انطلاقاً من المعاناة الشخصية، وبهدف تخفيف عناء مراجعة الدوائر الحكومية، وتوفير الوقت والجهد على المواطنين ولا سيما المغتربين، أسس مجموعة شباب سوريين منصة "شلون" للتعريف بالأوراق المطلوبة للمعاملات الحكومية، وغيرها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "فهد الجغيني" أحد مؤسسي المبادرة وعن دوافعه لتأسيسها يقول: «بداية من المعاناة الشخصية لأفراد الفريق في إنجاز بعض المعاملات الحكومية التي تزامنت ضمن فترة قصيرة مثل (معاملة وحيد، تسجيل زواج، تسجيل طفل، بطاقة ذكية) قمت بطرح الفكرة حول وجود مرجع يرجع إليه المواطنون قبل إنجاز المعاملات الحكومية وغيرها، ليستطيعوا إنهاء المعاملة من المرة الأولى، بمسار واضح دون اللجوء لمعقب معاملات يطلب تكاليف كبيرة، وبأقل جهد ممكن، ناقشت الفكرة مع مجموعة من الأصدقاء الراغبين بتقديم خدمة للمجتمع وتم الاتفاق على إنشاء منصة تقدم خدمة التعريف بالأوراق المطلوبة للمعاملات الحكومية، والخطوات اللازمة لها، والرسوم المطلوبة لإنجازها، وبعد اجتماع تأسيسي تمّ إطلاق الاسم على المنصة ووضع خطة عمل تفصيلية واضحة بتاريخ الأول من نيسان 2019 من خلال صفحة على موقع "فيسبوك" وقمنا بدعوة عائلاتنا وأصدقائنا للصفحة ومن ثم بدأت بالانتشار واليوم يبلغ عدد متابعي الصفحة عشرة آلاف شخص».

أدعو كل شخص لديه أفكار أو رغبة في تقديم ما يفيد لخدمة البلد، سواء من ناحية زيادة الوعي في المجتمع، أو تسهيل حياة الناس، إلى عدم التردد، لأنّ البلد بحاجة للشباب، رغم أن كثيرين بحاجة إلى دعم ليستطيعوا أن يحققوا أفكارهم على أرض الواقع

وعن الهدف الرئيسي من المبادرة يتابع قائلاً: «الهدف هو رفع وعي الإنسان السوري بمختلف فئاته وأعماره بحقوقه وواجباته ليكون فاعلاً في المجتمع، بالإضافة إلى تسهيل حياته، وتخفيف أعبائه، وخلق مرجع موحّدٍ لكل المعاملات الحكومية والمجتمعية بكل حالاتها الخاصة، ويكون قابلاً للوصول من أي مكان أو زمان ويستطيع أي إنسان استخدامه بسهولة، وبدأ الفريق بأربعة أشخاص مؤسسين، ثم انضم إلينا مجموعة من المتطوعين يبلغ عددهم ثمانية، والمهام الرئيسية في المرحلة الحالية والموزعة على أعضاء الفريق والمتطوعين كل حسب اختصاصه وبما يسمح به وقته، منها: إدارة الصفحة والمجموعة، الرد على الرسائل والتعليقات، كتابة المحتوى، تصميم الصور، التواصل مع المختصين، الحصول على المعلومات القانونية، البحث عن مصادر تمويل وداعمين، العمل على إدخال البيانات المجمّعة ضمن قاعدة المعطيات، ويتم العمل حالياً على برمجة الموقع الإلكتروني، وتطبيق للمحمول لتوسيع عمل المنصة».

شعار المنصة

وعن اختيارهم مواقع التواصل الاجتماعي كانطلاقة، وخطوات العمل يكمل قائلاً: «توجد خطة عمل للوصول إلى المرجع الموحّد المذكور وكانت الخطوة الأولى على وسائل التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"انستغرام" لسهولة إدارتها، وقلّة تكاليفها وسعة انتشارها، حيث يقوم الفريق باختيار موضوع معين من خلال الأسئلة المطروحة سابقاً من المتابعين والمعلومات المتوافرة لدينا من متطوعينا ضمن الجهات العامة، ويتم العمل على تجميع البيانات والحالات الخاصة بهذا الموضوع، وعند جمع المعلومات من مختلف المصادر وبمختلف المحافظات (حيث أنه في بعض الأحيان يوجد اختلاف بالمعاملات ضمن المحافظات) يقوم كاتب المحتوى بكتابة المنشور وفق معايير المنصة ومن ثمّ يتم تسليمه إلى المصمم ليقوم بتصميمٍ جميلٍ عصريٍّ وجذابٍ متوافقٍ مع الهوية البصرية للمنصة، بعد ذلك يتم جدولته على الصفحات ليتم نشره ضمن وقت معين حيث توجد أوقات معينة للنشر».

