خرج طلاب كلية الفنون الجميلة عن المألوف بفكرة ورشة عمل فريدة من نوعها، تجمع بين الفن والتقانة الحديثة في مشروع تحريك الأشياء الجامدة، لتحويلها إلى فيلم قصير متحرك وهادف، حيث احتوى المشروع إبداعاً عملياً يطورهم كطلبة، ويكونوا مصممي غرافيك أكاديميين في تقانات عالمية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الطالب "يزن غراوي" (سنة اولى) بتاريخ 29 تشرين الثاني 2018، ليتحدث عن تجربته ومشروعه قائلاً: «هو فكرة المدرسة في الكلية "سامية شقير"، وبإشرافها مع المحاضر "محمد برو"، وإشراف شامل من المركز الوطني للفنون البصرية بـ "دمشق"، وكان الوقت المحدد لإتمام المشروع أسبوعين، لكن تم تمديده إلى ثلاثة أسابيع للحصول على نتائج ممتازة. وبالنسبة لي عملت على تجارب سابقة لـ"stop-motion"، لكنها تجارب بسيطة بالنسبة لهذه التجربة، والمميز في هذا الفن الفكرة وطريقته في العرض وأسلوب العمل الذي يفاجئ في نتائجه المذهلة، فهذا المجال واسع الفضاء ومتعدد الاستخدامات والأهداف.

هذه التجربة جديدة بالنسبة لأغلب المشتركين، ولولا الإشراف والدعم من المركز لما تجرأنا على القيام بها، وكانت فكرة مشروعي عن مدى تأثرنا بالمجتمع، وكيف له أن يغيرنا، وكيف نقلده من دون وعي أو تفكير أو محاولة للتغير، وإن قمنا بهذه المحاولة، فهو يطاردنا ليجعلنا نسخة منه

أما مشروعي، فهو فكرة توعوية في وقت شبه معدوم الاهتمام بها، على الرغم من أهميتها، وهو يعبر عن أثر مادة البلاستيك في عالمنا، وكيف تتحلل هذه المواد وتنتشر في الجو بكثرة وضررها الكبير، وفيلمي بعنوان: "paper bages"، وهو تشجيع على استخدام المواد القابلة للتحليل أو إعادة التصنيع، حيث استغرقت أسبوعين من التصوير والإخراج والتنسيق و"المونتاج"، كما استخدمت فيه مادة المعجون للشخصية والأكياس البلاستيكية».

مشاريع الطلاب

مدير المركز الوطني للفنون البصرية الدكتور "غياث الأخرس"، قال: «المشروع فكرة شبابية جديدة، عندما اقترحتها "سامية شقير"، أعجبت بمحتواها ووافقت على رعايتها في مركزنا، حيث شاركت في الإشراف على المشروع ودعمه بكل ما يلزمه من دعم مادي، وتوفير ما يحتاج إليه المشاركون من مواد في مشاريعهم، ونسعى دوماً لاستقبال وتطوير الأفكار الشبابية وخاصة المبتكرة؛ وذلك حرصاً على الارتقاء بالفنون والثقافة. وأريد أن أذكر، أن أبواب المركز الوطني للفنون البصرية مفتوحة دوماً لكل فكرة جديدة ومشروع مميز».

وعن تفاصيل المشروع، تحدثت المحاضرة في كلية الفنون الجميلة "سامية شقير" قائلة: «فكرة المشروع انطلقت منذ أن دعانا المركز الوطني للفنون البصرية كمختصين في مجال تصميم الغرافيك، للعمل على مشروع ضمن معاييره المحددة، ونأتيه بطروحات مختلفة وجودة في المنتجات، وإن تقدم تقانة تفيد الطلبة في حياتهم الفنية والمهنية، وكان مقترحنا هذا المشروع الذي أعجب به الدكتور "غياث الأخرس". مرت الورشة بخمس مراحل كان أولها التعريف بالتقنية وفنون الوسائط المتعددة، وتاريخ مشاريع "الستوب موشن" وتطوره، وأهم رواده مع ذكر أمثلة. والمرحلة الثانية كانت عن اختيار المشتركين مواضيعهم بعد عرض اقتراحات لهم، وهنا يأتي دور المشتركين بوضع خطط ذهنية لمشاريعهم وتسلسل عرض الأفكار. أما المرحلة الثالثة، فكانت محور صنع استديو صغير مصنوع من مادة الكرتون، ليتم فيه تصوير العروض، وهو فضاء عمل هذه الأفلام التي تم تصويرها بكاميرات الهاتف المحمول وإضاءة بسيطة. أما المرحلة الرابعة، فهي مرحلة ما قبل الإنتاج؛ لأننا هنا نقوم بتحريك هذه المجسمات بحركات طفيفة، وبعدها نقوم بتصوير هذه الحركات، وندخل الصور آلة جهاز الحاسوب، ونعدلها ونعالجها. أما المرحلة الخامسة، فهي مرحلة الإنتاج النهائي، حيث نضيف الصور بشكلها المتتالي والمؤثرات البصرية والموسيقا التصويرية إلى الخلفية، مع مراعات كل الجوانب الجمالية. وما يميز هذه المشاريع الجامعية أنها غير خاضعة لسلطة العلامة وفضائها حرّ وغير مقيدة بمنهاج، فالحرية مطلقة عند الشباب».

زوار المعرض

وأضافت: «فكرة "الستوب موشن" عالمية، لكننا لم نقم بنقلها كما هي، إنما طوعناها لتعبر عن المجتمع السوري وهويته، وللعلم من طبيعة هذه الأعمال أنها تعرض خارج المعارض وليس لمقتنٍ واحد في عصر البساطة بالتلقي، وكان نتاج هذا المشروع الشبابي زيادة خبراتهم، وعليه طرح فنانين محليين بمعايير عالمية في أطر أكاديمية».

كما حدثنا الطالب "مجد حيدر" (سنة رابعة) قائلاً: «هذه التجربة جديدة بالنسبة لأغلب المشتركين، ولولا الإشراف والدعم من المركز لما تجرأنا على القيام بها، وكانت فكرة مشروعي عن مدى تأثرنا بالمجتمع، وكيف له أن يغيرنا، وكيف نقلده من دون وعي أو تفكير أو محاولة للتغير، وإن قمنا بهذه المحاولة، فهو يطاردنا ليجعلنا نسخة منه».

د."غياث الأخرس" و"سامية شقير" و"محمد برو"

يذكر أن عرض مشاريع الورشة حدث في المركز الوطني للفنون البصرية بتاريخ 4 تشرين الثاني 2018، وشارك فيه 15 طالباً، وهم: "إيهاب نحاس، تسنيم ديب، رنيم جبر، ديالا حاطوم، ساندرين شماس، نادين غنوم، منال صبح، ماسا عرب، لين الصالحي، نسرين العبدالله، مجد حيدر، مهند البيك، يزن الغراوي، هزار أحمد، يعرب الطلاع".