اختارت مجلة "فوربس العربية" الاقتصادية المعروفة خلال عام 2008 ثلاث سيدات أعمال سوريات ضمن قائمة أقوى 50 سيدة أعمال في الوطن العربي، وكانت السيدة "ياسمينة أزهري" ضمن القائمة للعام الثاني على التوالي، وهذا التألق والتميّز ليس غريباً عن السيدة "ياسمينة"، والتي يمكن أن نعتبرها من الشخصيات النسائية "القلائل" اللواتي تركن بصمةّ في المجتمع السوري وإنجازاتها على كافة الأصعدة تشهد على ذلك.

"ياسمينة أزهري" سيدة الأعمال المعروفة، وقنصل هولندا الفخري في محافظتي ا"للاذقية" و"طرطوس"، وناشطة مميزة في مجال العمل الأهلي التطوعي، كانت ضيفة عزيزة على "بلدنا" في الحوار التالي الذي استمر أكثر من ساعتين ونصف لم نشعر خلالها بمرور الوقت نظراً لبساطة "ياسمينة" وتواضعها وعدم تصنعها لشخصية مرّكبة بعيدة عن شخصيتها الحقيقية التي تفخر بها.

المرأة التي تتعب على نفسها وتفتح آفاقا جديدة في حياتها وتعرف حقوقها وواجباتها وتستطيع الإطلاع على تجارب الآخرين وتستفيد منها.. نعم هي قادرة أن تنوب مكان الرجل في مراكز المسؤولية، ولكن يجب عليها أن تطوّر ذاتها باستمرار لأن التطوير هو أساس التفوّق والنجاح

"ياسمينة أزهري" خلال لقاء مع موقع elatakia يوم الأربعاء في 11/3/2009 شرحت لنا الأسس التي تم اعتمادها ضمن قائمة أقوى 50 سيدة أعمال في الوطن العربي للعام الثاني على التوالي خلال عام 2008 :

إحدى مشاركات السيدة الأزهري

«الأسس اعتمدت على النشاطات الاقتصادية التي قمت بتنظيمها أو شاركت بها خلال عام2007، كما أنها اعتمدت على الأعمال الخيرية التي قمت بها، واللقاءات الإعلامية التي ظهرت فيها، إضافة إلى المؤتمرات الداخلية والخارجية التي شاركت بها، والأحداث المتنوعة التي قمت برعايتها، وطبعاً يجب أن تكون كافة المعلومات موثقة وتحتوي على بيانات ومعلومات».

وعن ماهية الظهور الأنثوي الواضح لها، فتقول:

السيدة ياسمين ازهري1

«بكل تأكيد هذا دليل على قوة المرأة العربية وقدرتها على التحكم وإدارة الأموال، والمرأة في سورية وبكل صراحة أقدّرها لأنها ورغم رأس مالها الصغير نسبياً ورغم الإمكانيات الضعيفة المتاحة لها، استطاعت أن تثبت نفسها في أكثر من محفل، ولكن المرأة في بلدنا تحتاج إلى اندفاع أكثر وإلى رغبة أكبر في العمل، ويجب عليها أن تكرّس وقتاً أطول من حياتها للعمل التطوعي والاجتماعي وأن لا تقف أمام عملها الخاص الصغير وإنما يجب عليها أن تسعى وأن تنمو وأن تتطور مع عملها، ولكن المشكلة لدينا أنّ المرأة لم تثق بنفسها وبإمكانياتها بعد، ما أدى إلى عدم وثوق الرجال بها أيضاً، والسبب على ما أعتقد هو ثقافة المجتمع الذي لم يتقبل حتى الآن التغيرات الإيجابية التي تحدث للمرأة، وهنا يجب علينا أن نغيّر تلك الثقافة وأن نسلط الضوء على قصص نجاح لسيدات مميزات في المجتمع لكي نشجع باقي السيدات على العمل لتحقيق أهدافهن وأحلامهن، وحتى نستطيع خلق هذا التغيّر الإيجابي في المجتمع نحتاج إلى دعم الحكومة حتى تستطيع المرأة الوصول إلى موقع صنع القرار».

وحول المشاكل التي تعاني منها المرأة السورية، تقول "الأزهري":

في إحدى المشاركات

«مازلنا بحاجة إلى المزيد من الإصلاحات التشريعية، كما أنّ هناك فجوة ما بين المرأة الريفية والمرأة الحضرية فيما يتعلق بإتاحة الوصول إلى الموارد، إضافة إلى أن العادات والتقاليد تلعب دوراً سلبياً في تكريس الصورة النمطية للمرأة والتي مازالت تعاني من العنف والاضطهاد نتيجة الجهل وعدم المعرفة بحقوقها مما أدى لعدم أخذ دورها الصحيح في الحياة».

