"الرخصة الدولية لقيادة الحاسب"، هو اسم البرنامج الذي نشأ سنة 1994 في مجال تكنولوجيا المعلومات وتبنته منظمة "اليونسكو" (UNESCO، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) منذ عدة سنوات .

البرنامج الذي تبنته "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" في "سورية" يهدف إلى تغطية المفاهيم الأساسية في استخدام الحاسب والحصول على شهادة دولية وقد أصبح حالياً معرباً بالكامل، كما أصبحت الشهادة معياراً للتوظيف لدى كثير من المؤسسات بحيث تمثل مقياساً لتقييم الموظفين الجدد.

لدي فكرة سفر للعمل في الخارج، و"الرخصة الدولية لقيادة الحاسب" أصبحت هامة لهذه الغاية وقد شكلت ثورة علمية وأصبحت مفيدة في جميع الدوائر

من هنا كان اهتمام العديد من المعاهد والمراكز التعليمية في القطر، ومنها في محافظة "طرطوس" معهد "أجيال النور" الذي زاره eSyria بتاريخ 16/6/2009 للتعرف بشكل مفصل على الدورات والامتحانات وعلى الاهتمام الذي تحظى به.

المهندس أحمد شعبان

بداية تحدثنا مع مديره الأستاذ "يوسف الجندي" الذي شرح لنا عن تأسيس المعهد فقال: «كانت لدي رغبة في تشكيل مثل هذه المؤسسة الخاصة بعد حصولي على شهادة المعلوماتية (قسم الرياضيات) من "جامعة تشرين"، فتم تأسيس معهد "أجيال النور" عام 2001، وقبل تلك الفترة كانت المدارس الخاصة غير متاحة».

وأضاف عن الدورات المتبعة بداية لرفع كفاءة المتدربين في مجال تقنية المعلومات ومهارات استخدام الحاسب قائلاً: «اعتمدنا تعليم اللغات الحية والتعليم في مجال برامج الحاسب مثل "أوفيس" و"فوتوشوب" والتي كانت الأكثر رواجاً مع لغة البرمجة "فيجوال باسيك"، ثم حصلنا على ترخيص لبرنامج "الرخصة الدولية لقيادة الحاسب" (ICDL) وبدأنا بتدريب هذا البرنامج الذي طرحته منظمة "اليونسكو" عبر المكتب الإقليمي لها في "القاهرة" وحصلنا على الترخيص من خلال "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية".

بطاقة المهارات

طرح هذا البرنامج لأول مرة في "إيرلندا" ثم عمم على على "أوروبا" وسمي ECDL

(European Computer Drive Licence) ثم تعمم على العالم وتبنته منظمة "اليونسكو"، فسمي عندها ICDL (International Computer Drive Licence) ».

الرخصة الدولية لقيادة الحاسب

وصول هذا البرنامج إلى بقية دول العالم كان نتيجة طبيعية لتوسع أفق المعلوماتية، وهذا ما ساعد مختلف الدوائر على تحفيز الموظفين لتحسين كفاءاتهم في استخدام الحاسب، وعن هذه النقطة يقول: «شاع هذا البرنامج في الشرق الأوسط وانتشر انتشاراً كبيراً في دول الخليج و"الأردن"، حيث تم التشجيع للحصول على الشهادة كمطلب أساسي في الوظيفة، ثم فرض على الموظفين الحاليين وتم طرح مكافأة 15% من الراتب لكل موظف يحصل على الشهادة.

وتم تشجيع الحصول على شهادة البرنامج في "سورية" وخصوصاً عن طريق "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" التي تبنت هذا المشروع بما تمتلكه من كوادر عالية المستوى علمياً وثقافياً».

المواد التي يتم تدريبها تشكل سبعة مقررات تؤلف بمجموعها "برنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسب"، ويشترط تجاوز اختباراتها جميعاً للحصول على الشهادة الدولية، وهي: «مكونات وبناء الحاسب (Information Technology)، نظام التشغيل "ويندوز"، "وورد"، "إكسل"، "بوربوينت"، "إنترنت وبريد إلكتروني"، "أكسس" (قواعد بيانات)، ويخضع الطالب لامتحان مؤتمت في مركزنا، الحد الأدنى فيه للنجاح هو 75%.

في إحدى المراحل كان الاختبار يتم بشكل مباشر مع "اليونسكو" عبر الإنترنت، أو بشكل غير مباشر كما هو الحال الآن، كما يتم الامتحان بمراقبة "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" وبتكليف مهندس مختص وخبير في هذا المجال».

وعن الكادر التدريبي علق قائلاً: «كون المعهد أصبح لديه خبرة وميراس في هذا المجال تشكل لدينا فريق تدريسي مميز وكادر مؤهل، ورغم ذلك فإنّ بعض الطلاب لا يحققوا درجة النجاح بسبب الارتباك ورهبة الامتحان وليس نقصاً في المعلومات.

كأيّ عملٍ في مراحله الأولى واجهتنا صعوبات بسبب عدم الخبرة الكافية للمدرسين في هذا المجال، وعدم معرفة المجتمع بأهمية البرامج المطروحة والحاجة الضرورية لها مستقبلاً.

بدأنا بعد المراحل الأولى تدريجياً بإضافة دورات متطورة في البرمجة والصيانة مثل A+، لغات البرمجة C++، JavaScript، Java Blue وDlelphi».

