صمم 3 طلاب من "الجامعة السورية الخاصة" في مشروعهم الهندسي نموذجاً لسيارة ذكية تعمل عبر نظام التحكم الآلي والشبكي؛ حيث تتجنب العوائق المكتشفة بفعل الحساسات فوق الصوتية.

مدونة وطن "eSyria" التقت "هشام مزهر" بتاريخ 11 تشرين الأول 2015، الذي تحدث عن فكرة المشروع، ويقول: «فكرة مشروع التخرج في كلية هندسة الحاسوب والتحكم الذي طرحناه على عمادة الكلية ليست جديدة؛ فقد بدأت فيها شركات السيارات سنة 1925، ونتيجة الحاجة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية للمشروع قاموا بأبحاث وتطوير للفكرة حتى سنة 2014، حيث أطلقت شركة "مارسيدس" في "ألمانيا" أول نموذج من السيارات الذكية كانت تنتقل من منطقة إلى أخرى ضمن ازدحام السير والمشاة وحققت نتائج جداً دقيقة، وضمن هذه الفكرة بدأنا مشروع التخرج الذي حمل عنوان: "تصميم وتطوير نموذج للسيارة الذكية"، وكانت الأطروحة باللغة الإنكليزية».

زميلي "أنيس دويعر" اختصاص اتصالات، و"مأمون جانبيه" اختصاص شبكات، وأنا اختصاص تحكم، وقد ساعداني بتأمين الاتصال بين المعالج المستخدم والأجهزة الذكية من "الموبايل" أو الكمبيوتر، وهما شريكاي في المشروع

وفيما يتعلق بأهداف المشروع يتابع: «هي بناء نموذج للسيارة الذكية نستطيع من خلاله التحكم فيه بالكامل عن طريق الاتصال اللا سلكي، وله نمطان للقيادة؛ نمط آلي يسمح للسيارة بدراسة البيئة المحيطة فيها عن طريق الحساسات الصوتية، وتستطيع تحديد الحواجز والعوائق وتتفاداها بسهولة. والنمط اليدوي يتيح لنا التحكم بالسيارة بالكامل مثل التحكم بالأضواء والتكييف وحركة الشبابيك وأي شيء موجود فيها نستطيع الوصول إليه عن طريق أي جهاز ذكي من "الموبايل والكمبيوتر والتابلت"، وغيرها من الأجهزة الذكية».

السيارة والشرح أمام اللجنة.

نفذ المشروع على سيارة صغيرة، فما مدى قدرة التطبيق على الأرض هنا، وما نوع السيارات التي يمكن التطبيق عليها؟ سؤال أجاب عنه "مزهر" بالقول: «طبقنا ذلك على سيارة كهربائية من تصميمنا الميكانيكي الكامل تحاكي كل وظائف السيارة من علبة "التروس" إلى دوران الدولابين الأماميين، حتى المحرك الكهربائي الذي كانت السيطرة عليه صعبة جداً بسبب سرعة دورانه العالية، وتطبيق هذه التقنية على السيارات يحتاج إلى تعديلات بسيطة على أن تكون السيارة أوتوماتيك، والشيء المميز بمشروعنا أننا نستطيع تطوير السيارة بالكامل».

وعن المساعدة التي تلقاها من زميليه يقول: «زميلي "أنيس دويعر" اختصاص اتصالات، و"مأمون جانبيه" اختصاص شبكات، وأنا اختصاص تحكم، وقد ساعداني بتأمين الاتصال بين المعالج المستخدم والأجهزة الذكية من "الموبايل" أو الكمبيوتر، وهما شريكاي في المشروع».

وعن طبيعة العمل بعد التخرج، وإمكانية الاستفادة من المشروع مستقبلاً أكد: «لقد أسست بالفعل شركة في مدينة "السويداء" وهي شركة تحكم نستطيع التحكم بالمنازل والشركات والمصانع، وكمثال نستطيع تشغيل وإطفاء الأضواء، ونفتح ونغلق (الأباجور) والأبواب عن طريق "الموبايل" أو الكمبيوتر، أو أي آلة ذكية متوفرة بين أيدينا، ويتم كل ذلك بالتحكم عن بعد، وكذلك التحكم بأدق التفاصيل مثل المصانع؛ حيث أستطيع التحكم بخطوط الإنتاج ومراقبة كل شيء على الأرض وأنا في البيت، وكل ذلك نمارسه في عملنا الجديد».

أما الطالب "أنيس دويعر" فيقول: «لأول مرة يطبق مشروع على أرض الواقع ويكون عبارة على نموذج متكامل لا يوجد فيه أي خلل، والمشروع نفسه عبارة عن آلة نستطيع أن نطبق عليها مشاريع ثانية؛ مثل زيادة كاميرات وحساسات ضغط وحرارة وتصبح كروبوت يذهب إلى أماكن لا يستطيع الإنسان الوصول إليها مثل المناجم، واستكشاف مناطق مجهولة، والأهم قدرتنا على تحديد مكان السيارة عن طريق الأقمار الصناعية».

عميد كلية الهندسة في الجامعة السورية الخاصة والمشرف على المشروع الأستاذ الدكتور "علي سكاف"، تحدث عن عمل الطلاب الثلاثة في تصميم وتنفيذ نموذج سيارة ذكية، ويقول: «قدم الطلاب "هشام مزهر" و"أنيس دويعر" و"مأمون جانبيه" مشروع التخرج في قسم الحاسوب والتحكم وقسم الاتصالات والشبكات؛ حيث يمكن للسيارة أن تعمل عبر نظام التحكم المضمون إما بطريقة آلية حيث تتمكن من تجنب العوائق المكتشفة بفعل الحساسات فوق الصوتية، أو بنمط عمل التحكم عن بعد؛ فيمكن التحكم بحركة السيارة من الحاسوب بواسطة تطبيق مطور باستخدام بيئة C# أو من هاتف ذكي بواسطة تطبيق Android، ويكون ذلك في الحالتين عبر قناة اتصال Bluetoot تؤمن الأجزاء الميكانيكية والمحركات الكهربائية التي تعمل على بطاريات حركة السيارة في جميع الاتجاهات، كما جرى تزويد السيارة بمؤلفة GPS التي تمكن المستخدم من معرفة إحداثيات موقع السيارة لأغراض تحديد المسار، يمثل النموذج المنفذ بيئة تطوير يمكن الاستفادة منها لتطوير مشاريع مستقبلية في الكلية بإضافة كاميرا وذراع آلية لتتحول إلى روبوت ذكي يمكن الاستفادة منه في الأماكن الخطرة، أو بتطوير خوارزميات البحث الذكية على سبيل المثال».

يذكر أن "هشام صالح مزهر" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1991، كان لديه شغف يصل حد الهوس منذ الطفولة بفك الأشياء وتركيبها، وقد كان لوقوف أهله إلى جانبه وتعزيز وتطوير موهبته دور كبير في ذلك.