الإعلام والعلاقات العامة من أبرز العلوم الإنسانية المستجدة وأكثرها مرونة وتطوراً، يتغيران مع حاجات الإنسان وآفاقه الفكرية، يؤثران فيه ويصنعان الصورة الذهنية لديه ويشكلان البيئة الأم التي تنطلق منها الأفكار والاتجاهات، وعليه يبدو العاملون في كلا الحقلين يضاف إليهما حقل الشؤون الدولية أكثر حاجة للتدريب والتطوير في جديد هذه العلوم من تشريعات ونظريات وتطبيقات وصناعة المهنة وغيرها،

والغاية في نفس كل شخص، ينهل ما يراه لصالحه وصالح المهنة، هكذا تأسست "الأكاديمية السورية الدولية" في "دمشق" كهيئة تعليمية متخصصة في مجال التدريب والتطوير بمساهمة نخبة الخبراء في حقلي التعليم العالي والتعليم المستمر في سورية، وهي مرخصة في سجل المؤسسات الرسمية السورية، تعتمد الأكاديمية منهج التعليم والتدريب المهني ويغطى أعمالها مجالات الإعلام، والعلاقات العامة، والشؤون الدولية "الدبلوماسية"، بالإضافة إلى برامج دولية متخصصة.

لدينا مجموعة من شركاء وهم مركز "الجزيرة" الإعلامي للتدريب والتطوير، ومعهد "العلاقات العامة الدولية" في "لندن"، و"جمعية العلاقات العامة الدولية"، ومجموعة إذاعة راديو "فرنسا" الدولية، وإذاعة راديو "مونت كارلو" الدولية، بالإضافة إلى وكالة الأنباء الروسية "ريانوفستي"

كانت رغبة في التعرف على هذا المركز عن قرب، موقع "eSyria" اتجه إلى مركز الأكاديمية في منطقة "مزة"، والتقى مع الدكتور "نزار ميهوب" رئيس مجلس إدارة الأكاديمية، رئيس الجمعية السورية للعلاقات العامة، الذي حدثنا عن أهمية رسالة المؤسسة في واقع المجتمع السوري والعربي ككل قائلاً: «الأكاديمية السورية الدولية، هي مؤسسة للتدريب والتطوير ذات طابع احترافي محدد، بل هي مؤسسة تتميز رسالتها الاجتماعية في أنها تنظر إلى المجتمع ككل، وتسعى للإسهام الفاعل في عملية تطوير الأطر البشرية في المؤسسات العربية، إن الأكاديمية ليست ربحية معنية بالجانب الاستثماري المادي، وإنما تهدف للاستثمار البشري كعامل أساسي للنمو والتقدم في المجتمعات العربية».

شعار الأكاديمية

مجموعة من الاتفاقيات وقعتها الأكاديمية للتعاون العلمي والأكاديمي مع عدد من الجامعات والمعاهد، وعن أبرز هذه الاتفاقيات يحدثنا "ميهوب": «هناك اتفاقية بين "الأكاديمية السورية" وجامعة "جورج ميسون" "الأمريكية"، تتضمن هذه الاتفاقية التعاون بين الجانبين لإقامة الدورات للعاملين في المجال الدبلوماسي، وفي وزارات الخارجية في سورية والدول العربية، وكما هناك اتفاقية تعاون بين "الأكاديمية السورية" و"المعهد العالي العربي للترجمة" تنص على التعاون في كافة المجالات التي يعمل بها الجانبان وتبادل الخبرات والبرامج التدريبية، وأيضاً هناك اتفاقية تعاون مع كلية "لندن" للحاسوب والإدارة، وكلية "لندن" للامتياز».

مشاريع واتفاقيات عديدة وقعتها الاكاديمية سعياً لتطوير العمل الإعلامي العربي مع عدة جامعات وجهات إعلامية، وعن شركائها في هذا المشروع يتابع وتابع "ميهوب": «لدينا مجموعة من شركاء وهم مركز "الجزيرة" الإعلامي للتدريب والتطوير، ومعهد "العلاقات العامة الدولية" في "لندن"، و"جمعية العلاقات العامة الدولية"، ومجموعة إذاعة راديو "فرنسا" الدولية، وإذاعة راديو "مونت كارلو" الدولية، بالإضافة إلى وكالة الأنباء الروسية "ريانوفستي"».