المهندس "أحمد شعبان" (هندسة معلوماتية) شرح عن دور"الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" بالنسبة لامتحانات "الرخصة الدولية لقيادة الحاسب" والتي أصبحت تتم في العديد من المراكز في مختلف المحافظات، فقال: «المسؤول عن شهادات "الرخصة الدولية لقيادة الحاسب" في "سورية" هي "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، ولذلك طلبت إدارتها مهندساً للإشراف على هذه الامتحانات في معهد "أجيال النور" ومركز "النور"، وباعتباري متفرغاً وافقت على الإشراف على الامتحانات منذ بدايتها.

اقوم بتوزيع الامتحانات على الطلاب على كل جهاز عن طريق الشبكة (الإنترنت أو الداخلية)، وفي البداية كانت هناك ثلاثة نماذج أسئلة لكل مادة يتم اختيار أحدها للطالب، أما الآن فيتم اختيار نموذج لكل طالب بشكل عشوائي.

الامتحان مكون من 36 سؤالاً لكل مادة يتم الحصول عليها عن طريق موقع إلكتروني خاص بالمنظمة، ويمكن للطالب تقديم الامتحان خلال فترة ثلاث سنوات بدءاً من الحصول على "بطاقة المهارات" وبعد تجاوز جميع المواد يحصل المتدرب على الشهادة المعترف بها دولياً».

ومن المعهد أيضاً تحدثنا إلى الأستاذ "جميل دحة" (تجارة واقتصاد، محاسبة) ليخبرنا المزيد عن "بطاقة المهارات"، فأوضح: «"بطاقة المهارات" هي عبارة عن بطاقة انتساب ل"اليونسكو" وتحمل كل بطاقة رقماً متسلسلاً حيث تصدر الشهادة بنفس الرقم، وهذا الرقم هو أيضاً لمنع القرصنة.

توجد سبعة أقسام في البطاقة للمواد، يتم تسجيل المعلومات عند تجاوز الطالب للامتحان، كما تحمل البطاقة رقم المركز ويمكن للطالب تقديم الامتحان في أي مركز مرخص، لكن الشهادة تمنح من المركز الذي أصدر "بطاقة المهارات"، ونعتبر المركز العاشر على مستوى "سورية"».

من مدرسي المعهد تحدث المهندس "خالد تركماني" عن تطور وازدياد مجالات المعلوماتية وتقبل طلابه للمعلومات المطلوبة فقال: «كان هناك اهتمام كبير بالمعلوماتية في "كلية الهندسة المدنية" بـ"دمشق" التي تخرجت منها، وتعتبر رائدة في هذا المجال قبل تبلور مجالات المعلوماتية عن طريق "كلية المعلوماتية" و"وزارة الاتصالات والتقانة" و"الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية".

أدرس منهاج "الرخصة الدولية لقيادة الحاسب" منذ حوالي ثلاث سنوات، ونحن في محافظة "طرطوس" نفخر بالسوية العلمية للطلاب وشغفهم العلمي الذي يساعد الأساتذة كثيراً في تقديم المنهاج».

وأضاف: «تعتبر حالياً هذه الشهادة كمعيار لإتقان الحائز عليها للمهارات الأساسية المطلوبة للتعامل مع الحاسوب وبرامجه، والتي أصبحت مطلوبة في جميع المجالات.

بالنسبة لـ"الأكسس" فهو أحد البرامج التجارية لـ"إدارة قواعد البيانات" الإسم العلمي للبرنامج، وهو برنامج لإدارة قواعد البيانات العلائقية بحيث يمكن التعامل مع هذه البيانات وترتيبها والاستعلام عنها وصنع تقارير عن كل ما يتعلق بقاعدة البيانات هذه، وهناك برامج مشابهة مثل "أوراكل" وغيرها».

لحظات قليلة متبقية قبل اختبار مادة "إكسل"، لكنها سمحت لنا بالحديث مع بعض المتدربين والمتقدمين للاختبار، ومنهم المهندسة "سهير صبح" (هندسة كهرباء- طاقة) التي أجابت عن سؤالنا حول أهمية "الرخصة الدولية لقيادة الحاسب" فقالت: «كانت غايتي من هذه الشهادة القيام بشيء جديد بعد التخرج يفيدني في مجال العمل وخصوصاً أن اختصاصي هو "هندسة كهرباء"، فكان التسجيل للامتحان من دون إجراء دورة في المعهد أو غيره واعتماداً على دليل التدريب للشهادة، أي بتدريب ذاتي وعملي، كانت هناك صعوبة بسيطة في مادة "أكسس" لأنها جديدة بالكامل، وفي مواد الامتحان السابقة وجدت بعض الصعوبة ربما لاعتمادي على نفسي في التدريب».

أما "بشرى عبود" (معهد متوسط- رسم) فأوضحت ضرورة الشهادة بالنسبة لها بقولها: «لدي فكرة سفر للعمل في الخارج، و"الرخصة الدولية لقيادة الحاسب" أصبحت هامة لهذه الغاية وقد شكلت ثورة علمية وأصبحت مفيدة في جميع الدوائر».

وأضافت عن فترة التدريب اليومي التي أجرتها في المعهد: «كانت مدة التدريب على البرنامج حوالي شهرين بمعدل حصة واحدة يومياً، مستوى التدريب جيداً جداً، أما بالنسبة للاختبارات فمستوى الأسئلة متوسط، وبفضل الاستعداد الجيد للاختبارات تجاوزت خمس مواد».