عمره بعمر منطقة ريف "المالكية"، يحكي قصة ماضٍ جميل، وحاضر ممتع، ويعدّ عند الأهالي من أجمل الينابيع في المنطقة، فحوله طبيعة خلابة، وأجواء رائعة يحييها الزوار بوجه دائم.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 3 أيار 2018، زارت قرية "الصالحيّة"، التي تضم النبع "الأسود"، وتبعد عن مدينة "القامشلي" مسافة 60كم، حيث ساهم النبع لتكون القرية منطقة سياحيّة، يرتادها الزوّار ومحبو الطبيعة، وتحدث ابن قرية "الصالحية" وأحد أقدم الأشخاص المقيمين فيها "مناف المرعي"، فقال: «القرية قديمة جداً، يتجاوز عمرها عشرات السنين، وعمر ذلك النبع من عمر القرية وأكثر؛ فحسب شهادات الأجداد والقدماء، أن النبع كان جارياً قبل بناء القرية، وجاء اسمه من مجراه الذي يحوي عشرات الأحجار السوداء، التي أعطت للمياه اللون الأسود. يمتد النبع من المصب بطول يتجاوز العشرين متراً، محافظاً على رونقه وجماله وعذوبة مياهه، إلى جانب استفادة الأهالي منه في مجالات أخرى، منها أنه مصدر المياه في جميع منازل القرية الخاصة بالشرب، لأنه صحي ونقي، إضافة إلى سقاية بعض المحاصيل والخضار منه، إلى جانب ذلك، كثير من الأسر تقوم بتناول طعامها وشرابها ووجبات اليوم المتعددة على جنباته، والأهم من ذلك، أن قريتنا باتت نقطة سياحية، يحكي عنها القريب والبعيد، ومنهم من يقطع مسافات طويلة في سبيل الوصول إليها، وزيارة نبعها».

بعد أن سمعنا عنه، وعن المشاهد الجميلة التي تبعث الهدوء والسرور، قررت الأسرة بكاملها زيارته، وقضاء يوم كامل هناك. هي أول رحلة ترافقنا المياه العذبة المخصصة للشرب؛ بسبب نقاء النبع ومياهه العذبة. لقد قضينا لحظات من الرقص والغناء واللعب بألعاب مختلفة، إلى جانب زيارات أهالي القرية والقرى المجاورة لنا، طوال مدة بقائنا هناك، كانت ساعات تعدّ الأجمل في حياتنا

ويتابع "المرعي" ما تركته هذه الزيارات السياحية على القرية وناسها بالقول: «كوّن الأهالي علاقات اجتماعية قوية مع مختلف شرائح المجتمع التي تزوره، بسبب كثافة الزوار الذين يأتون إلى منطقة النبع، فتكوّن بيننا رابط المحبة والتعارف، حيث تناولنا الطعام والشراب معاً، وأحياناً كثيرة، يتم بقاء الزوار في منازلنا لأكثر من يوم، بهدف قضاء أكبر وقت ممكن عند النبع. إضافة إلى ذلك، قام أهالي القرية في السنوات الماضية، بأنشطة فنية وترفيهية عند النبع، لتكون رسالة ودعوة عامة للجميع، من أجل الاستمتاع بهذا المشهد الطبيعي والاجتماعي المثالي، وجميع الأسر في القرية، تطلب من أقربائها وأصدقائها من مناطق أخرى، زيارة القرية والنبع تحديداً، حتّى إن أصدقاء شبابنا من الطلبة الجامعيين في المحافظات الأخرى، زاروا النبع، وعدّوه فسحة جميلة في منطقة أجمل».

طبيعة جميلة في منطقة النبع

"خليل محمود الحجي" من ريف "اليعربية" تحدّث عن زيارته وأهله للنبع "الأسود"، فقال: «بعد أن سمعنا عنه، وعن المشاهد الجميلة التي تبعث الهدوء والسرور، قررت الأسرة بكاملها زيارته، وقضاء يوم كامل هناك. هي أول رحلة ترافقنا المياه العذبة المخصصة للشرب؛ بسبب نقاء النبع ومياهه العذبة. لقد قضينا لحظات من الرقص والغناء واللعب بألعاب مختلفة، إلى جانب زيارات أهالي القرية والقرى المجاورة لنا، طوال مدة بقائنا هناك، كانت ساعات تعدّ الأجمل في حياتنا».

أمّا "سرور عبدي" القادم من "دمشق" مع عائلته، فقال: «أقمت في "دمشق" منذ ولادتي قبل 33 عاماً، وكانت سعادتي كبيرة عندما توجهنا في زيارة للأهل في المنطقة برفقة عدد من الأصدقاء من أجل قضاء إجازة قصيرة، والتنفيس عن الروح في هذه الأجواء الخلابة، وكانت زيارة النبع "الأسود" مصدر سعادة كبيرة، فهو يجمع الدفء وينشر الطمأنينة من حوله. بقينا عند أهلنا في القرية أكثر من أسبوع، فكانت لحظات ثمينة من الفرح لا تنسى بسهولة».