وعن المرأة السورية إذا ما كانت قادرة في الوقت الحاضر وضمن الإمكانيات المتاحة لها أن تنوب عن الرجل في مراكز المسؤولية، فتقول "الأزهري":

«المرأة التي تتعب على نفسها وتفتح آفاقا جديدة في حياتها وتعرف حقوقها وواجباتها وتستطيع الإطلاع على تجارب الآخرين وتستفيد منها.. نعم هي قادرة أن تنوب مكان الرجل في مراكز المسؤولية، ولكن يجب عليها أن تطوّر ذاتها باستمرار لأن التطوير هو أساس التفوّق والنجاح».

أما عن المرأة في "اللاذقية" تحديداً، فتقول الأزهري:

«اللاذقية تتمتع بخصوصية كبيرة لأنها مدينة منفتحة على العالم بشكل كبير، والمرأة فيها حققت خلال السنوات الماضية تطوراً ووجوداً هائلاً في كافة المجالات الحياتية والاقتصادية، ولكن خصوصية الساحل وتفرده بالبحر جعل العمل في المجال البحري والذي كان حكراً على الرجال في السابق يمّيز المرأة في الساحل، ولكن في النهاية كل امرأة قادرة من خلال موقعها أن تلعب دوراً كبيراً في دعم اقتصاد بلدها».

السيدة "ياسمينة أزهري" رئيسة لجنة سيدات أعمال "اللاذقية" منذ تأسيس اللجنة من 6 سنوات.. ما أهداف اللجنة؟.. وهل حققت أهدافها خلال الأعوام الماضية؟

فتقول "الأزهري":

«اللجنة تعمل على تشجيع السيدات على العمل وإقامة المشاريع واستغلال السجلات التجارية المسجلة بأسمائهن، حيث قمنا خلال الأعوام الماضية بإقامة العديد من اللقاءات الاقتصادية والندوات مع كبار الشخصيات كان الهدف منها توسيع مدارك المرأة وفتح آفاق جديدة أمامها بهدف استغلالها في خدمة المجتمع وتطوير الاقتصاد فيه، وخلال الأعوام الماضية أعتقد بأن اللجنة قامت بأعمال مميزة سواءً على الصعيد الاقتصادي أم على الصعيد الخيري، وقد أصبح عدد عضوات اللجنة يقارب من 270 بين صديقات وهيئة عامة وهذا دليل واضح على نجاح اللجنة في استقطاب سيدات الأعمال في "اللاذقية"، كما أنّ اللجنة أقامت لقاءات متعددة مع سيدات أعمال سوريات كان الهدف منها خلق حركة وديناميكية بين لجان سيدات الأعمال في سورية من أجل التعرّف على تجارب كل لجنة، والصعوبات التي تواجه العضوات، إضافة إلى عرض القصص الناجحة لكلٍ منهن بهدف الاستفادة منها من أجل دعم بيئة عمل سيدات الأعمال في سورية».

السيدة "ياسمينة أزهري" في سطور:

•بدأت العمل عندما كان عمرها 17 عاماً، وهي الآن في السابعة والأربعين، أي ثلاثون عاماً من العمل والجهد.

•تحب العمل مع الأطفال لخلق جيل جاهز لدخول معترك الحياة بقوة وصلابة.

•تتفاءل بالمستقبل كثيراً، وهي راضية تماماً عما حققته في حياتها على كافة الأصعدة، ولكنها تحلم في مشروع كبير تعتبره "حلم حياتها" وهي تعمل حالياً على تنفيذه وهو إنشاء مشغل للمعاقين يشمل كافة أنواع الإعاقة الجسدية والعقلية، والهدف منه تحويل المعاق إلى شخص منتج في الحياة، حيث سيتم تسويق منتجات المعاقين كي يستطيعوا إعالة أنفسهم وإعالة أسرتهم.

•إجازة في الأدب – قسم الأدب الفرنسي.

•رئيسة لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة وصناعة اللاذقية.

•عضو مجلس إدارة استشاري في بنك عودة سورية.

•رئيسة سابقة لمجلس إدارة مؤسسة مورد في سورية.

•عضو مجلس إدارة في مجلس سيدات الأعمال العرب.

•عضو في مجلس رجال الأعمال السوري.

•ممثلة لبرنامج حكومي هولندي PUM.

•مؤسسة اللجنة الأهلية لحماية غابات صلنفة وكسب.

•رئيسة اللجنة الأهلية لجمعية "بشائر النور" التي تعنى برعاية أطفال التوحد ومتلازمة الداون.