يصنف ضمن قائمة أبرز المساهمين والمشاركين في تأسيس مدينة "القامشلي"، طوّر زراعتها، وأضاف إليها أصنافاً جديدة، وفي الجانبين العمراني والاقتصادي له بصمة جميلة، أمّا بصمته في الجانب الاجتماعي والإنساني، فهي باقية حتى تاريخه.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 23 نيسان 2019، فتحت صفحة من صفحات مدينة "القامشلي" الطيبة، التي تتحدث عن الراحل "عبد الكريم سركيس" من خلال نجله "جوزيف سركيس" المقيم في "أميركا"، ومما قاله: «أضفى بصمته في جميع مجالات الحياة، انطلق بالتعليم، وحصل على شهادة "السرتفيكة" ليكون من القلائل الذين حصلوا عليها، لم تكن مدينتنا إلا عبارة عن عدة منازل متناثرة، مع ذلك قدم لها إنجازات يذكرها كبار السن ورجال الأمس، كالمشاركة في تأسيس الفوج الكشفي الرابع، والعمل في عدد من المهرجانات والمناسبات، نال من خلالها الوقوف مراراً على منصات التكريم والتتويج، أمضى أكثر من عشر سنوات ضمن الفوج، ثمّ اتّجه إلى ميدان التجارة، وافتتح أول محل للألبسة في المدينة، بالتزامن مع ذلك توجه إلى الزراعة، عمل فيها وعمره لا يتجاوز 30 عاماً، قام بزراعة محاصيل كثيرة تشتهر بها المنطقة، كالقمح، والشعير، والقطن، إضافة إلى زراعة الأرز كخطوة مهمة وجديدة مع شركاء له في المنطقة، إلى جانب ذلك قام بزرع 2 مليون شجرة في الريف، وكان المشروع الأول من نوعه».

بنى أول قيصرية بالمدينة، ليكون السوق الأول، إضافة إلى بناء سوق الهال، وأصبحت هذه الأماكن سوقاً مركزياً ووسط المدينة، لم يتوقف عند هذه الإنجازات، بل أنشأ أول محطة وقود وأسس شركات ووحدت سكنيّة، وكان له حضوره في "لبنان" عندما أسس مزرعة مداجن تقوم بتربية 12 ألف طائر بياض. من مزاياه التي يتحدث عنها أبناء المدينة، تحدثه باللغات الكردية والعربية والسريانية والأرمنية والتركية والإنكليزية، في سبيل التواصل مع الجميع وكلّ بلغته، فهو من الشخصيات المُحبّة للسلام والتعايش الأخوي؛ وأسهم بنشر ذلك

يضيف نجله "جورج" عن مسيرة والده في جوانب أخرى: «بهدف انتشار الزراعة في جميع أنحاء المحافظة، زرع الأراضي في عدد من البلدات والقرى، حافظ عليها وطوّرها، واستطاع أن يستثمر عشرات الأيدي العاملة، يشيدون بذلك من استفادوا من العمل الزراعي معه، وهم في المنطقة حتى اليوم. عام 1957 كان أول شخص يعمل في تجارة الآليات، بشراء قطع وأدوات السيارات من المحافظات الأخرى، وأكثر تركيزه كان على الآلات الزراعيّة. وساعد الأهالي عندما أدخل نظام التقسيط في البيع كبادرة شخصية منه، وهو من الشخصيات الأولى التي حصلت على سيارة خاصة، وأثناء زيارة "جمال عبد الناصر" إلى "القامشلي" جال به في سيارته ضمن المدينة، جل أيامه في العمل والعطاء بجميع المجالات، فتصدى عام 1959 للمساهمة بإنشاء إحدى أقدم الكنائس في المدينة، ببناء 3 هياكل ضخمة، صرف عليها واحد ونصف الكيلو غرام من الذهب، إضافة إلى استقطاب 40 عاملاً من "تركيا"، يعملون فيها لمدة سنة ونصف السنة، قضوا طوال المدة عنده».

عبد الكريم سركيس

أضاف "جورج": «بنى أول قيصرية بالمدينة، ليكون السوق الأول، إضافة إلى بناء سوق الهال، وأصبحت هذه الأماكن سوقاً مركزياً ووسط المدينة، لم يتوقف عند هذه الإنجازات، بل أنشأ أول محطة وقود وأسس شركات ووحدت سكنيّة، وكان له حضوره في "لبنان" عندما أسس مزرعة مداجن تقوم بتربية 12 ألف طائر بياض. من مزاياه التي يتحدث عنها أبناء المدينة، تحدثه باللغات الكردية والعربية والسريانية والأرمنية والتركية والإنكليزية، في سبيل التواصل مع الجميع وكلّ بلغته، فهو من الشخصيات المُحبّة للسلام والتعايش الأخوي؛ وأسهم بنشر ذلك».

بدوره "غسان باسوس" أحد أبناء مدينة "القامشلي" والمقيم فيها حالياً يتحدّث عن جوانب مميزة في حياة "عبد الكريم": «مساهمته في تطوير الجوانب التجارية والزراعية والاقتصادية حديث أغلب الأهالي، لكن له بصمة مهمة في الجانبين الاجتماعي والإنساني؛ حيث كانت هناك رواتب شهرية تعطى للفقراء والمحتاجين والأيتام من كل الأطياف ومن دون مقابل، ولا أحد يعرفهم، وأعماله الخيرية كانت يومية، وأسهم مع الوجهاء والشيوخ بحل الكثير من المشكلات والخلافات بين أبناء المنطقة، ففي الستينات تعرضت بلدة "القحطانيّة" إلى سيول وأمطار غزيرة، أدت إلى ضرر كبير بالمنطقة وأهلها، فقام طوعاً بنقل أربع سيارات كبيرة محملة بكافة المواد الغذائية والتموينية وقدمها للأهالي، كل حياته كانت جميلة ومميزة، فالأهالي كانوا ينعتونه بـ(الخواجة) للباقته وأناقته، والأهم أنه تنقل بين عدة دول أوروبية، وكان يستطيع الإقامة فيها مطولاً وطوال حياته، لكنه عاد إلى مدينته ووطنه، وأوصى أن يموت فيها، وتحققت أمنيته، وشاركت المدينة بكل طوائفها في تشييعه، لقد ترك تاريخاً مشرفاً له».

جورج وباسوس

يذكر، أن الراحل "عبد الكريم سركيس" من مواليد "القامشلي" عام 1914، وتوفى عام 2002.