صمّم الشابان "أحمد نده" و"ميس أحمد" قارباً مخبرياً ذكياً يمكن استخدامه للمهام الخاصة بمختلف مجالاتها، وتميز باحتوائه أفكاراً مستقلة تستخدم للمرة الأولى في القوارب، منها الاستشعار والتحكم عن بعد، والتصوير الليلي، وآلية الحركة في مختلف الاتجاهات.

القارب المخبري الذكي قدم كمشروع تخرّج للطالبين، واستحوذ على الاهتمام الكبير لنجاح تطبيق الأفكار التي جمع فيما بينها، حيث قال المهندس "أحمد نده" من كلية الهندسة التقنية، قسم أتمتة المشاريع الصناعية لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 تشرين الأول 2018: «قدمنا مشروع تخرّج عبارة عن قارب ذكي يجمع بين عدة أفكار؛ بالأساس هي أفكار مستقلة بعضها عن بعض، ويتميز القارب المصغر بآلية التحكم به عن بعد بمختلف الاتجاهات، وذلك باستخدام نوعين من المحركات؛ الأول لتحريك القارب إلى الأمام والخلف، والثاني لتحريكه إلى اليمين واليسار.

الفكرة الإبداعية للمشروع هي آلية دمج مختلف الأفكار التقنية واللا سلكية والعاملة على الطاقة الكهروشمسية في مشروع واحد متكامل؛ أي أتمتة عمل القارب بالكامل، وهي فكرة غير مطروقة، إضافة إلى تنظيم آلية عمل مستقلة لكل جهاز فيه لمنع التشويش، خاصة مع وجود تقنيات عاملة بطريقة لا سلكية. ولا ننسى أن التصميم الخارجي والداخلي للقارب حصل على كل الجهد، ليتناسب وطبيعة التقنيات الحديثة التي جهز بها بطريقة عصرية

يمتاز القارب أيضاً بأنه مزود بحسّاس كشف حركة للتنبيه في حال تعرضه إلى أي خطر قرصنة أو ما شابه عند مباشرته العمل الفعلي، وكانت الفكرة هنا أنه في حال تم تنفيذ المشروع على قارب كبير وتعرض للسرقة في عرض البحر؛ ينطلق التنبيه منه ليعلم مركز القيادة والتحكم عن بعد، لتفادي أي أضرار أو سيطرة من القراصنة في حال تنفيذ مهمة استكشافية مدنية أو عسكرية».

ميس وأحمد مع الدكتور علي خضور

ويتابع: «بالنسبة لآلية كشف الحركة، أو ما يعرف بالرادار، فقد قدمنا راداراً بحرياً صمّم بطريقة إبداعية تختلف عن الرادار المعروف سابقاً وفرت المال وخففت التكلفة، حيث تمّ الاستعاضة عنه لتكلفته المادية العالية مقارنة بإمكانياتنا المحدودة بحساس حركة إضافي "أنتراسونيك"، ومحرك خاصة له، وقمنا ببرمجته ليعطي نحو 101 تعليمة عبر لغة "جافا" التي تصل إلى جهاز محمول لتتم قراءتها، وكانت النتائج جيدة جداً، خاصة أن حركة دوران الرادار تصل إلى زاوية منفرجة 150 درجة، وهذا كان مقصوداً لترك هامش حرية لتجاور قوارب صديقة تسير في ذات النسق عبر سرب».

أما المهندسة "ميس أحمد" من قسم أتمتة المشاريع الصناعية، فقد أكدت أن فكرة جمع القارب المخبري لمجموعة أفكار مستقبلية كل فكرة مستقلة عن غيرها، كانت فكرة للبحث عن تميّز المشروع، وأضافت: «تم تزويد القارب بإنارة تعمل بالطاقة الشمسية كما جميع الأجهزة والتقنيات الأخرى التي يحتويها، وهذه الإنارة خاصة في حال فقدانه وفقدان التواصل معه لأسباب مجهولة، حيث يتم تشغيلها ذاتياً للدلالة على موقعه، ويتم التحكم بها عبر شريحة بلوتوث، ويمكن تعديلها إلى شريحة "جي بي آر س" للأقمار الصناعية.

القارب الذكي المخبري

كما تم تزويده بكاميرا لا سلكية تقوم بالبث المباشر باستمرار على عدة أنواع من الأجهزة، مع إمكانية التقاط الصور التوضيحية حين الضرورة.

المهمة الأخيرة لإتمام مشروع القارب الذكي كانت التغذية الكهربائية عبر الألواح الشمسية، ونجاحها في مختلف الأجهزة التي تحتاج إلى التغذية، وهنا لا ننكر مواجهتنا لبعض المشكلات، كالتشويش الراداري الذي أثّر في بعض الأجهزة والدارات الإلكترونية التي تعمل لا سلكياً، الذي أدى خلال عمليات التجريب إلى احتراق بعض العناصر، فقمنا بإنشاء بنية تقنية مستقلة خاصة بالرادار لمنع تكرر الأمر».

المهندس أحمد نده

وفي لقاء مع الدكتور المهندس "علي خضور" المشرف على المشروع قال: «الفكرة الإبداعية للمشروع هي آلية دمج مختلف الأفكار التقنية واللا سلكية والعاملة على الطاقة الكهروشمسية في مشروع واحد متكامل؛ أي أتمتة عمل القارب بالكامل، وهي فكرة غير مطروقة، إضافة إلى تنظيم آلية عمل مستقلة لكل جهاز فيه لمنع التشويش، خاصة مع وجود تقنيات عاملة بطريقة لا سلكية.

ولا ننسى أن التصميم الخارجي والداخلي للقارب حصل على كل الجهد، ليتناسب وطبيعة التقنيات الحديثة التي جهز بها بطريقة عصرية».

يذكر أن المهندس "أحمد نده" من مواليد "طرطوس" عام 1994، والمهندسة "ميس أحمد" من مواليد "طرطوس" عام 1995، وقد نال مشروع تخرجهما من جامعة طرطوس 90 درجة.