اختار الفن التشكيلي ليبرز من خلاله شخصيته وعشقه للون وخاصةً اللون الشرقي واتخذ من الانعطافية خطاً يميزه عن الآخرين واستوحى من المرأة عنصراً أساسياً لإبداعاته، الفنان التشكيلي "مأمون علواني" العائد من ايطاليا إلى مسقط رأسه "حماة" ليكمل فيها مشواره الفني.

موقع eHama التقاه بتاريخ 20/10/2008 وكان الحديث التالي:

  • الفنان التشكيلي "مأمون علواني" حدثنا عن البداية كيف كانت؟
  • **لاحظ والدي ومنذ طفولتي ولعي بالفن وعشقي له من خلال بعض الخطوط والرسوم التي كنت أرسمها على جدران المنزل، وكان له الفضل الكبير في دعم موهبتي وتنميتها على يد محترفين فألحقني بمركز "سهيل الأحدب" في مدينة "حماة" وأذكر من أساتذتي الفنانة التشكيلية "سهام منصور" والأستاذ "فايز عبد المولى".

    درست الإعدادية والثانوية في "حماة" وتابعت دراستي الجامعية في دمشق كلية الفنون الجميلة –قسم الإعلان. وكان قرار السفر إلى ايطاليا بعد حصولي على منحة دراسية بتوجيه من العماد أول "مصطفى طلاس" بعد أن شاهد إحدى لوحاتي وأعجب بها كثيرا- وبعد علمه بتخرجي الأول على دفعتي- وتوجهت إلى ايطاليا لأكمل دراستي في تخصص التصوير الزيتي وكانت البداية هناك.

    *هل الفن التشكيلي فرشاة وألوان ولوحة، أي فقط عبقرية في الرسم أم أن الإحساس والفكر والضغوط تلعب دورها بشكل عام؟

    **هناك فرق كبير بين الرسم الأكاديمي والفن فعندما نتحدث عن الفن يجب في البداية أن نتحدث عن الفنان، فكلمة فنان تطلق على الكثير من الناس ولكن في الحقيقة ليس لهم علاقة بهذه الكلمة فالفنان الحقيقي هو الذي يخلق ويبتكر شيء جديد أي يحدث صرعة في عالم الفن، وطبعا لا يكفي اليوم العبقرية في الرسم والتلوين بل الفكرة وتنفيذ الفكرة بأي طريقة هو الأساس في خلق الفنان.

    *معظم الفنانين التشكيليين ينتمون إلى مدرسة أو يسلكون خطا يميزهم عن غيرهم من الفنانين، الفنان "مأمون علواني" إلى أي مدرسة ينتمي؟

    **بدأت بتأسيس خط جديد وهو الانعطافية وليست المربعات والمثلثات بناء على قناعتي أن الله تعالى خلق الدنيا كلها فيها انعطاف ودوائر وخلق الشمس والقمر والكواكب كما نراها اليوم بشكل دائري ووضع المرأة على رأس هذه الأعمال بالنسبة للخلق الإنساني تماثل عظمة خلقه فوضع الرحم دائرة ووضع الثدي دائرة، فاتخذت من المرأة عنصراً أساسياً في أعمالي وجردت بها من حيث الدوائر والكرات بمحبتي لوطني وشوقي له الذي جعلني أدخل عن طريق المرأة من خلال تذكر حنان المرأة الأم والأخت والزوجة كل هؤلاء جعلوني أقطف خيط صلة ما بين أوروبا وسورية ودخلت بصورة قوية على عقول الايطاليين عن طريق اللون وبعض النقاد كتبوا أن الشرق والغرب يجتمعان بريشة الفنان "مأمون علواني".

    * حدثنا عن إنتاجك الفني؟

    ** منذ بداية مسيرتي الفنية وحتى عام /2006/ كان لدي تسعة معارض ستة منها في العاصمة "روما" ومعرض في ايطاليا ومعرض في دمشق ومعرض في "حلب"، الحمد لله معظم لوحاتي قد بيعت بالإضافة إلى كتاب طبع باللغة الايطالية (الحياة لون واللون حياة) ونعمل على طباعة ترجمته بالعربية.

