بين الاختلاف والائتلاف ميدان واسع وطيف شاسع، تختلف رؤيته بين فئة اجتماعية وأخرى، ولعلنا اليوم نعيشه ببعده الزماني والمكاني وتقارب الاتصال، أي في منهجية حوارية وتواصل في الأحداث والوقائع التي لابد من رؤية تتضمن كيفية إحداث حوار من شأنه تقديم رؤية إصلاحية لمجتمعنا يكون علاجاً حقيقياً للأزمة.

حول جدلية الحوار كضرورة وطنية بيّن الأديب "باسم عبدو" عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب لموقع eSyria قائلاً: «سؤال يطرحه الواقع: لماذا الحوار الوطني الواسع، ضرورة وطنية، وما موقف الكتاب والمثقفين مما يجري الآن في الوطن؟ أرى أن الواقع هو واقع متحرك تداخلت فيه سياستان: داخلية تتمثل في المطالب المشروعة للمواطنين، فتحرك الشارع السياسي الجماهيري سلمياً، وصدرت حزمة مراسيم هامة وأساسية تلبي حاجات الشعب السوري، بدءاً من إلغاء المفاعيل السلبية في إحصاء 1962 وصولاً إلى زيادة الأجور وإصدار القوانين العصرية للأحزاب والإعلام، وتوجه الحكومة الجديدة لتنفيذ خطاب السيد الرئيس وتوجيهاته المستقبلية وبدأ التركيز على قضايا الناس خاصة قضايا الفلاحين والزراعة والعمل والبحث في تشغيل خريجي الجامعات والمعاهد.

إن الحوار اليوم لغة العصر لأنه الأسلوب المعاصر الذي ينبي عن التشارك في منهجية الحياة والقرار المستقبلي، ونحن اليوم بحاجة للحوار بين الأجيال لأننا نتحاور من أجل رفعة الوطن، وهو مسؤولية هامة في إحداث مشاريع ومناهج تنموية ناتجة عن حوار مشبع بالتوافق والاختلاف، حتى نتوصل إلى الإصلاح الإداري والاقتصادي وقبلهما السياسي، نحتاج إلى حوار واسع وشامل يضم جميع القوى السياسية والاجتماعية والثقافية، والأهم تقديم خطوات إصلاحية من شأنها تحقيق التنمية المستدامة، ولحظ هذه التنمية على الصعيد الحياتي والمعيشي والثقافي

أما الخارجية فقد أثبتت خلال السنوات الماضية صحتها، ولعبت سورية دوراً إقليمياً مركزياً في المنطقة ووقفت بصلابة في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد وفي دعم المقاومة العربية».

الأديب باسم عبدو

وتابع الأديب "باسم عبدو" بالقول: «إن الواقع الحالي وما يجري في وطننا أصبح محرضاً أكثر من أي وقت مضى على إجراء حوار وطني واسع وشامل تشارك فيه القوى الوطنية والتقدمية والنقابات العمالية والمهنية والمؤسسات الثقافية والإبداعية ورجال الدين والشخصيات المستقلة وكل غيور على مصلحة الوطن وعودة الاستقرار إلى ربوع البلد، والمطلوب الآن هو الحل السياسي على أساس الحوار والإسراع في إصدار القوانين العصرية للأحزاب والإعلام وتشكيل جبهة وطنية عريضة واسعة تضم الطيف الوطني ومكوناته المذهبية والإثنية والفكرية والثقافية للوصول إلى شاطئ الحرية والأمان والديمقراطية السلام الأهلي».

ومن جيل الشباب الذي يؤمن بالحوار كثقافة عصرية الشاب "غزوان صارم" الطالب في كلية الاقتصاد، تحدث قائلاً: «إن الحوار اليوم لغة العصر لأنه الأسلوب المعاصر الذي ينبي عن التشارك في منهجية الحياة والقرار المستقبلي، ونحن اليوم بحاجة للحوار بين الأجيال لأننا نتحاور من أجل رفعة الوطن، وهو مسؤولية هامة في إحداث مشاريع ومناهج تنموية ناتجة عن حوار مشبع بالتوافق والاختلاف، حتى نتوصل إلى الإصلاح الإداري والاقتصادي وقبلهما السياسي، نحتاج إلى حوار واسع وشامل يضم جميع القوى السياسية والاجتماعية والثقافية، والأهم تقديم خطوات إصلاحية من شأنها تحقيق التنمية المستدامة، ولحظ هذه التنمية على الصعيد الحياتي والمعيشي والثقافي».

الشاب غزوان صارم

حول الاختلاف بقصد الإصلاح الإداري بقطاعات مختلفة بيّن الأستاذ "محمد الراضي" من أهالي مدينة "السيدة زينب" وهو عضو لجنة نقابية قائلاً: «الاختلاف والائتلاف حالة صحية لمجتمع يسود فيه المصلحة الواحدة وتتجمع في حديقته الغناء أزاهير المحبة بألوان الاختلاف، حتى إذا تناسب وتوافق عمل المشرف على تطوير الحديقة مع متطلباتها، اتخذ منها الورد الجميل وقلّم من لا يحمل الجمال الذي يشكل منظراً غير لائق، وهكذا في نظرتنا للإصلاح الاستحقاقات المطلوبة اليوم من منظور المصلحة المشتركة في القضاء على الفساد في أهم قطاعين القضاء والتربية، ونشر ثقافة جديدة هي تأهيل المواطن من جديد للتعامل مع القانون بحب ليس بخوف منه، وكذلك الأمر تأهيل آلية التنفيذ من العاملين في حقول السلطة على احترام وتلبية حاجيات المواطن، ولا يسلو فكري هنا أن أقول العامل في القطاع العام الذي يقع تحت ظلمة القوانين الجائرة بحقه بين قطاع وآخر، والنظر إلى أخيه الآخر في مؤسسة أخرى بنظرة مختلفة، وكأن القانون يفسر للناس على حساب الآخرين، من هنا يمكن الاختلاف عندما نضع أيدينا بصدق وأمانة على مكامن الخطأ ونشير إليه، ونأتلف في توحيد فكرة القضاء على الخطأ نكون قد خطونا نحو الإصلاح ويكون اختلافنا هو عامل محبة لأنه آنذاك يصب في مصلحة الوطن والمواطن».

الأستاذ محمد الراضي