يشغل الطفل الحيز الأكبر من اهتمامها دائماً، لذا نجد في كتاباتها خلال التوجه للاهتمام به والكتابة عنه قصصاً وروايات، علها تسلط الضوء على تحديات الطفولة واحتياجاتها.

إنها الأديبة "رامة عمر باشا الإدلبي" التي تحدث عنها الأديب "فاضل السباعي" بالقول: «إذا كانت الكتابة للأطفال تحتاج إلى خيال يبني به الكاتب عالماً يمتع الطفل ويمنحه العبرة، فإني أشهد أن الأديبة "رامة عمر باشا الإدلبي" تمتلك مثل هذا الخيال الذي به ترتب عالماً قوامه الغابة تلك التي يسرح فيها أكبر الحيوانات الفيل وتدب أصغرها النملة، وعبر ذلك أمكنها أن تقدم للطفل الأمثولة الجميلة التي تؤثر في النفس وتمنح وعياً وتفاؤلاً».

إذا كانت الكتابة للأطفال تحتاج إلى خيال يبني به الكاتب عالماً يمتع الطفل ويمنحه العبرة، فإني أشهد أن الأديبة "رامة عمر باشا الإدلبي" تمتلك مثل هذا الخيال الذي به ترتب عالماً قوامه الغابة تلك التي يسرح فيها أكبر الحيوانات الفيل وتدب أصغرها النملة، وعبر ذلك أمكنها أن تقدم للطفل الأمثولة الجميلة التي تؤثر في النفس وتمنح وعياً وتفاؤلاً

موقع eSyria زار الأديبة "رامة عمر باشا الإدلبي" بمنزلها بدمشق الجسر الأبيض بتاريخ "25/12/2011" بدأت حديثها بالقول: «منذ الطفولة كان والدي يروي لنا القصص الخيالية عن الحيوانات، وكنت أسرح معه بالخيال في الحقيقة أظن أنه كان يحاول تطوير ملكة الشعر عندي لكني لم أشعر بإمكانية العطاء في هذا المجال، وعندما تزوجت وأصبح عندي أولاد كنت أتذكر تلك القصص التي بقيت بذاكرتي وكنت أرويها لأولادي مع زيادة في الحبكة.

إصداراتها2011

تأثرت بالأديبة "ألفة الإدلبي" وكنت حريصة دوما على حضور مجالسها الأدبية في بداية كل شهر حيث تجتمع الأديبات والشاعرات.

التقيت ذات يوم بالأديب "فاضل السباعي" وأخبرته عن رغبتي بكتابة قصص للأطفال فأشار عليّ بالكتابة ليراها ويدون عليها ملاحظاته ويرى إن كان بالإمكان نشرها وهذا ما كان.

شهادة تكريم

كتبت أول مجموعة بعنوان "مغامرات الضفدع نمنوم" عام 1996 وبذات العام شاركت بمسابقة جائزة الإبداع للإصدار الأول عند الأدباء وحصدت الجائزة، وكان ذلك دافعا كبيرا لي للاستمرار بالكتابة، بعدها أصدرت المجموعة الثانية "حكايات النملة مبروكة" وشاركت بهذه المجموعة بمسابقة المجلس الأعلى للطفولة عن أفضل شخصية كرتونية وحصدت الجائزة عام 1998 وتتالت بعد ذلك الإصدارات».

  • كيف تولد القصة بين يديك؟
  • من مؤلفاتها

    ** عندما تأتي الفكرة ألجأ للكتابة فوراً، وبالحقيقة أنزل بتفكيري ومشاعري لعمر الأطفال وأحاول أن أكتب وكأنني طفل، وأحاول تخيل المشاهد كأنها أفلام كرتونية أمامي، وبالتأكيد الجأ للخيال لأن الطفل بحاجة له وكل قصة لا خيال فيها تكون جامدة، وطبعا لا أتبع أسلوب الإلقاء بل أحرص أن يقوم الطفل باستخلاص الفكرة من القصة بعد قراءتها.

  • أين ترتكز حواسك أثناء كتاباتك؟
  • ** في بداية الكتابة كنت أهتم بالتركيز على أمور الخير والشر، والآن أسلط الأضواء على كل ما يحيط بالطفل ويتأثر به في حياته لأستطيع إيصال الفكرة له بسهولة.

  • ماذا عن التشويق ودوره بقصة الطفل؟
  • ** الرمز بكتاباتي كان الحيوان وأنسنته، وأؤكد أنه لابد من التشويق في الكتابة إضافة لعنصر المغامرة ودائماً للحيوانات مغامراتها وأحاول باستمرار تصويرها وكأنها إنسان.