    *الفنان التشكيلي "مأمون علواني" عملت كمراسل رياضي بارع حدثنا ما هذه النقلة في مسيرتك من فنان تشكيلي إلى مراسل رياضي تلفزيوني؟

    ** بعد مسيرة فنية، تلقيت هاتفا من الأستاذ والزميل "ياسر علي ديب" وطلب مني الانضمام إلى أسرة قناة الجزيرة لأعمل كمراسل في "روما"، استهوتني الفكرة وخاصة بسبب ولعي وعشقي للرياضة وبالفعل تعاقدت معهم لمدة عامين وبعدها انتقلت إلى قناة أبو ظبي للعمل معهم أيضا ولم أعمل كمراسل فقط بل عملت في الإخراج والإنتاج لجميع تقاريري، وهذه لم تكن نقلة بل على العكس فالعمل في التلفاز هو فن أيضا ففي الفن التشكيلي صورة وفي التلفاز صورة، هنا ضوء وهناك ضوء، وهنا إبداع وهناك إبداع فكله فن ولكل اختصاص ويبقى التلفاز بسحره وجاذبيته وتأثيره من أكثر الأدوات التي تأخذ بالعاملين فيه نحو الشهرة أكثر من أي مجال آخر.

    *عملت كمراسل لمدة ثماني أعوام وبعدها قررت العودة إلى الوطن وإلى مدينة "حماة" ما سبب هذا القرار المفاجئ؟

    ** حقيقة في العام /2005/ وبعد سماعي لحديث السيد الرئيس "بشار الأسد" عن التطوير والتحديث في سورية وحاجة سوريا للاعتماد على الكوادر والمواهب التي تمتلكها والمنتشرة في كل بقاع الأرض، فسورية مهد للحضارات وهي قابلة لأن تتحسن وتتطور بشكل كبير في كل المجالات، قدمت من روما إلى "حماة" لقناعتي التامة أن على كلٍّ منا واجب عليه القيام به على أكمل وجه قدر الإمكان بالإضافة إلى حنيني لوطني ولمدينتي لأيام الطفولة ومراتع الصبا واشتياقي لرؤية وجه أمي وإخوتي وأصدقائي كل يوم، الآن افتتحت مكتبا للديكور وعملي يسير على أكمل وجه، لا بد للصعوبات أن تجد لها مكانا في بداية أي عمل ولكن بشكل عام أنا راض ٍعن خطوتي.

  • برأيك هل الفن يساهم في إيصال فكرة معنوية للمجتمع؟
  • ** طبعاً، الفن يخدم المجتمع في كل مجالاته فهو ليس بالضرورة أن يكون تشكيلياً فقط بل هو مهم أيضاً في مجال الدعاية والإعلان فاللوحة الفنية أساس للحركة الإعلانية في مجتمعنا، وهو إن لم يرتبط ارتباطاً مباشراً ولكنه فن جميل ويخدم الجميع، والفنان التشكيلي يخدم المجتمع عندما يرسم لوحة يعبر بها عن أحاسيسه وأفكاره وانفعالاته ويقدم فيها صورة جميلة وخط جديد يطور به هذا الفن، وعندما يتطور الفن التشكيلي في مجتمع ما فهذا ينم عن حضارة ورقي في هذا المجتمع.

    *عندما يسأل الفنان عن أقرب لوحاته إلى نفسه يكون الجواب غالبا لا يفرق بين لوحة وأخرى سؤالي لك ما هي اللوحة التي اتخذت مكان التميز في حياتك؟

    **بالفعل الكثير من أساتذتنا في الفن التشكيلي كانوا عندما يطرحون هذه المسألة يقولون اللوحة كالولد– هل هناك أحد يفرق بين أبنائه؟ وأنا أقول نعم فدائما هناك الولد المطيع والولد الشقي ولا بد للقلب أن يميز بينهما وكذلك لوحاتي فغالبا ما أشعر أن هناك لوحة قريبة إلى قلبي ولوحة ليست كذلك وهذا بناء على حالتي النفسية كيف كانت عندما رسمت اللوحة. وهناك ثلاث لوحات متميزات لدي، الأولى كنت قد رسمتها إثر وفاة صديق عزيز على قلبي ولوحتان أحدثتا في حياتي الفنية قفزة نوعية وتحول في مسيرتي من حيث الألوان والتوازن والتطابق في الحركة الفنية.

    *ابتعدت عدة أعوام عن الرسم والمعارض ألا تفكر في العودة مجدداً إلى هذا العالم الإبداعي؟

    **أنا لم أبتعد بشكل نهائي عن الفن كما ذكرت سابقا فعملي كمراسل وعملي الآن في الديكور هو أيضا فن ولكن بالنسبة للمعارض، فأنا بالفعل وبعد عدة مناقشات مع أصدقائي قررت العودة إلى الرسم وفي غضون عام أو عامين سينتج معرض يحدث قفزة في مجال الفن التشكيلي في سورية.