"صلاح الدين" أتى من "العراق" ودفن في "دمشق" ليكون قبره شاهداً على حقيقة الأصالة والعدل عند المسلمين والعرب بشهادة الغرب.

التقينا أحد الزائرين الإيرانيين لضريح "صلاح الدين" يتكلم العربية فقال: «إنه فخر "لدمشق" أن تضم أرضها جسد هذا القائد العربي».

إنه فخر "لدمشق" أن تضم أرضها جسد هذا القائد العربي

زار موقع "eDamscous" قبر هذا القائد التاريخي العظيم والتقى السيد "عدنان غزالة" المسؤول عن استقبال الزوار والشرح لهم عن تاريخ هذا المكان فيقول: «قبر "صلاح الدين الأيوبي" ملاصق تماماً بالجامع الأموي وتعود ملكيته إلى وزارة الأوقاف لكونه موجوداً في ساحة أساسية لحرم الجامع، استلم بن "صلاح الدين" الحكم في "دمشق" بعد أن توفي والده في عام 1193 وتم دفنه في قلعة "دمشق" لمدة عشر سنوات وكانت حينها مدرسة العزيزية تقع مكان قبره الحالي ولكن ابنه ألغى المدرسة وحولها إلى قبر ثم نقل والده إليه».

الضريح

يتابع معنا السيد "غزالة": «يحتوي مزار "صلاح الدين" على قبرين الأول على اليمين مغطى بقماش لونه أخضر ومزخرف عليه كلمات من "القرآن الكريم" بداخل هذا القبر يوجد جثمان القائد "صلاح الدين" أما القبر الآخر فهو يقع على اليسار لونه أبيض مصنوع من الرخام ارسله الامبراطور الالماني "غليوم الثاني" بعد وفاة "صلاح الدين" بسبعمئة عام إلى "دمشق" وكان حاكم "سورية" وقتها الوالي العثماني "عبد الحميد الثاني" وسبب الهدية هي أن الامبراطور "غليوم" زار "بيت المقدس" وقرأ كتاب "صلاح الدين" هناك فتعرف على عدله وحكمته ورحمته للصليبيين فشعر باحترام كبير، وتقديراً له ارسل قبراً من مواد فاخرة».

يتابع السيد "غزالة" مضيفاً عن المزار: «يوجد أيضاً داخل المزار على الزوايا حجر قديم لونه ازرق يسمى "القيشاني" نسبة إلى مدينة "قيشان" الواقعة في "ايران" وهو من حوالي مئتي عام هنا كما انه موجود خارج ضريح "صلاح الدين" في الساحة على اليمين ثلاث قبور لأول ثلاث شهداء طيارين أتراك فبعد أن شهد القرن العشرين تطوراً في الملاحة الجوية قررت الدولة العثمانية إجراء رحلة جوية من "اسطنبول" إلى "القاهرة" بمسافة قدرها 2515 كم حيث اقلعت الطيارة الأولى بقيادة النقيب الطيار "فتحي" والملازم الأول الراصد "صادق" من "اسطنبول" ووصلت إل "دمشق" بتاريخ 24 شباط 1914 بيد انهما استشهدا بتاريخ 27 شباط 1914 نتيجة خلل فني أصاب الطائرة عندما كانت متجهة من "دمشق" إلى "القدس" مما أدى إلى سقوطها بالقرب من بحيرة طبريا، وأما الطائرة الثانية فقد اقلعت من "اسطنبول" بقيادة الملازم الطيار "نوري بيك" والنقيب الراصد "اسماعيل حقي بيك" وتمكنت من الوصول إلى "يافا" بتاريخ 9 آذار 1914 ولكنها أيضاً سقطت في البحر أثناء تنفيذ المرحلة الأخيرة من الرحلة بتاريخ 11 آذار 1914 نتيجة خلل فني أصابها واستشهد على اثرها الملازم الطيار "نوري بيك" ومن ثم نقلت جثامين الضباط الثلاث إلى دمشق حيث تم دفنهم بالقرب من ضريح "صلاح الدين" كما يوجد أيضاً قبر الدكتور "عبد الرحمن الشهبندر" وقبر "ياسين باشا الهاشمي" احد القادة الثوار العراقيين».

يحدثنا السيد "غزالة" عن أعداد الزائرين الكبيرة التي تأتي من كل أنحاء البلاد لزيارة قبر "صلاح الدين": «إنها أعداد تفوق باليوم الواحد الألفي زائر أجنبي فقط حسب سجلات الزوار الأجانب بالإضافة إلى الزوار المحليين فالجميع هنا يشعر بأنه يلامس تاريخ العرب والمسلمين عندما يأتون ويقفون أمام قبر يحتوي على جثمان قائد يتخذه العالم رمزاً للشجاعة والحكمة والعدل».

من الداخل