  • برأيك ما أهمية الربط بين الكتابة والرسم في القصة؟
  • ** بالنسبة لي دائما أكون مشاركة مع الرسام الذي سيقوم برسم تفاصيل قصصي محاولة إيصال فكرتي له ليستطيع رسمها بالشكل المطلوب الذي يحقق الغاية المرجوة من القصة.

  • هل من أسلوب خاص يجب أن يتبعه الأدباء في كتابة قصص الأطفال؟
  • ** نعم ولابد أن يتسم الأسلوب بالاختصار وعدم الإطالة، إضافة لوجود الخيال وسهولة المفردات كي تصل بسهولة للطفل.

  • ما أهم نشاطاتك داخل وخارج سورية؟
  • ** لي العديد من المشاركات ندوة حول "الأسطورة وتأثيرها في الإبداع" الشارقة 1997، وفي الكويت شاركت بمؤتمر حول "الطفل العربي رؤية مستقبلية" عام 2002، كما ألقيت محاضرة بالمركز الثقافي العربي بباريس بعنوان "أدب الطفل في سورية حاضراً ومستقبلاً وتأثره بالأسطورة"، ومحاضرة عن "أدب الأطفال في سورية" مع جمعية الندوة النسائية بدمشق، ولي العديد من المشاركات في برامج الأطفال الإذاعية والتلفزيونية.

  • ما أهم الجوائز التي حصلت عليها "رامة الإدلبي"؟
  • ** جائزة الإبداع من الشارقة 1996، جائزة مصر لأفلام الكرتون، وجائزة عبد اللطيف فتحي لمسرح العرائس، مع شهادات تقدير لكل منها.

  • ما أثر دراستك للغة الفرنسية على كتاباتك؟
  • ** في الحقيقة للغة الأخرى دور في زيادة المعلومة التي أحاول دائماً الاستفادة منها بما يفيد الطفل، ولاسيما أنني مولعة بالقراءة منذ الصغر، وكنت وأنا موظفة اقتطع جزءاً من راتبي لشراء القصص وقراءتها لأزيد من ثقافتي.

  • لك كتابات في مجال البيئة ماذا عنها؟
  • ** بعد العام 2000 بدأ التركيز من خلال الحملات البيئية على أهمية البيئة، وكان ذلك محرضا لي لكتابة مجموعة قصصية للأطفال الصغار محاولة من خلالها إيصال فكرة بسيطة عن البيئة وكيف يمكن أن يكون للطفل دور بحمايتها والحفاظ عليها كان لي أربع قصص وكل قصة تتحدث عن دور وعنوان المجموعة "شامة والبيئة".

  • ما تقييمك لأدب الأطفال في سورية؟
  • ** عندنا أدباء لكن لا يوجد من يشجعهم فهم بحاجة مستمرة لدورات لتأهيلهم، كما أنهم بحاجة لتشجيع دور النشر لأنها تلجأ دائما لطباعة الكتب التي تدر عليها الأرباح وبأسرع وقت، أما كتاب الطفل فهو مكلف ولا يباع إلا بعد فترة طويلة، إضافة إلى أن المبالغ التي تدفع لكتابات الأطفال هي زهيدة جداً.

  • كيف يمكن لنا جعل الطفل يتابع قراءة القصص المنشورة في ظل انتشار التكنولوجيا والإنترنت؟
  • ** برأي يلعب الأهل لجانب المدرسة دورا كبيرا في تشجيع الطفل على القراءة وللأسف لايوجد في بلدانا العربية من يقوم بهذا الدور كما هو بالمدارس الأوروبية، حيث مطلوب من كل طفل أن ينهي قصة أسبوعياً.

    وبالطبع لابد من التأكيد على تواصل الطفل مع القراءة من خلال المكتبة المدرسية على الأقل، ولابد من الإشارة إلى أنه عندما يكون هناك أم قارئة وأب قارئ سيكون هناك طفل يحب القراءة بالتأكيد وبدل من أن يقوم الأهل بشراء الألعاب لأولادهم عليهم أن يشتروا لهم كتابا لتشجيعهم على القراءة.

    يذكر أن الأديبة "رامة عمر باشا الإدلبي" من مواليد 1959 تحمل إجازة في الآداب قسم اللغة الفرنسية- عضو اتحاد الكتاب العرب والدها "هشام عمر باشا" والدتها "نعمة الدهشان" لها ثلاثة إخوة ذكور، متزوجة ولها ثلاثة أولاد.