خلف الأبواب الموصدة يوجد الكثير من الحكايات الحزينة، ثمة عائلات وأفراد يعانون ظروفاً مادية قاسية قد تعجزهم عن تأمين لقمة العيش، أو حتى وجبة إفطار في شهر الخير، لأجل هؤلاء تنادت أيادي الخير والمبادرات سواء الفردية منها أو تلك التي يرعاها المجتمع المحلي من مؤسسات وجمعيات لتقديم المساعدة والعون.

تكافل بالخير

مبادرة الوجبات الرمضانية التي يختلف اسمها من جمعية إلى أخرى، تعد من أهم المبادرات التي تبدأ مع بداية الشهر الفضيل وتنتهي بتقديم حلويات العيد، وجمعية "ساعد" من الجمعيات المواظبة على تقديم وجبات الإفطار منذ عام 2013.

يتحدث "مازن القاري" المدير التنفيذي للجمعية لـ"مدونة وطن" عن المبادرات التي تطلقها الجمعية في كل موسم رمضاني ويقول: "بدأت المبادرة منذ عام 2013 وكانت تقوم على الاستفادة من التبرعات العينية أو المادية التي يقدمها المتبرعون لإعداد الوجبات خلال الشهر الكريم، وتوزيعها بعدّة طرق، الأولى لعابري السبيل وكل من يطلب وجبة، والثانية عن طريق التنسيق مع الجمعيات المتواجدة في المنطقة المستهدفة للتوزيع، أما الطريقة الثالثة عن طريق متطوعي الجمعية وهم حوالي 45 دراجاً يقومون بتوزيع الوجبات في الأرياف بعد التنسيق مع مخاتير تلك القرى، وكان العدد الوسطي لتوزيع الوجبات خلال السنوات السابقة حوالي 300 ألف وجبة خلال شهر رمضان، وفي عام 2017 قمنا بتوزيع مليون و57 ألف وجبة في عدّة محافظات بالإضافة إلى دمشق وريفها، ولم تقتصر المبادرات خلال شهر رمضان على الوجبات بل كانت الجمعية توزع سلات غذائية، وتقوم بمبادرات حلو العيد وإقامة يوم نشاط ترفيهي للأطفال وتوزيع الهدايا بمناسبة العيد، أما هذا العام ونتيجة لكارثة الزلزال التي استنفدت طاقة الجمعيات والمؤسسات الأهلية فقد اقتصرت مبادرات رمضان على مطبخ واحد فقط في دمشق ونعمل على توزيع حوالي 250 وجبة يومياً".

جمعية ساعد

كنا وسنبقى

مطبخ فريق كنا وسنبقى

ولم تقتصر مبادرة وجبات الإفطار الرمضانية على جمعية أو مؤسسة واحدة، كذلك هناك فريق "كنا وسنبقى" الذي انطلق بمبادرته الرمضانية منذ عام 2013، وعن تفاصيل المبادرة تتحدث "نور زيادة" المنسقة الإعلامية للفريق: "يختلف عدد الوجبات التي يتم توزيعها كل عام حسب التبرعات التي تصلنا لأنها المصدر الأساسي للمبادرة، وبالرغم من الظروف الصعبة في السنوات الأخيرة إلا أن الرقم كان ثابتاً بمعدل 2000 وجبة يومياً، يتم توزيعها في مقر الحسينية، و30 في مناطق الريف بالتنسيق مع الجمعيات والبلديات، ولا تقتصر مبادرتنا على توزيع وجبات إفطار صائم، بل هناك وجبات للسحور وليلة القدر، إضافة إلى حاجز رمضان في البرامكة، وهي مبادرة توزيع الماء والتمر في وقت الإفطار على الأشخاص المتأخرين عن منازلهم".

قناديل الخير

من جهتها لا يقتصر دور مؤسسة "قناديل الخيرية" على توزيع الوجبات والسلل الغذائية فقط، بل يتم تقديم مبالغ مادية وتلبية احتياجات الأسر المستهدفة بالتوزيع، وعن نشاطات المؤسسة خلال شهر رمضان يتحدث "مازن العزب" رئيس مجلس أمناء المؤسسة بالقول: "بدأت حملة توزيع الوجبات منذ ثلاث سنوات، ولم تقتصر على الوجبات فقط بل يتم توزيع سلات غذائية ومبالغ مادية، بالإضافة إلى مستلزمات ذوي الاحتياجات في حال كانت الأسرة بحاجة، ويعتمد مطبخ رمضان على التبرعات العينية والمادية ليتم توزيع حوالي 800 وجبة يومياً، حيث يقوم الفريق بالتنسيق مع مخاتير المناطق ليقوم بزيارة الأسر وتقييم حالة العائلة وتقديم الدعم الذي تحتاجه".

مؤسسة قناديل الخيرية