على بعد /8/ كم من قرية "عين ديوار" شمالاً وبين سهولها الخضراء ومرتفعاتها البركانية المعشقة باللون الأخضر وعلى نهر "دجلة" بالتحديد يقع جسر "عين ديوار" الأثري أو ما يعرف اليوم باسمه الشهير "الجسر الروماني"، تلك الأيقونة الجميلة التي تحمل لنا الكثير من الألغاز والأيقونات والكنوز التاريخية.

مدونة وطن "eSyria" زارت هذا المكان الآثري للتعرف على أهميته الحضارية والتقت بتاريخ 23/2/2009 الأستاذ "نبيل يونان" مدير سياحة "الحسكة" الذي تحدث بالقول: «هو بقايا جسر قديم أقيم على نهر "دجلة" بالقرب من "جزيرة ابن عمر" مسقط رأس "أبناء الأثير" المعروفين في التاريخ العربي، كان مؤلفاً من عدة قناطر صخرية عالية وشكل أحد المعابر الرئيسية لطريق الحرير المشهور ما بين الشرق والغرب، حيث كان هذا الجسر في الماضي ممراً لكل القوافل التجارية التي كانت تعبره من الشمال إلى الجنوب وبالعكس وذلك من خلال "جزيرة ابن عمر" والتي كانت بدورها مركزاً نشطاً تجارياً وزراعياً لإحدى الإمارات كما تؤكد المصادر التاريخية ومن بينهم "ابن الأثير".

يعتبر جسر "عين ديوار" من أهم المعالم الآثرية من حيث القيمة الحضارية والذي بقي شاهداً مهماً على الأهمية التاريخية لهذه المدينة منذ أقدم العصور

وقيل أيضاً بأن بناءه كان في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي سنة /559/ هجرية – /1164/ ميلادي أي في عهد الأمير "جمال الدين"، وإن الأجزاء المتبقية من الجسر هي أربعة ركائز وقوس جميل مستند على الركيزتين الشمالية والجنوبية فتحته قدرت بـ/21.6/ متراً وارتفاعه /12.35/ متراً بني بمداميك حجرية منتظمة الأبعاد، وفي الركيزة الجنوبية للقوس ومن جهة الشرق وعلى الأضلاع الثمانية تم توزيع منحوتات الأبراج الفلكية بمعدل منحوتة لكل ضلع من أضلاع هذه الركيزة».

الاستاذ نبيل يونان

أما من الناحية السياحية فيضيف: «يتمتع " الجسر الروماني" بموقع سياحي استراتيجي هام بالمنطقة وذلك لتوافر النوع السياحي به من حيث العمق التاريخي وجمال الطبيعة الساحرة حيث إنه يطل على حدود دولتين، ويؤمّه سنوياً المئات من الزائرين وعلى مدار العام لكن الحركة السياحية تكثر به وتصل إلى ذروتها في أيام الربيع».

وتابع "يونان" حديثه حول صناعة السياحة بالقول: «للسياحة أنواع منها: (التاريخية والدينية والطبيعية، كما إن صناعة السياحة مقرونة بمقومات أساسية وثانوية ونحن في هذه المحافظة نمتلك المقومات الأساسية المتمثلة بالطبيعة الجميلة من بحيرات وجبال وأيضاً المنتجعات والمناطق الأثرية التي هي بقايا تلك الحضارات السالفة المتوضعة على تلالنا وأهمها جسر "عين ديوار" الأثري.

منحوتات الأبراج الفلكية

لكن ما نحتاجه هو تضافر كل الجهود من قبل الجهات المعنية لخلق صناعة سياحية عصرية نرتقي من خلالها بالمشهد السياحي، ويتمثل ذلك بتعبيد الطرق المؤدية لتلك المناطق السياحية وخاصة الأثرية وتأمين المرافق وخطي الماء والكهرباء وأيضاً إيجاد نقطة طبية وإشارات ولوحات مرورية للدلالة، بالإضافة لفتح مكاتب سياحية في المحافظة لاستقدام أفواج السائحين، ونحن كمديرية سياحة تتوافر لدينا كل البروشورات اللازمة ولكافة المناطق الأثرية والسياحية على امتداد خارطة المحافظة، ونحن أيضاً اليوم بأمسّ الحاجة للصناعة السياحية من أجل إنعاش المحافظة اقتصادية في ظل موجة الجفاف التي تعصف بالمنطقة منذ سنوات».

والتقينا أثناء الجولة السيد "نزير عواد" أحد السياح الذين قاموا بزيارة جسر "عين ديوار" والذي أشار بالقول: « يعتبر جسر "عين ديوار" من أهم المعالم الآثرية من حيث القيمة الحضارية والذي بقي شاهداً مهماً على الأهمية التاريخية لهذه المدينة منذ أقدم العصور».

جسر عين ديوار

(*) هذه المادة تم تحريرها في عام 2009.