يترافق عيد القديسة "بربارة" في الرابع من كانون الأول بطقوس احتفالية كثيرة، تتنوع ما بين الطابع الشرقي والغربي، وبين ما يمكن عدّه روح العيد أو أبعد ما يكون عنه.

فمن الحنطة إلى اليقطين المحفور إلى الأزياء التنكرية، رحلة بين الحقائق وعكسها، وما بين محبة الناس لها ورغبتهم فيها، وفي معنى العيد ما يدل على تغير دلالتها وإن انسجمت عند الناس كطقوس مترافقة لهذا العيد.

أما التقليد الحقيقي والوحيد المرتبط بالعيد فهو "السليقة" التي تدل على الشهادة التي يقدمها القديسون فداءً لانتشار الدين المسيحي. أما البعض الآخر من الأشخاص فلا يعدّون هذه العادات دخيلة ولا يهتمون بمعناها بل يعتقدون أنها وسيلة تسلية لا أكثر

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 كانون الأول 2013 السيدة "مريم توما" من سكان قرية "المزينة" التي تملك معرفة بسيطة بما هو دخيل على العيد، فقالت: «بالنسبة إلى عيد القديسة "بربارة" كل ما هو دارج في الريف مازال منطقياً نوعاً ما ولبعضه معانٍ ترتبط بروح العيد، وأولها سلق الحنطة وتزيينها، وذلك رمز لحبات الحنطة التي كانت الطيور ترميها للقديسة وهي في سجنها، ونزينها تذكاراً بفرح الشهادة الذي نالته، وترافقها أطباق كثيرة كالقطايف والعوامات، إضافةً إلى طبق المخلوطة وغيره، أما بالنسبة إلى تنكر الأطفال وزيارتهم للبيوت فلا أعتقد أن له معنى دينياً وإنما لإضفاء جو من الفرح على العيد، وفي منطقة الوادي نمتلك عادة خاصة بنا ألا وهي حرق عشبة "البربارة" التي ليس لها معنى ديني أيضاً».

السيدة ياسمين في إحدى حفلات الأطفال التنكرية

يخلط معظم الناس بين عيد القديسة "بربارة" وبين عيد جميع القديسين وبين عيد "الشكر"؛ وعن معاني هذه الأعياد يتحدث الكاهن "بطرس حزوري" بالقول: «يعدّ عيد "البربارة" من الأعياد المعروفة في طقوس الدين المسيحي، ولكن الكثيرين يخلطون بينه وبين عيد "الشكر" الخاص بالغرب الذي لا يعرفه المشرقيون إضافة إلى عيد جميع القديسين بتاريخ الخامس من تشرين الثاني من كل عام، الذي للأسف بدأت تدخل إليه عادات وثنية لا علاقة لها بالدين المسيحي أبداً حيث إن عيد "الهلوين" هو عيد تحريف لعيد "السالويين" أي إله الشر، وكان الوثنيون يحتفلون به ويتنكرون بأزياء مرعبة دليلاً على زيارة خدام الشر للبيوت بأشكال بشعة، وترافقه اليقطينة البرتقالية المحفورة التي تدل على العيد، حيث يطالب هؤلاء الخدام بدفع مقابل كي لا يؤذوا الشخص المزار وأهل بيته، وبدأت هذه الأزياء التنكرية الانتشار في مجتمعنا وبكثرة مع زيارة البيوت وطلب الحلوى والنقود تقليداً لـ"الهلوين" ولكن بتاريخ عيد "البربارة"».

يتابع الأب "حزوري" عن مزيد من العادات الدخيلة التي تتمثل بحرق عشبة "البربارة" وتناول أطباق من الحلويات المختلفة وحتى الحفلات التنكرية المتنوعة: «أما التقليد الحقيقي والوحيد المرتبط بالعيد فهو "السليقة" التي تدل على الشهادة التي يقدمها القديسون فداءً لانتشار الدين المسيحي.

أزياء تنكرية

أما البعض الآخر من الأشخاص فلا يعدّون هذه العادات دخيلة ولا يهتمون بمعناها بل يعتقدون أنها وسيلة تسلية لا أكثر».

وتحدثت السيدة "ياسمين عازار" بالقول: «بغض النظر عن معنى كل تقليد متبع، وما هو داخل في طقوس عيد "البربارة" أو غير داخل، إلا أن الطفل هو المهم في العيد، صحيح أنه يجب تعليمه المفهوم الإيجابي والابتعاد عن الابتذال والصرف الزائد، إلا أن الأزياء التنكرية وجمع الحلوى فكرة جميلة لتسلية الصغار وإدخالهم إلى جو المرح الذي ينتظرونه من عام إلى عام، حتى إن الملابس التنكرية تصبح تنافسية بينهم من عام إلى آخر ولا يضر في ذات الوقت أن نشرح لهم حقيقة العيد وقصة القديسة "بربارة" وجزءاً من عاداتنا الدارجة في الشرق، ونوضح لهم ما هو من صلب العيد وما هو دخيل عليه».

المأكولات المرافقة للعيد