعبة كرة القدم التي يتم اكتشافها، ما يجعل من الضروري تعزيز  تلك المواهب وصقلها بالشكل الصحيح للنهوض بها في رفع مستوى المحافظة رياضياً كما حصل حين فاز أشبال النادي على نادي "البريقة" وأصبح بطل المحافظة منذ ثلاثة أعوام وممثلها  في بطولة القطر للأشبال.

أنشطة منظمة

رئيس مركز أبناء القنيطرة الرياضي "محمد علي" يبين بدوره أن المركز يتبع لنادي "تل الفخار" ببطولاته ومشاركاته بالخارج، فمنذ انضمام المركز للنادي، قام منذ البداية بإبراز المواهب في ألعاب القوى وكرة القدم وألعاب أخرى، حيث إن النادي اصبح لديه كوادر مؤهلة ومتطورة، وهناك من البطولات على مستوى الجمهورية أحرز فيها مراكز متقدمة وميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، مضيفاً: مركز أبناء القنيطرة بمنطقة "الذيابية" لا يزال يكتشف من المواهب الجديدة في كافة الألعاب وخاصة كرة القدم ، حيث تمت إقامة دوري كرة قدم بالذيابية بتنظيم عالي المستوى وبدعم من المجلس المحلي.

وعن التحديات يقول "عدنان سعيد" عضو في مركز أبناء القنيطرة الرياضي: "قبل إحداث المركز كان اللعب يتم ضمن الأحياء الشعبية، وكان لدينا كمجموعة من الشبان المحبين للرياضة طموح للوصول إلى أعلى المستويات، وبعد تشكيل كادر إداري انضممنا إلى نادي "تل الفخار"، بعد ذلك خضع البعض منا لدورات تحكيم وتدريب وتم استقطاب رياضيين من البلدة، وقمنا على تدريبهم خلال فترة قصيرة".

ويشير إلى حاجة المركز للدعم المادي لاستمراره وبقائه على نفس الوتيرة من اللعب، خاصة أن أداء المهام بالنادي من لاعبين وإداريين ومدربين يتم بشكل تطوعي.

وعن فرقة الأطفال الفنية المستثمرة في تغطية البطولات والمسابقات الرياضية، تتحدث "وداد الحسين" مديرة مدرسة الشهيد "بلال الأحمد"، وهي عضو في مركز أبناء القنيطرة: "بعد تأسيس المركز تم استثمار فكرة تطوير الفقرات الفنية للأطفال في المدرسة واستثمارها في تقديم الحفلات المدرسية والمهرجانات المقامة، وأيضاً على مستوى المسابقات والبطولات الرياضية في المنطقة، حيث يتم تدريب الفرقة الفنية على مستوى عال من الدقة والتنظيم المنسجمة مع الغناء والتراث الجولاني، وذلك بواسطة مدرب متخصص بهذا الشأن".

ولم تخف "الحسين" أن فريق الأطفال يلزمه اللباس والزي والمستلزمات المتعلقة بالتراث الجولاني وذلك بغية إغناء الجانب الفلكلوري بالمحافظة على أكمل وجه.

بدوره يؤكد عضو مجلس محافظة القنيطرة "رئيف البكار" أن الرياضة بالقنيطرة تزخر بكوادر مؤهلة وبمستويات متقدمة، حيث استطاعت ألعابنا أن تحقق نتائج جيدة على مستوى القطر وبمجالات متعددة، وقد أثبت نادي "تل الفخار" ومركز ابناء القنيطرة، دورهما وحضورهما في الساحة الرياضية والثقافية بالمحافظة، لافتاً إلى ان مؤسسة "واجب" للثقافة والتنمية تدعم المواهب الشابة والصاعدة، وستطلق مشروعاً رياضياً في الفترة القادمة لدعم الرياضة والنوادي.

واخيراً نشير الى أن النادي  يفتقر للإمكانيات المادية التي تساعده في المشاركة بالبطولات الخارجية خاصة أن ملعب كرة القدم المعشب يحتاج للصيانة والتأهيل ، بعدما تعرض بالفترة الماضية الى التدمير والتخريب بعد تهجير السكان من منطقة "الحسينية".