تنتشر "الخانات" في جميع أنحاء بلاد الشام كأحد أبرز المعالم العمرانية التي تعود إلى العهد العثماني، والتي خصصت فيما مضى كمحطة لإقامة المسافرين من التجار والحجاج لهم ولخيولهم وبضائعهم، من هذه الخانات يبرز خان "رستم باشا" في مدينة حماة والذي يقع في الجهة الشرقية من شارع "المرابط".

السيد "زياد سلطان" بائع للمصوغات الفضية في سوق المهن اليدوية، تحدث لنا عن الخان فقال: «يعود هذا البناء إلى العهد العثماني ولقد كان في البداية "تكية"، و"للتكية" وظيفة أساسية في ذلك الوقت فهي مدرسة تدرس فيها علوم القرآن واللغة العربية ومكان لإقامة الشعائر وفرائض العبادة، وكانت ناعورة "الجسرية"- المجاورة للتكية- وقفاً لهذه التكية وبعد ذلك تم تحويله إلى نزل لاستراحة المسافرين والحجاج».

وبعد نيل "سورية" الاستقلال عام /1946/، أصبح "خان" مدرسة للأيتام، وتم افتتاحه كسوق للحرف والمهن اليدوية بتاريخ "12/10/2009"، ويوجد حالياً /31/ محلا للحرف اليدوية بداخل الخان

ويتابع السيد "سلطان": «وبعد نيل "سورية" الاستقلال عام /1946/، أصبح "خان" مدرسة للأيتام، وتم افتتاحه كسوق للحرف والمهن اليدوية بتاريخ "12/10/2009"، ويوجد حالياً /31/ محلا للحرف اليدوية بداخل الخان»

الخان

"eSyria" التقى السيد "مرهف أرحيم" مدير السياحة في مدينة "حماة" والذي تحدث عن تاريخ هذا الخان بالقول: «قام ببناء هذا الخان الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) "رستم باشا" في عهد السلطان "سليم الأول" العثماني عام 970 هجري، وهو نموذج مثالي للخانات العثمانية القديمة لاحتوائه على عدد كبير من الغرف لنزول المسافرين إضافة إلى وجود مسجد بداخله، وعرف هذا الخان أيضاً بخان "العسكر" فترة من الزمن حينما كان يتخذ مقراً للجنود الخيالة في أواخر العهد العثماني، وتحول إلى ثكنة عسكرية للجنود الفرنسيين في فترة الاحتلال الفرنسي، وبعد الاستقلال أصبح هذا الخان دار للأيتام».

ويضيف السيد "أرحيم" « تبلغ مساحة الخان 4556 متر مربع تقريباً وكان يتغذى بالمياه من ناعورة "المأمورية" الواقعة شماله، يمتاز الخان بمدخله الواسع وطراز بنائه الخاص وله باب كبير فيه كوة صغيرة تسمى "الخوخة" وهي عبارة عن باب صغير مخصص لدخول المسافرين وينفتح الباب الكبير على بوابة واسعة تطل عليها من الجهتين عدة غرف للبواب والحرس والانتظار في غرفة صاحب الخان وحول الفناء غرف صغيرة متعددة خصصت للمسافرين».

مرهف أرحيم

لم يبق الخان على حالته القديمة وإنما أضيف إليه طابق ثان استخدم كمدرسة لدار الأيتام مازالت موجودة الى وقتنا الحالي، وقد تم ترميمه مؤخراً ليصبح مركزاً للصناعات اليدوية المحلية.

عن الترميم الذي أحدث لهذا الخان وإقامة سوق للمهن اليدوية بداخله قال السيد "أرحيم": «في عام 1983 تم الاتفاق مع مديرية دائرة الآثار في مدينة "حماه" على ترميم الخان وتحويله إلى سوق للمهن اليدوية مع المحافظة على الناحية الأثرية والمعمارية للخان من جدران وسقوف مغموسة وكانت الفكرة من إقامة سوق للمهن اليدوية في داخل الخان الحفاظ على التراث المادي واللا مادي، فمن جهة تم إعادة الحياة إلى هذه المهن التراثية من جديد ومن جهة أخرى جذب السياح وأهالي المدينة للتعرف على الخان وعلى هذه الحرف».

زياد سلطان

وعن خطة مديرية السياحة تجاه الخان أضاف "الرحيم": «أدرج الخان ضمن قائمة الأماكن الأثرية والسياحية التي حددتها مديرية السياحة في "حماه" ويتم تعريف المجموعات السياحية الزائرة للمدينة بالخان وبسوق المهن اليدوية، إضافة إلى إحداث مركز استعلام سياحي ومخفر للشرطة السياحية داخل الخان».