توجت الجهود الكبيرة التي بذلتها الدوائر المختصة في مديرية زارعة "إدلب" بالتعاون مع مزارعي القمح في المحافظة بالنجاح بالتخفيف من الهجمة الشرسة لحشرة "السونة" التي تعرضت لها حقول القمح في المحافظة خلال هذا الموسم، وقد أكد المزارعون أن الإصابة بالسونة تراوحت شدتها بين حقل وآخر، وكانت الإصابة في الحقول البعلية أكبر منها في المروية.

هذا ما ذكره السيد "أحمد الأسعد" أحد مزارعي القمح في قرية "جوباس" والذي يضيف: «كان لأعمال المكافحة الفورية والتي تمت بالتعاون بين المزارعين والجهات الإرشادية المختصة منذ طور اليرقات والبيوض دور كبير في الحد من الإصابة بالسونة، حيث أثمرت تلك الجهود بشكل واضح في التخفيف من حجم الإصابة في حقول القرية إلى نسب منخفضة جداً».

كان لأعمال المكافحة الفورية والتي تمت بالتعاون بين المزارعين والجهات الإرشادية المختصة منذ طور اليرقات والبيوض دور كبير في الحد من الإصابة بالسونة، حيث أثمرت تلك الجهود بشكل واضح في التخفيف من حجم الإصابة في حقول القرية إلى نسب منخفضة جداً

وفي شرحه للإجراءات التي قامت بها مديرية زراعة "إدلب" خلال الموسم الحالي من أجل مكافحة آفة "السونة" يقول المهندس الزراعي "وائل فرحات" رئيس شعبة المبيدات في المديرية في حديثه لموقع eIdleb: «بدأنا بخطة مكافحة هذه الحشرة منذ مرحلة هبوطها في حقول محافظة "إدلب"، ومرحلة الهبوط تحدث عندنا في شهر آذار حيث إن هذه الحشرة تعيش فترة الشتاء في المرتفعات الجبلية وفي المناطق الحراجية ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة تبدأ بمهاجمة حقول القمح وهذا ما نسميه مرحلة هبوط الحشرة وهي في "إدلب" كما ذكرنا تبدأ في شهر آذار، فكانت البداية بحملة مكافحة للأمهات خلال هذا الشهر حيث قمنا بمكافحة 4708 هكتارات باستخدام المبيدات الكيميائية كذلك كانت هناك مكافحة بالجمع اليدوي حيث تم جمع ما يزيد على 82500 حشرة بطريقة الجمع والإتلاف اليدوي عن طريق المزارعين، حيث كان المزارع يحصل على مبلغ ثمانية آلاف ليرة مقابل كل كيلو غرام واحد من هذه الحشرة، وبعد مرحلة الأمهات استمرت عمليات المتابعة والتحري للحشرة في مراحل التزاوج ووضع البيوض، كما قمنا بتحري موضوع العتبة الاقتصادية للأمهات وهي محددة بثلاث حشرات للمتر المربع الواحد، والمقصود بالعتبة الاقتصادية أي المرحلة التي يصبح معها مكافحة هذه الحشرة ذات جدوى اقتصادية، وفي مرحلة الحوريات قمنا بمكافحة كيماوية لمساحة تزيد على 56100 هكتار، ونحن منذ ثلاثة مواسم نطبق استراتيجية وزارة الزراعة والتي تم في هذا العام تطبيقها في باقي المحافظات الخاصة باستخدام الوسائط الأرضية في الرش بدل المكافحة بالطيران، وقد استطعنا في هذا الموسم تقريباً تغطية كامل المساحات المزروعة في المحافظة بالقمح وهذا ما لم يتحقق في باقي المحافظات، باستثناء بعض المساحات الضيقة في الأراضي الوعرة».

المهندس محمد الحسن

وأضاف المهندس "فرحات": «كل تلك الإجراءات السابقة ساهمت بشكل كبير في التخفيف من الإصابة بهذه الحشرة إلى نسب منخفضة جداً، فقد سجلنا خلال الموسم الحالي في محافظة "إدلب" 29 حقلا فقط تراوحت نسبة الإصابة فيها بين 15% - 20% أما باقي الحقول فنسبة الإصابة فيها لم تتعد 5%، وهذا نجاح حققته جهود المكافحة بالتعاون مع الإخوة المزارعين قياساً مع حجم الإصابة في المحافظات الأخرى، إلى جانب أن حشرة "السونة" في هذه السنة مرت وهذه المرحلة تمر فيها كل أربع سنوات حيث تكون إصابة الحقول خلال هذه المرحلة كبيرة جداً، والتخفيف من حجم الإصابة إلى أقل النسب يتطلب جهود جبارة في المكافحة والمتابعة، خاصة أن الظروف المناخية التي سادت هذا الموسم ولا سيما الجفاف ساهمت في تفاقم الإصابة بالحشرة ولا ننسى الآفات والأمراض الأخرى التي تسببت بتدهور المحصول والحمد لله هذا ما حققناه من خلال التعاون مع كافة الجهات المختصة والفلاحين».

وكان المهندس "محمد الحسن" رئيس فرع حبوب "إدلب" قد بين لموقع eIdleb «أن نسبة أقماح الدرجتين الثالثة والرابعة بلغت في هذا الموسم إلى حوالي 60%، وبلغت نسبة أقماح الدرجتين الأولى والثانية 40%، وقد ساهم في ذلك تعرض المحصول في هذا الموسم لموجة كثيفة من حشرة "السونة"، إلى جانب تعرضه لأمراض لم تظهر منذ حوالي خمسين سنة كصدأ القمح والخنفساء والبادرات».

السيد أحمد الأسعد

يشار إلى أن مخاطر حشرة السونة تكون في طور اليرقة حيث تعمل على امتصاص العناصر الغذائية من حبة القمح ما يؤثر كثيرا على مواصفاتها الاقتصادية.

مديرية زراعة إدلب