قرية "تل نصري" أو ما تسمى باللغة الآشورية "والطو" هي إحدى القرى المنتشرة على ضفاف نهر الخابور، وتحتل المرتبة الثالثة بعد بلدة "تل تمر" و"تل جمعة" من حيث التعداد السكاني.

تقع هذه القرية على بعد مسافة 2 كم عن بلدة "تل تمر" وعن مدينة "الحسكة" مسافة 38 كم يحدها من الجهة الشرقية الطريق العام الواصل بين "الحسكة" و"تل تمر" أما غرباً فيحدها نهر الخابور، وجنوباً تحدها قرية "تل حفيان".

ما يتميز به قرية "تل نصري" هو الاحتفال الجماهيري الكبير الذي يقيم في القرية في الخامس من شهر آب من كل عام، والذي يتوافد إلى الكنيسة المؤمنين والزوار والمغتربين من أهل القرية، حيث يبلغ تعدادهم حوالي 5000 زائر محتفلين بعيد السيدة "مريم العذراء" إلى جانب الاحتفال بالأعياد الدينية الأخرى كعيد الميلاد وعيد الفصح

موقع eHasakeh التقى السيد "تيرون قس أوديشو" من أهالي القرية الذي تحدث قائلاً: «تم بناء قرية "تل نصري" عام 1935 حيث كانت عبارة عن عدة بيوت بنيت من الطين وعلى طراز القبب الآشورية التي كانت منتشرة في العراق، ويبلغ عدد بيوت القرية 143 منزلاً كانت مبنية من اللبن والطين، لكن المغتربين من أهل القرية قاموا ببناء منازل من الإسمنت وعلى الطراز العمراني الحديث، ويبلغ عدد سكان القرية حوالي 1000 شخص، يعمل قسم منهم لدى الدوائر الحكومية ولكن الأغلبية منهم يعملون بالزراعة، وأهم المحاصيل الزراعية التي تنتجها القرية هي القمح والشعير والقطن بالإضافة إلى الاهتمام الواسع بالأشجار المثمرة وبالأخص الكرمة، كما يوجد جمعية تعاونية فلاحية تقوم بتمويل الإخوة الأعضاء بالمواد الزراعية اللازمة».

الأب جورج خوشبا

السيد "آشور أوديشو" المهتم بالشأن الرياضي في القرية تحدث قائلاً: «لقرية "تل نصري" حضور بارز على المستوى الرياضي في القرية والمحافظة، وخاصة فريقي الدراجات وكرة الطائرة للإناث اللذين أحرزا المراكز الأولى لثلاث دورات متتالية على مستوى منطقة "تل تمر"، والأبرز استضافتها لبطولة الجمهورية للدراجات على مستوى القطر وبمشاركة 116 لاعباً وتم استضافة أعضاء الفرق المشاركة في منازل القرية، ولا ننسى أيضاً حصول اللاعبة "عشتار مخدس" على فضية العرب برمي الكرة الحديدية في إحدى الدورات».

الأب "جورج خوشبا" يضيف: «قديماً كانت توجد في قرية "تل نصري" ثلاثة كنائس أساسية أما الآن فالكنيسة الأساسية هي كنيسة السيدة "مريم العذراء" التي بنيت على الطراز العمراني الحديث، ودشنت في عام 1996 وتم افتتاحها وتقديسها في عام 2005 تحت رعاية نيافة الأسقف "مار أفرام أثنييل" راعي أبرشية كنيسة المشرق الآشورية في سورية، أما الكنيسة القديمة فما تزال موجودة في القرية منذ أن بنيت في عام 1934».

كنيسة السيدة مريم العذراء

يتابع الأب "جورج" حديثه: «ما يتميز به قرية "تل نصري" هو الاحتفال الجماهيري الكبير الذي يقيم في القرية في الخامس من شهر آب من كل عام، والذي يتوافد إلى الكنيسة المؤمنين والزوار والمغتربين من أهل القرية، حيث يبلغ تعدادهم حوالي 5000 زائر محتفلين بعيد السيدة "مريم العذراء" إلى جانب الاحتفال بالأعياد الدينية الأخرى كعيد الميلاد وعيد الفصح».

المختار "نعيم بيتو" مختار القرية يقول: «تبلغ مساحة القرية 2400 دونم، وهي تابعة إدارياً لبلدة "تل تمر" التي عملت على تخديم القرية من شبكة صرف صحي وشبكة مياه وهاتف، كما يوجد فيها مدارس نموذجية لمرحلة التعليم الأساسي بالإضافة إلى ثانوية للجنسين، وتتميز قريتنا بأنها أسرة واحدة تعمل جنباً إلى جنب، فقد شكلنا لجان خاصة من أبناء القرية للإشراف على تقديم الخدمات للقرية من خلال تبرعات أهل القرية، ومنها إقامة حملات نظافة أسبوعية للقرية، وتوزيع سلال في شوارع القرية، وحالياً تقوم اللجنة ببناء صالة رياضية لأبناء القرية للألعاب الشتوية، وسوف تكون جاهزة خلال فترة قريبة جداً، بالإضافة إلى وجود جمعية باسم من أجل طفولة سعيدة في القرية التي تأسست عام 2005 وتضم أبناء القرية، ومهامها الإشراف على تربية أطفال القرية وزرع حب الوطن والاحترام والتعاون لديهم، وهذه الجمعية تميزت بنشاطات كثيرة أبرزها المهرجان الرياضي الأول لأطفال "تل نصري" الذي أقيم من خلاله سباق دراجات الطفولة على مستوى المحافظة».

المختار نعيم بيتو

يتابع المختار "نعيم" حديثه عن واقع التعليم: «بالتعاون بين الجهات المعنية لمحو الأمية وأخوية قرية "تل نصري" الذين أقاموا دورات مكثفة لمحو الأمية في القرية، وكانت نتائج الملتحقين بهذه الدورات تجاوزت التوقعات، فإن مستوى الأمية في القرية لا يتجاوز الـ 2% وهذه النسبة هم من المعمرين في القرية، أما باقي الفئات الأخرى فأدنى شهادة حصلوا عليها هي الابتدائية، وقرية "تل نصري" أنجبت أدباء وشعراء رفعوا اسم سورية عالياً في الوطن والمهجر ومنهم على سبيل المثال "آدم هومه" و"إبراهيم قطينة"».