«النتائج كانت أكثر من مرضية ووقعها كان سريعاً وخاصة أننا مازلنا بموسمنا التنقيبي الأول في التل حيث استطاعت بعثة التنقيب الأثرية السورية من نفض الغبار وفك طلاسم ذلك التل المتوضع في وسط مدينة "الحسكة" ويرتفع عن المناطق المحيطة به عشرة أمتار».

هذا ما تحدث به الأستاذ "عبد المسيح بغدو" مدير الآثار بـ"الحسكة" ورئيس البعثة "السورية" للتنقيب في تل "الحسكة" لموقع eHasakeh الذي التقاه بتاريخ 25/1/2009.

تُعد النتائج التي حققتها البعثة السورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف خلال موسمها التنقيبي الأول في تل "الحسكة" غاية في الأهمية لكونها توصلت إلى: - التعرف على استمرارية الاستيطان في مدينة "الحسكة" دون انقطاع منذ القرن الرابع الميلادي وحتى يومنا هذا مع حدوث فترة انقطاع دامت ما يقارب الـ 1500 عام أي منذ فترة الحضارة "البيزنطية" وحتى فترة الحضارة "الآشورية" الوسيطة علماً أنه قبل أعمال البحث في تل "الحسكة" لم يكن تاريخ استيطان الإنسان في هذه المدينة معروفاً إلا مع بداية القرن العشرين. - اكتشاف الجزء الشمالي والغربي من كاتدرائية ذات ثلاثة أبهاء تتوضع على أرضيتها المبلطة أعمدة حجرية مجصصة ومزخرفة تعود إلى القرن الرابع الميلادي الأولى من نوعها في محافظة "الحسكة"

وأضاف قائلاً: «لقد تم الكشف عن ثلاث سويات أثرية في التل، السوية الأولى تعود إلى فترة الحضارة "العربية الإسلامية" (القرن الخامس عشر حتى القرن السابع الميلادي) وتم تمييز مرحلتين خلال هذه الفترة هما: المرحلة الأولى احتوت على أساسات لجدران حجرية، أما المرحلة الثانية فقد ضمَّت جدراناً مبنية من اللبن، والتنانير وجد في داخلها بعض اللقى الفخارية المزججة.

مدير آثار الحسكة

أما السوية الثانية فتعود إلى فترة الحضارة "البيزنطية" (القرن السابع حتى القرن الرابع الميلادي)، وكذلك تم تمييز مرحلتين خلال هذه

الفترة هما: المرحلة الأولى احتوت على أحواض مجصصة، وضمَّت المرحلة الثانية جزءاً من منشأة معمارية (كاتدرائية) وتم التعرف على أجزاء من الجدار الشمالي والغربي منها المشيّدة من الحجر البازلتي المطلي بمادة الجص من الداخل والخارج وصل ارتفاعها في بعض الأجزاء إلى 2.10 متر، كما تم الكشف عن مدفن أبعاد غطائه الحجري المجصص ذي الدرجات الثلاث 2.5 × 1.20متر بعد تصويره وتوثيقه تم نقله إلى دائرة آثار "الحسكة" توضّع تحت الغطاء مدفن تم فتحه من قبل الدكتورة "رانية العلي" من مديرية آثار "حلب"، وعثر في داخله على هيكل عظمي ومسامير ومن خلال دراسته تبين بأن الهيكل العظمي يعود إلى رجل يتراوح عمره ما بين 40- 45 سنة، وطوله ما بين 165-170 سم وجد في هيكله العظمي مسامير حديدية ما يعني أن هذا الرجل تم تعذيبه أو بعبارة أخرى تم صلبه وذلك بغرز مسامير حديدية في أجزاء متعددة من جسمه، وبذلك تكون الظاهرة الوحيدة والفريدة من نوعها المكتشفة في تاريخ الجزيرة "السورية" حتى الآن، بينما السوية الثالثة بينت أعمال تنظيف المقطع بعرض 10 أمتار في المربع (C17) وجود جدار مبني من اللبن وصل ارتفاعه إلى 2.5 متر، وعلى نفس المنسوب وتحت السوية الثانية تم الكشف عن جزء من جدار مبني من اللبن أبعاد اللبنة الواحدة 40×40 سم و42×26 سم تشير المعطيات الأولية أنه يعود إلى الفترة "الآشورية" الوسيطة».

الهيكل العظمي المكتشف

من جهته قال المهندس "موفق جاجان" من مديرية آثار "الحسكة" وعضو لجنة التنقيب الأثري بالتل: «تُعد النتائج التي حققتها البعثة السورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف خلال موسمها التنقيبي الأول في تل "الحسكة" غاية في الأهمية لكونها توصلت إلى:

  • التعرف على استمرارية الاستيطان في مدينة "الحسكة" دون انقطاع منذ القرن الرابع الميلادي وحتى يومنا هذا مع حدوث فترة انقطاع دامت ما يقارب الـ 1500 عام أي منذ فترة الحضارة "البيزنطية" وحتى فترة الحضارة "الآشورية" الوسيطة علماً أنه قبل أعمال البحث في تل "الحسكة" لم يكن تاريخ استيطان الإنسان في هذه المدينة معروفاً إلا مع بداية القرن العشرين.

  • اكتشاف الجزء الشمالي والغربي من كاتدرائية ذات ثلاثة أبهاء تتوضع على أرضيتها المبلطة أعمدة حجرية مجصصة ومزخرفة تعود إلى القرن الرابع الميلادي الأولى من نوعها في محافظة "الحسكة"».

  • المكتشفات

    بقي أن نقول إن بعثة التنقيب الأثرية في تل "الحسكة" هي من مديرية الآثار بـ"الحسكة" ومؤلفة من: الأستاذ "عبد المسيح بغدو" مدير آثار "الحسكة" رئيساً وعضوية كل من المهندس "موفق جاجان"- الآثاري "الياس عبد النور"- الآثاري "أحمد العلي"- الآثاري "رشاد كوسا"- "إبراهيم العمر".