ينتشر نبات "الطيون" في الأراضي الساحلية في "سورية" وبكثرة، وقد سبق سكان الأرياف في تلك المناطق العديد من الدول التي اتجهت إلى الاستفادة منه طبياً، فكان دواء لعدة أمراض منذ قرون عديدة مضت.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "طلال شاهين" من قرية "بستان الحمام" في مدينة "بانياس" بتاريخ 12/10/2013، الذي تحدث عن استعمال أهالي الريف لنبات "الطيون" في معالجة الحالات الإسعافية الطارئة خاصة عند التواجد في البرية والحقول وانعدام أدوات الإسعاف المناسبة، فقال: «اعتدنا على استخدام "الطيون" منذ كنا صغاراً فعندما كان يجرح أي شخص أثناء مواسم الحصاد أو الزراعة، كنا نقوم فوراً بقطف عدة وريقات أو جذوع صغيرة من نبات "الطيون" ونقوم بدقها بواسطة حجرين أحدهما مستوي الشكل حتى تهرس وينتج عنها مسحوق مع سائل أخضر غامق، ثم يوضع فوراً على الجرح السطحي ويترك دون تغطية حتى يتوقف النزف وذلك بعد دقيقة أو أقل أحياناً، أما إذا كان الجرح غائراً فإن نفس الوصفة تنطبق عليه، لكن يجب تغطيته بقطعة قماش نظيفة وتركه حتى اليوم التالي».

إنه نبات سريع النمو وينتشر في أماكن مختلفة كالحقول الزراعية وأطراف الغابات والأراضي خفيفة التربة وفي الجبال والسهول على حد سواء، وله أوراق دبقة مع رائحة نفاذة محببة وتطرد الحشرات المؤذية خاصة "البرغش"، في حين توفر أزهاره الصفراء- التي تشبه أزهار دوار الشمس لكن بحجم صغير جداً- غذاء للنحل في فصل الشتاء

موضحاً أن الجرح المعالج بواسطة هذا النبات لا يحتاج إلى أية إضافات أو إلى تطهير بأي مادة أخرى على اعتبار "الطيون" مادة فعالة جداً في التعقيم.

كيف تتصرف في البرية

وعن صفات نبات "الطيون" تحدث المهندس الزراعي "ماهر راعي" من سكان مدينة "جبلة" وقال: «ينتمي إلى الفصيلة النجمية وهو شجيرة نفضية متساقطة، أوراقها خضراء إبرية، تنمو برياً وتنتشر بذورها في الهواء، ويعتبر من النباتات الهامة طبياً رغم عدم استعمال الشركات الطبية في "سورية" له مع أنه يوفر في حال استثماره مواد طبية فريدة من نوعها خاصة فيما يتعلق بالجروح والقروح الطارئة، وهذا ما عرفه الأقدمون من أهلنا فاستخدموه مطمئنين إلى نتائجه الطبية السريعة والفاعلة».

وأضاف: «إنه نبات سريع النمو وينتشر في أماكن مختلفة كالحقول الزراعية وأطراف الغابات والأراضي خفيفة التربة وفي الجبال والسهول على حد سواء، وله أوراق دبقة مع رائحة نفاذة محببة وتطرد الحشرات المؤذية خاصة "البرغش"، في حين توفر أزهاره الصفراء- التي تشبه أزهار دوار الشمس لكن بحجم صغير جداً- غذاء للنحل في فصل الشتاء».

زهرة الطيون للجروح العميقة

بدروها الصيدلانية "زينب الأسعد" من سكان مدينة "اللاذقية" تحدثت عن تكوين نبات "الطيون" الطبي فقالت: «أهم التراكيب المتواجدة فيه هي: ملح حامض الخليك، الكافور، وزيوت طيارة قاتلة للألم وكذلك مواد قابضة ومضادة للفطريات والبكتيريا، لذلك يمكن استخدامه أيضاً في علاج آلام الروماتيزم وهذا ما عرفه أهلنا في الساحل السوري فاستخدموا "لصاقات الطيون" حيث يؤخذ مطحون أوراق "الطيون" ويضاف إليه بعض الحناء البلدي المتوافر عادة في البيوت ويلصق على مواضع الألم خاصة أسفل الظهر، فتكون النتائج فعلاً سحرية إذ يختفي الألم بعد وقت قصير، وفي بعض القرى توضع أوراق "الطيون" مع الكحول الطبي فينتج ما يسميه الأهالي "صبغة الطيون" وتستخدم هذه الصبغة لعلاج القروح والبواسير وعضات الحيوانات السامة، كما يعتبر من أفضل وصفات الفلاحين لمعالجة ضغط الدم حيث يستخدم مغلي "الطيون" بعد تبريده وتخفيف كثافته خاصة أنه من النباتات متوسطة السمية ويجب الحذر عند تناوله كسائل في حين أن استخدام أوراقه للجروح لا يؤدي إلى أي نوع من التسمم».

طيون حديث النمو