قبل أن يفوز في المباراة الإنتاجية بوقت طويل، يدرك أنّ من معوقات زراعة الحمضيات ما هو طبيعي وما يتعلق بتصريف الإنتاج أيضاً، لكنّ مشاركته أثبتت أنّ التعاون مع الإرشاد الزراعي هو الطريق المختصر إلى التوفير في التكاليف والحصول على محصول أفضل.

في زيارة موقع eTartus له يتحدث السيد "عزت الكنج" عن زراعة الحمضيات وأهمية المباراة الإنتاجية التي كان لها الفضل في وضع أسلوب التعاون مع الإرشاد الزراعي على الطريق الصحيح.

يقوم أحد مهندسي الوحدة الإرشادية بجولة في البساتين التابعة لقطاع الوحدة، حيث يتم اختيار أفضل الحقول للاشتراك برغبة أصحابها، فتبدأ متابعتها حتى نهاية الموسم وبتنسيق مباشر مع المزارع

إضافة للفوز، توفير جزء هام من التكاليف كانت من نتائج المباراة الإنتاجية منذ بدايتها، كما يبين في حديثه: «يبدأ موسم الحمضيات بتحليل التربة لمعرفة العناصر اللازمة وإضافتها، من خلال الأسمدة البوتاسية والفوسفاتية والعضوية في تشرين الثاني وكانون الأول، وقد وفرت عملية تحليل التربة الكثير من التكاليف اللازمة للأسمدة، لأنها أظهرت وجود "البوتاس" في التربة بكميات كافية.

المهندس "يونس سلوم"

التقليم يجب أن يكون بعد القطاف بالنسبة للأنواع الحلوة، فهي فترة النمو البطيء للأشجار، في حين يتم تقليم الأنواع الحامضة صيفاً تفادياً لمرض "المالسيكو"».

أما الحصول على نتائج جيدة في الموسم المقبل فيتطلب بعض الجهود المسبقة: «من ضمن عمليات الخدمة أيضاً التسميد الآزوتي الذي يتم على ثلاث دفعات كلّ عام؛ نصف الكمية تعطى في بداية مرحلة النمو أي بداية شهر آذار، ويقسم النصف المتبقي إلى دفعتين متساويتين تعطى إحداهما في شهر حزيران والثانية في شهر آب، وتكمن أهمية هذا التسميد في نمو فروع حديثة للشجرة تعطي ثماراً في العام القادم».

شبكة الري بالتنقيط

بعض وسائل الإنتاج تستحق المجازفة، لكنّ مرحلة ما بعد القطاف هي ما يثير القلق بالنسبة له، شأنه في ذلك شأن أيّ مزارع للحمضيات، فكما يعبّر: «من معوقات زراعة الحمضيات تكاليف الإنتاج العالية وخاصة الأسمدة ووسائل التنقيط، إضافة إلى تدني أسعار السوق في فترات هامة للمزارع، كما يؤدي تأجيل قطاف الموسم إلى تدني سعره، بالإضافة إلى السماح بالاستيراد وعدم إمكانية التصدير، فمن أهم مطالبنا كمزارعين فتح سوق التصدير، منع الاستيراد في فترات القطاف الهامة والنضوج وتخفيض أسعار الأسمدة».

وبالنسبة للتردد في المشاركة في هذه المباراة أو التعاون مع الإرشاد فثبت له أنّ التجربة خير برهان: «شاركنا بحقل مساحته ستة عشر دونماً، يحتوي على ثلاثة أصناف هي الحامض، "أبو صرة" و"بلانصيا" بنسبة 60%، حيث يقدر إنتاج الدونم بخمسة أطنان، أما المباراة الإنتاجية فكانت حافزاً للمزارعين المشاركين لزيادة تعاونهم مع الفنيين وتقيدهم بالتعليمات للوصول إلى الإنتاج والمحصول الأفضل».

المهندس "يونس سلوم" رئيس الوحدة الإرشادية في "دير حباش"، يوضح عن الترشح للمباراة الإنتاجية: «يقوم أحد مهندسي الوحدة الإرشادية بجولة في البساتين التابعة لقطاع الوحدة، حيث يتم اختيار أفضل الحقول للاشتراك برغبة أصحابها، فتبدأ متابعتها حتى نهاية الموسم وبتنسيق مباشر مع المزارع».

والمطلوب للمشاركة: «أهم معايير اختيار الحقول المشاركة: الحالة الصحية الجيدة للبستان، الري بالتنقيط وهو من المعايير الأساسية لاختيار البستان للمشاركة، التربة الجيدة وخلو البستان من العشب، وجود مصد رياح لمنع الأذى عن الأغصان ويخفف من تساقط الزهر والثمار والوقاية من "اللفحة البكتيرية" التي تنتج عن احتكاك الأغصان شتاء وتجرحها، والبند الأهم هو أن يكون المزارع متعاوناً وملتزماً بتعليمات الوحدة».

شراء أنابيب السقاية ومدها في بساتين الحمضيات يحتاج إلى بعض التكاليف، لكنّ الحلول التي تقدمها تستحق الاعتماد عليها، كما يوضح المهندس "يونس": «نتابع عمليات الخدمة التي يقوم بها المزارعون لتكون في مواعيدها من تسميد، تقليم وسقاية، وتعتبر سقاية الحقول بالتنقيط هي أفضل الطرق لأنها تمكن من توفير الجهد، الوقت والمال، توفير كميات كافية من الماء للأشجار والوقاية من التصمغ، إضافة للتخفيف من الأعشاب وإمكانية استخدام الأسمدة الذوابة».

عملية التحليل تبدأ بالتربة، لكن من المفضل أن تمتد إلى الأوراق والثمار أيضاً بعد عدة أشهر: «في فصل الصيف يجب القيام بتحليل للأوراق والثمار للتأكد من عدم وجود حشرات قشرية، وفي حال الإصابة يتم رش البستان مرة أو مرتين في فترات يحددها الفنيون لأنها تتعلق بأطوار نمو هذه الحشرات.

جميع هذه العمليات هي من ضمن برنامج "المكافحة المتكاملة للحمضيات" الذي يشمل جميع عمليات الخدمة والوقاية من الأمراض، حيث تتم متابعة المزارعين بشكل دائم من قبل الوحدة الإرشادية وإعطائهم هذه التعليمات».

حرية كاملة للتنقل بين الأشجار، لكنّ خمسة مصائد هي كفيلة بالتخلص من الحشرة الأكثر خطراً بالنسبة للفاكهة: «أهم مشاكل الحمضيات هي "ذبابة الفاكهة" التي نستخدم من أجل مكافحتها نوعين من المصائد: مصائد غذائية ومصائد فرمونية جاذبة تجذب الذكور فقط، ويجب أن يحتوي كل دونم على ثلاث مصائد غذائية ومصيدتان فرمونيتان».