يذكره من عرفه بحبه للغة العربية ويدرك من يقرأ مؤلفاته أنه قد أنفق جل عمره في البحث والتصنيف من جهة، وقراءة الشعر والترجمة من جهة أخرى، إنه الأديب المترجم "سعد صائب".

عرف به الأستاذ "عبد الصمد حيزة" في كتابه "رواد الفكر في وادي الفرات الأوسط" بالقول: «الأديب "سعد صائب" هو نجل العلامة اللغوي "علي صائب" وهو من مواليد مدينة "دير الزور" عام 1917 م.

إن قيمة الأديب "سعد صائب" يدركها كل من يحاول الولوج إلى عالمه المليء بالفكر والأدب، وانطلاقاً من هذه المكانة فقد أقامت مديرية الثقافة مسابقتها السنوية للقصة القصيرة باسم الأديب "سعد صائب" ايماناً منا بأهمية الدور الذي قدمه

بدأ الأديب ينشر نتاجه الأدبي في الصحف والمجلات العربية الدورية الاسبوعية منذ العام 1936 م وقد صدر له أول كتاب مترجم عن الفرنسية بعنوان "طريق الخلاص"، أسس مع رفاق له من الأدباء عام 1958 م "جمعية الأدباء العرب" وشغل أمانة السر فيها حتى حلت عام 1963 م، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والأدب والعلوم الاجتماعية منذ تأسيسه عام 1958 م، عضو مؤتمر الشعر العالمي الدائم في بلجيكا ، عضو شرف في الاتحاد الدولي للمؤلفين باللغة العربية في "باريس"، شارك في مؤتمرات ثقافية وأدبية عربية ودولية».

الناقد ياسر الظاهر.

وحول تركيز الأديب على الترجمة وتحديداً ترجمة الشعر التقى eSyria الباحث والناقد الأدبي "ياسر الظاهر" الذي أفادنا بالقول: «لقد كان الأديب يؤمن بدور التواصل الحضاري والاطلاع على تجارب الأدباء في الدول الأخرى في تعزيز الثقافة العربية، ولعل هذا ما دفعه بشكل أساسي إلى التوجه إلى الترجمة، فعمل على نقل العديد من الدواوين الشعرية من لغتها الأم إلى العربية، ساعده على ذلك بالدرجة الأولى حبه للشعر كما كان يذكر دائماً، بالإضافة إلى حسه الأدبي والإنساني المرهف، يضاف إلى ذلك بالتأكيد المقدرة اللغوية العالية التي امتلكها، ولا عجب في ذلك فهو الذي تربى في بيت الأديب اللغوي الكبير "علي صائب" ومن الكتب التي أصدرها في هذا المجال ديوان "شعراء فنلنديون معاصرون"، وديوان الشهر الهولندي" المعاصر"، وشعراء من أمريكا الجنوبية"، "ديوان الشعر السويدي"، وقد كان يدعو دائماً إلى الأمانة في النقل بالنسبة للعمل المترجم مع السعي إلى الحفاظ على الجو الشعري الذي يحمله العمل الأدبي والانتباه إلى روح اللغة المنقول منها واللغة المنقول إليها، ومن يقرأ الأعمال الأدبية والقصائد التي ترجمها يجد أن الأديب قد التزم تماماً بما كان يدعو إليه ولعل هذا هو السبب الأساسي الذي يجعل القارئ لترجماته يشعر وكأنها صادرة عنه وليست عملاً صادراً عن روح شاعر آخر».

وحول أهم الآثار التي تركها لنا الأديب الفراتي "سعد صائب" التقينا الشاعر "علي الجاسم" الذي حدثنا عن تلك الآثار الأدبية بالقول: «لعل من أهم إصداراته "صراع مع الغرب في حضارته وتياراته الفكرية"، "قطرات في تراثنا وشعراء معاصرون وشعراء رمزيون"، "الفجر العربي"، "صراع بين جديد الشعر وقديمه" أما المخطوطات التي تركها الأديب فمنها:

الأستاذ عبد القادر سلامة.

  • "قيس وتغلب" في الشعر العربي، وهي دراسة أدبية.

  • "معجم المشتقات في العربية" بالإضافة إلى مجموعة لا يستهان بها من كتب الأطفال».

  • وحول تاريخ وفاته واللغات التي ترجمت إليها بعض أعماله حدثنا الأستاذ الباحث "مازن شاهين" الذي أفادنا بالقول: «ترجمت بعض كتب الأديب "سعد صائب" إلى العديد من اللغات الأجنبية ومنها الفرنسية والروسية والسويدية و الإيطالية، وقد منح شهادة الدكتوراة الفخرية من الإتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية في "باريس" وتوفي رحمه الله في عام 2000 م».

    الأستاذ علي الجاسم

    وحول إطلاق مديرية الثقافة في "دير الزور" لهذا العام مسابقتها الأولى باسم الأديب "سعد صائب"، يقول الأستاذ "عبد القادر سلامة": «إن قيمة الأديب "سعد صائب" يدركها كل من يحاول الولوج إلى عالمه المليء بالفكر والأدب، وانطلاقاً من هذه المكانة فقد أقامت مديرية الثقافة مسابقتها السنوية للقصة القصيرة باسم الأديب "سعد صائب" ايماناً منا بأهمية الدور الذي قدمه».