إن المصادر التي تذكر قلعة ميرزا أو (برزية) هي مصادر نادرة والتي تتحدث عن تاريخها أقل ندرة، ولكن من خلال مخططها المعماري فيمكن الحديث عنتطورها التاريخي بشكل عام عبر المراحل التي مر بها وطننا.

حيث يتضح من خلال وجود القلعة البيزنطية وبقايا الكنيسة الصغيرة أن هذه القلعة بنيت في فترة الاجتياح البيزنطي في نهاية القرن العاشر الميلادي وبداية القرن الحادي عشر حيث أعطاها البيزنطيون شكلها العام والذي يشبه المثلث، العمارة الأيوبية تبدو واضحة المعالم في أبراج هذه القلعة، حيث تم توسيع هذه القلعة وتغيير بعض من عناصرها الإنشائية وإعادة توظيفها بشكل يتناسب مع العمارة العسكرية العربية في تلك الفترة وهذا ما نراه في المدخل. كما يستدل على وجود عدد من المنشآت التي بنيت في الفترة المملوكية في الأبراج الجنوبية وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن هذه القلعة كانت تمثل موقعاً استراتيجياً مهماً يطل على الغاب ويربط بين مدن الشمال ومدن الوسط والجنوب على الطريق المساير للجبال من الداخل لذلك كانت الفخامة والضخامة في عمارتها واضحة وبادية للعيان.

تقع القلعة على قمة جبل من الجبال الساحلية الغربية يرتفع 450 م عن سطح البحر وللقلعة شكل شبه منحرف قاعدته الكبرى من الغرب بعرض 175 م والصغرى من الشرق بعرض 50م وارتفاعه من الشرق إلى الغرب بطول 275 م. وتتألف من قلعتين داخلية عليا وخارجية سفلى وأسوار تدعمها الأبراج من كل الجهات، ويحيط بالقلعة من الجهة الشمالية والشرقية وادي ذو انحدار جديد مما يؤمن حماية ممتازة من الاقتحام من هذه الجهات. أما من الغرب فإن الوادي أقل انخفاضاً ويسهل تسلقه لذلك تم تدعيمه بالأبراج كما حال الجهة الشمالية.

المدخل: يقع المدخل من الجهة الغربية وهي أضعف نقطة في طبيعة الجبل الحامل للقلعة إذ يمكن الوصول إليها بشكل أسهل من سواها، هذا المدخل قد تم تغييره وتبديله وإجراء تعديلات عليه عند إجراء ترميمات على هذه القلعة. باب القلعة الخارجي هــــو قنطرة عالية تحتوي تحتها باب ذو حجارة ضخمة يوحي بالمناعة والقوة.

الأسوار الخارجية: وقد بنيت من الحجر الكلسي الأبيض المتوفر في هذه الجبال وهي تساير الوديان من الأعلى وتقوم على الحافة السفلى للقاعدة الصخرية للجبل حيث تكون هذه الأسوار ضخمة وذات حجارة كبيرة ومشغولة بشكل جيد من الجهة الغربية والجنوبية وقليلة السماكة من الجهة الشمالية وذلك حسب إمكانية الاقتحام من كل اتجاه.

وقد زودت هذه الأسوار بمجموعة من مرامي السهام (4 مرامي) تحمي الجهة الغربية لزيادة إمكانيات الدفاع بين هذه الأبراج . الأبراج: هناك نوعان من الأبراج :

1- أبراج خارجية ترتبط مع الأسوار وهي أبراج ضخمة تحمي تحمي الأسوار من الغرب.

2- أبراج داخلية ترتبط مع بنيان القلعة الداخلية، وهي أبراج ضخمة ذات بنيان قوي من الحجر الضخم.

القلعة الداخلية: وهي الجزء الشمالي الغربي من القلعة وتحيط بها الأسوار والأبراج الداخلية من الجنوب حيث تتألف من مستويين المستوي الأدنى ويحوي عدداً ضخماً من خزانات المياه المحفورة بالصخرة والمزودة بسقف نعلي لتغطيتها والقسم الأعلى والذي نحتت حوافه في الصخر بشكل قائم ولعلو كبير ويشكل القليعة البيزنطية من القرن العاشر الميلادي.

الموقع الرسمي لمحافظة حماة(بتصرف).