تقع "المدرسة الإسماعيلية" في حي "الفرافرة" بالقرب من "دائرة الهجرة والجوازات" وهي من المدارس الأثرية بحلب.

حول المدرسة وتاريخها تحدثت لمدونة وطن eSyria الدكتورة والباحثة الأثرية "لمياء الجاسر" بالقول: «أنشأها "إسماعيل بك بن محمد أنطرمة لي" في العام 1255 هجرية 1839م وقد تولى "حلب" أيام "إبراهيم باشا المصري".

للمدرسة مئذنة دون بدن وتتكون من شرفة مثمنة تتوضع فوق قاعدة مكعبة مشطوبة الزوايا يحيط بها سياج خشبي وسُقفت بمظلة خشبية تبرز عن الشرفة وترتكز على عمود خشبي في الوسط وثمانية أعمدة خشبية تتوضع عند رؤوس المثمن وهي تميل نحو الشارع

كانت المدرسة تضم عدداً من الكتب لم يبق منها سوى القليل وفي العام 1921 نظمت مديرية الأوقاف الدروس فيها وجعلتها مرتبطة بالمدرسة "الخسروية" وذلك حين افتتاح المدرسة وفي حوالي العام 1923 ونقلت الكتب الباقية فيها إلى المدرسة "الخسروية".

المنبر الخشبي الأنيق

لقد وصفها المؤرخون بأنها مدرسة جميلة لها باب من شماليها يصعد إليها بدرجات ولها باب إلى الغرب من ميضأتها وهو مغلق في أكثر الأوقات وبذلك ربما كانت الميضأة على الشارع في الدكان الموجود شرقي باب الزاوية حالياً».

وحول مميزات عمارة المدرسة قالت: «من حيث تصميمها هي مدرسة صغيرة معلقة مؤلفة من طابق واحد، مخططها حر وقد اتخذت شكلاً مستطيلاً مقسماً إلى ثلاثة أقسام غاب الإيوان والرواق والمدفن عنها وضمت مئذنة إضافة إلى غرف المجاورين.

نقيشة على المدخل

ومن حيث الإنشاء فقد استعملت فيها قبة مدببة على رقبة اسطوانية من الداخل مضلعة من الخارج والانتقال بمثلثات كروية كما في القبلية، وقبو متقاطع كما في طرفي القبلية، وقبو متطاول كما في غرف المجاورين، وقوس مجزوء كما في النوافذ والأبواب وقوس مجزوء مجرر كما في المدخل، وقوس مدبب كما في القبلية والمحراب.

وفي مجال الزخرفة لم يوجه عناية كبيرة للزخرفة واقتصرت على نص كتابي كما في المدخل والمحراب والأشكال النجمية البارزة على الخشب والبرامق الخشبية والأقواس المفصصة الخشبية في المنبر».

الدكتورة لمياء الجاسر

وأخيراً قالت: «للمدرسة مئذنة دون بدن وتتكون من شرفة مثمنة تتوضع فوق قاعدة مكعبة مشطوبة الزوايا يحيط بها سياج خشبي وسُقفت بمظلة خشبية تبرز عن الشرفة وترتكز على عمود خشبي في الوسط وثمانية أعمدة خشبية تتوضع عند رؤوس المثمن وهي تميل نحو الشارع».

الدكتورة والباحثة الأثرية "نجوى عثمان" تتحدث عن المدرسة في كتابها "دراسة نقائش العهد العثماني في محافظة حلب" -2010 ما يلي: «تقع "المدرسة الإسماعيلية" أو "جامع الإسماعيلية" في محلة "الفرافرة"– "جادة النسيمي"- شمالي القلعة إلى الشرق من "تربة النسيمي"، بناها "إسماعيل بك بن محمد أنطرمة لي" في العام 1255 هجرية 1839م وذلك بحسب النقيشتين فوق مدخلها ومحرابها، ويذكر المؤرخ "الغزي" في كتابه "نهر الذهب في تاريخ حلب"- ج2 أنه كان في موضعها قبلاً مسجد يُعرف بمسجد "الصبارة".

نشير هنا بأن النقيشة فوق المدخل تذكر بأن "إسماعيل بك" أنشأ جامعاً ولم تذكر المدرسة ويستخدم المبنى في أيامنا هذا مسجداً جامعاً.

تتألف المدرسة من قبلية مسقفة بقبة فوق المحراب وعلى جانبيها قبوان متقاطعان ومن صحن شمالي القبلية وتتوزع غرف صغيرة في جوانبه الشمالية والشرقية والغربية كما يوجد صحن صغير شرقي القبلية فيه دورات المياه وميضأة وله باب صغير غربي.

أهم ما في المدرسة النقيشتان الكتابيتان المشار إليهما واللتان تؤرخان المبنى والمنبر الخشبي التقليدي بزخارفه الهندسية الجميلة والتي يجب المحافظة عليه وكذلك مئذنتها القصيرة المثمنة وهي عبارة عن شرفة يحيط بها "درابزون" خشبي وفوقها مظلة خشبية مثمنة تستند إلى قوائم خشبية وتعد هذه المئذنة من المآذن الصغيرة والجميلة والأنيقة في مساجد "حلب"».

وحول الكتابات الموجودة في المدرسة تقول: «فوق مدخل المدرسة نص كتابي بأبعاد 100×40 سم يتضمن:

جامع للخير جامع كلم الصدق الجوامع

شاده شهم أمير كامل الأوصاف بارع

ذاك إسمعيل بدرا في سما الشهباء طالع

حاز تاريخاً قويماً جامع للخير جامع ... سنة 1255هجرية.

وفوق المحراب نقش كتابي بأبعاد 57×46 سم ونصه:

بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر، سنة 1255 هجرية».