تعتبر المنطقة الواقعة شمال غرب مدينة "حلب" وتحديداً منطقة جبلي "سمعان" و"حلقة" من أغنى المناطق الأثرية في القطر حيث تحتوي على العديد من المواقع الأثرية والتاريخية من قلاع وكنائس وأديرة تعود إلى مختلف العصور.

ومن هذه المواقع التاريخية التي سنتحدث عنها اليوم اخترنا (قبر "ايزودوتس" وكنيسة "ست الروم").

خارج الكنيسة وتحديداً في الجهة الشرقية منها نجد حجرة أرضية مرحاض وهي مرمية بين الأنقاض

يقع قبر "ايزودوتس" وكنيسة "ست الروم" في الجهة اليسرى من الطريق العام "حلب" -قلعة "سمعان" العمودي وتحديداً بعد اجتياز مدينة "دارة عزة" بنحو /2/ كم شمالاً ولا تبعدان عن الطريق سوى كيلو متر واحد، وهما من الآثار الشامخة التي تدل على عراقة بلدنا.

قبر ايزودوتس

وللتعرّف أكثر على تاريخ وأوصاف هذين الموقعين التاريخيين التقى مراسل الصحيفة الإلكترونية eSyria بالآثاري والمختص بكتابة تاريخ جبلي "سمعان" و"حلقة" المهندس "عبدالله حجار" وطلب منه معلومات تفصيلية عنهما فأجاب:

«قبر "ايزودوتس" مؤلف من عمودين تربطهما من الأعلى نجفة وقد قاما فوق مقبرة محفورة في الصخر تحت الأرض حيث ينزل إليهما بدرج، العمودان مربعا الشكل وارتفاع كل واحد منهما أكثر من خمسة أمتار وقد كُتب على النجفة العلوية أربعة اسطر باليونانية هذا نصها: ( في السنة /201/ وفي الخامس من شهر هيبربيريتاوس عمل "ايزودوتس" بن "بطوليمايوس" كل هذا من أجل نفسه ومن أجل زوجته "ماركيا" ابنة "كودراتوس"، وسوف يضطجع في ضريحه وهو الثالث في المقبرة الأولى إلى يمين الداخل)، والجدير بالذكر أنّ هذا التاريخ يوافق شهر تشرين الأول من العام /152/ ميلادية».

وأضاف: «لقد قام السيد "غوشي" القنصل البلجيكي في مدينة "حلب" في العام /1702/ بنسخ كتابة قبر "ايزودوتس" قبل الآثاريين "ودنغتن" و"دي فوغويه" و"بتلر"».

وبالنسبة لكنيسة "ست الروم" فقد قال حولها: «على مسيرة بضع دقائق شمالاً من قبر "ايزودوتس" يوجد دير وكنيسة "ست الروم" ومن الواضح أنّ هذه التسمية جاءت نسبة إلى السيدة العذراء "مريم" أو لربما كانت رئيسة الدير سيدة رومية».

«لم يبق من الدير اليوم سوى بعض أحجار الجدران القريبة من الكنيسة الصغيرة الواقعة إلى الشمال، وهي -أي الكنيسة- ذات بهو واحد وكاملة بجدرانها ولم يتهدم منها سوى مكان المذبح الشرقي البارز عن باقي البناء ومظلة المدخل الغربي التي كانت تستند على عمودين هما الآن مرميان على الأرض، إنّ مسطح الكنيسة مستطيل وفي كل من واجهاته الثلاث باب، يُضاف إلى ذلك باب آخر جنوبي المذبح المستطيل المتهدم وهناك خمس نوافذ عالية في كل من الواجهتين الجنوبية والشمالية وثلاث في الواجهة الشرقية والغربية وتوجد في وسط الكنيسة منصة (بيما) مرتفعة».

وتابع الأستاذ "عبدالله" حديثه بالقول: «خارج الكنيسة وتحديداً في الجهة الشرقية منها نجد حجرة أرضية مرحاض وهي مرمية بين الأنقاض».

وعن تاريخ الكنيسة قال: «ربما تعود الكنيسة إلى القرن الخامس الميلادي».