الدكتور نزار ميهوب

بدأت "الأكاديمية السورية" عملها منذ ست سنوات وكان الافتتاح الرسمي لها قبل عامين، وتركز الأكاديمية على ثلاثة اختصاصات وهي الإعلام، والعلاقات العامة، والشؤون الدولية والدبلوماسية، وعن ذلك يقول الدكتور "ميهوب ": «بالنسبة للجانب الإعلامي لدينا العلاقات مع مركز "الجزيرة الإعلامي" للتدريب والتطوير، وإذاعة راديو "فرنسا" الدولية، وإذاعة راديو "مونت كارلو" الدولية، ووكالة الأنباء الروسية "ريانوفستي" كما ذكرت سابقاً، وفي مجال العلاقات العامة فنحن و"الجزيرة الإعلامية" نمثل المعهد الملكي البريطاني للعلاقات العامة، التي تقدم البرامج في مجال دبلوم،

أما الشؤون الدولية والدبلوماسية فتهدف إلى امتلاك المتدرب الأساس العلمي والسياسي والاقتصادي والإداري والإعلامي الذي يؤهله للعمل في مختلف المجالات الدبلوماسية، وفي جميع المنظمات الدولية وغير الحكومية، أما بالنسبة لشؤون الدولية والدبلوماسية لدينا اتفاقيات مع بعض الجامعات العالمية، كاتفاقية "جورج ميسون"، كما يقدم المعهد دبلوم باختصاصات ثلاثة ومدته تكون سنة دراسية يتم فيه التركيز على جوانب التطبيقية، وهذا ما يميز عمل الأكاديمية الذي يهدف إلى سد الفجوة المهنية لطلبة الجامعات بشكل عام في المجالات الثلاثة».

أحدى قاعات الأكاديمية

خصصت "الأكاديمية السورية" الدولية جزءاً كبيراً من خططها التدريبية لإقامة دورات مستمرة في مجال الإعلام وصولاً إلى الدبلوم العالي في الإعلام والبرامج الإعلامية المتطورة والحديثة بما يترافق مع الواقع المهني للإعلام العالمي، وهنا يضيف الدكتور "نزار": «لدينا أكثر من جانب من البرامج المتكاملة المتعاونة مع مركز الجزيرة وهذه البرامج تخص التلفزيون، والإذاعة، والتحرير، والتصوير كما الإخراج، والمونتاج، إضافة إلى ذلك وقعنا اتفاقية مع الجانب الفرنسي بحضور السفير الفرنسي في "دمشق"، تتضمن تقديم دبلوم في الإعلام مدته سنة دراسية تصدر عن ثلاث جهات أيضاً، إذاعة "فرنسا" الدولية، وإذاعة "مونت كارلو" الدولية، ومعهد أكاديمي فرنسي، وهذه الشهادة تكون مصدقة من قبل السفارة الفرنسية في "دمشق"».

حسب رأي وحديث الدكتور "نزار" رأينا أن الهدف من هذه الدورات التدريبية، هي تزويد الدارسين بالمعارف النظرية، إلى جانب المهارات العملية والتطبيقية التي تؤهلهم للعمل في مختلف المجالات التحريرية والإدارية والتخطيطية في جميع الوسائل الإعلامية، أما بالنسبة لطلاب الإعلام الأوائل فهناك تقديم منح خاصة لهم وفي هذا الصدد يؤكد "ميهوب": «إن هناك منحاً عالية لطلاب الإعلام الأوائل على كل الدورات، سواء مع "فرنسيين" أو مع مركز "الجزيرة" أو مع إذاعة "فرنسا" الدولية أو إذاعة "مونت كارلو"، وهذه المنح تشمل حسومات خاصة، وسوف تقدر ميزانية عام 2009 بحوالي مليون ليرة سورية على هذه المنح، وهذا الرقم يتجاوز أرقام السنوات الماضية في منح دراسية للطلبة».

وفي نهاية لقائنا مع الدكتور "نزار ميهوب" حدثنا عن مدى التعاون بين "الأكاديمية السورية الدولية" وجامعة "دمشق" "قسم الإعلام"، وعن ذلك قال: «نحن دائماً نستفيد من خبرات أساتذة قسم الإعلام في دعم الكادر التدريسي في الأكاديمية، حيث تقوم الأكاديمية بدورها في توفير لقاءات دورية لطلبة الإعلام كالعمل في الاستوديوهات الإذاعية والتلفزيونية والتقنية، لحين توافر المخابر في قسم الإعلام، وحالياً توجد منحة مقدمة من الحكومة "الإسبانية" لـ"الأكاديمية السورية الدولية" سيحصل طلاب قسم الإعلام فيها على ثلث هذه المنحة وهي عبارة عن دبلوم في إدارة وتخطيط المؤسسات الإعلامية».