ويتابع قائلاً: «نتيجة الضغط الكبير من الأسئلة تمّ تخصيص منشور يومي مدته ساعتان، من الساعة الثامنة حتى العاشرة مساءً للإجابة على أسئلة واستفسارات المتابعين بشكل مباشر، أما التعليقات والرسائل التي يتم إرسالها خارج هذا الوقت يتم الإجابة عليها تباعاً حسب تفرغ أعضاء الفريق وبعضها يحتاج لاستشارات من موظفين حكوميين أو محامين ومجازين قانونيين».

صورة من منشورات الصفحة

وفيما يتعلق بمصادر المعلومات والجمهور المستهدف يتابع قائلاً: «نطرح موضوعات رئيسة منها: التجنيد، الهجرة والجوازات، الشؤون المدنية، البطاقة الذكية، التربية والتعليم العالي، شؤون تجارية وصناعية، المرور، خدمات مالية، الاتصالات، الكهرباء، إضافة للأخبار العاجلة المتعلقة بالتعميمات ضمن المؤسسات الحكومية، كما يوجد قسم ضمن كل منشور نطلق عليه مشاركات متابعي "شلون" يندرج تحته ملاحظات المتابعين من تجارب شخصية، ونحرص دائماً على أن تكون المعلومات محدّثة وموثّقة، ونستهدف المواطن السوري بكل أعماره وفئاته، خاصة المغترب الذي لا يمكنه الوصول للمعلومة بسهولة، ومصادر المعلومة هي: مواقع وصفحات رسمية وحكومية، تجارب شخصية للمتابعين، استشاريين حقوقيين ومجازين، موظفين متطوعين، ومصادر أخرى».

من جهتها "إيمان محمد" إحدى متابعي الصفحة تقول: «فكرة المبادرة رائعة، تقدم المعلومات حول خطوات الحصول على الأوراق الثبوتية المطلوبة لمعاملة معينة بطريقة سهلة وممتعة، والأهم أنّها تحقق الفائدة لأفراد المجتمع، وتسهّل حياتهم اليومية، وتختصر الوقت والجهد والمال، إضافةً إلى تقديم معلوماتٍ خدمية مفيدة».

منشور أحد الخدمات

بدوره "موفق فنري" تحدث عن الصعوبات التي تواجه الفريق قائلاً: «نقدم خدمة استشارية، ولا نعمل على الأرض كمعقبي معاملات، ونعمل حالياً للحصول على ترخيص (منتدى مجتمعي غير حكومي) من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، للاستمرار والتوسع، وتحقيق المصداقية، وعلى سبيل المثال عندما طرحنا موضوع (البطاقة الذكية) تفاجأنا بكمية التساؤلات التي حاولنا الردّ عليها من خلال عدة منشورات، وأهم العقبات الحالية هي العقبة المادية، لأنّ التواصل مع محامين أو استشاريين لتقديم المعلومة يكون مأجوراً في بعض الأحيان، إضافة إلى أن الإجابة عن التساؤلات بحاجة إلى وقت كبير من قبل أفراد المجموعة، كما نواجه بعض الصعوبات المتعلقة بالردّ على تساؤلات بعض الحالات الخاصة حيث نتأخر بالرد ريثما نحصل على المعلومة من قبل الاختصاصيين».

وعن رسالة الفريق للشباب السوري أقول: «أدعو كل شخص لديه أفكار أو رغبة في تقديم ما يفيد لخدمة البلد، سواء من ناحية زيادة الوعي في المجتمع، أو تسهيل حياة الناس، إلى عدم التردد، لأنّ البلد بحاجة للشباب، رغم أن كثيرين بحاجة إلى دعم ليستطيعوا أن يحققوا أفكارهم على أرض الواقع».

يذكر أن "فهد الجغيني" صاحب فكرة المبادرة من مواليد "درعا" عام 1994، يعمل مهندسَ برمجياتٍ، وأعضاء الفريق هم: "موفق فنري"، "سامي حجلاوي"، وآخرين.