لم يمض على إنشائه أكثر من سبع سنوات، لكن إذا تحدثنا عن مضمونه الحالي فالأمر يتعلق بعقود عديدة مضت؛ تراث المدينة، آثارها والكثير من المعلومات عنها وعن أبنائها في موقع واحد أصبح المفضل للعديد منهم ومكان لقائهم اليومي باختصار هو "موقع بانياس والساحل".

في هذا الحوار الذي جمع موقع eTartus مع مؤسس أهم موقع إلكتروني لمدينة "بانياس"، السيد "عبد الرحمن الجندي" الذي يخبرنا عن أهم التفاصيل منذ دخول مدينته إلى العالم الافتراضي والإنجازات التي حققها الموقع بذلك للأهالي داخل المدينة وخارجها.

ما نسعى إليه هو الحفاظ على اللغة العربية، وعدم هدم أركانها الأساسية، ولكن كما يُقال: "مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة"

وعن المواضيع التي اختارها للبداية: «بدأتُ بفكرة صغيرة تتلخص بإنشاء موقع إلكتروني لمدينة "بانياس" يضم صوراً ومعلومات عامة عن المدينة؛ أبنائها، أطفالها وفعالياتها.

حملة نظافة لفريق الكشافة

وتطورت الفكرة بشكل تدريجي لتصبح مشروعاً متكاملاً يهدف إلى تشكيل شبكة متكاملة من المعلومات والفعاليات في مدينة "بانياس" ومحيطها، إضافة إلى متابعة مستمرة للأحداث والأنشطة».

أساس جيد ودعائم كافية لانطلاق المشروع بما يتوافق مع انتشار المعلوماتية كما يوضح: «أشرقت شمس هذا الموقع بداية عام 2002 تحت عنوان "مجاني" وكان يصدر بالعربية والانكليزية، فكان موقعاً للمعلومات عن المدينة، ولم يكن تفاعلياً بسبب محدودية الإنترنت.

الصفحة الرئيسية لموقع "بانياس والساحل"

في عام 2003 حصلنا على عنوان خاص هو العنوان الحالي، وتطور الموقع تدريجياً حتى عام 2005 فازدادت المشاركات فيه والتفاعل من قبل الأهالي والمغتربين، وإرسال المشاركات عن طريق البريد الإلكتروني إلى بريد الموقع».

وعن أهم التطورات والتحديثات في السنوات الأخيرة يضيف "الجندي": «مر الموقع بحالة ركود بدأت عام 2005 واستمرت لعامين بسبب التحاقي بالخدمة الإلزامية وعدم وجود بديل، وكان تحديثه يتم خلال فترة شهرين أو ثلاثة فقط».

ويضيف: «وفي 2007 تابعنا تجديد الموقع واستعاد نشاطه خاصة بعد إنشاء منتدى الموقع، فمن خلال هذا المنتدى وطبيعته التفاعلية أصبح للموقع طابعه الشعبي، ومن نتائجه إنشاء "فريق الكشافة" الذي يقوم بفعاليات مختلفة مثل حملات نظافة، رحلات ترفيهية ولقاءات الأعضاء، وأصبح "موقع بانياس والساحل" متابعاً لهموم المدينة وقضايا المجتمع، وفي السنتين الأخيرتين أصبح حديث الناس».

كل ذلك كان على مستوى محلي وامتد ليصل إلى خارج حدود الوطن، ولم يفوت مدير الموقع على المغتربين فرصة المشاهدة الحية لشوارع مدينتهم العزيزة، وفي هذا الإطار يقول: «أضفنا كاميرا تصوير "ويب" تصور مشاهد حية من منطقة "الكورنيش الأوسط" تتيح مشاهدة البث الحي عبر برنامج "الماسنجر" عن طريق التواصل مع إدارة الموقع، وأصبح الموقع أحد أهم وسائل التعارف بين أبناء المدينة وبين المغتربين وأقاربهم، والمغتربين فيما بينهم حيث أصبح مكان لقاء الجميع».

إمكانيات محدودة وبعض الإنجازات البسيطة على أرض الواقع، لكنها نجحت في التعبير ولفت الأنظار نحو مزيد من الاهتمام بمرافق المدينة وخدماتها، مضيفاً: «إن أحد إنجازات "فريق الكشافة" لهذا العام هو تركيب عدد من سلات المهملات التي بلغ عددها أربع عشرة سلة، على الرصيف البعيد لميناء الصيد والنزهة، استجابة لملاحظة أحد أعضاء الموقع وللفت انتباه البلدية لموضوع النظافة، كما قام فريق الكشافة بحملات متعددة لتنظيف "برج الصبي" و"مغارة الباصية" للفت الانتباه إلى هذه المواقع الأثرية».

المرحلة الصعبة مرت بنجاح كما يبدو من عدد المشاركات والمواضيع المتنوعة في الموقع، وبحكم الأحوال المادية أصبح على عاتق إدارته الحفاظ على مستوى الموقع ومحاولة تطويره بحسب الإمكانيات المتوفرة، ويشير: «من أهم المعوقات التي تواجه الموقع هو الدعم المادي، وفي حال تجاوزناها يمكن أن يساعدنا على زيادة الخدمات للأعضاء والمشاركين في الموقع مثل خدمة البريد الإلكتروني والحصول على خصوصية أفضل».

ويتابع قائلاً: «تجسدت رؤية الموقع من خلال بعض الإنجازات، وما زال يسعى إلى المزيد، مثل المساهمة في تطوير الواقع الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفكري، وملء فراغ الشباب اليومي، وذلك بجهود جماعية لأعضاء الموقع».

أكثر مما كان متوقعاً هي نتائج إنشاء منتديات الموقع قبل حوالي عامين، وعنها يشرح "إياس بياسي" رئيس تحرير الموقع والمنتديات: «بعد ظهور دلائل نجاح المنتدى منذ أكثر من عام، وجذبه لفئات متنوعة وملونة من المدينة والساحل بشكل عام، ومن خارجها وخاصة المغتربين، أصبحت مدينة "بانياس" في موقعنا ومنتدياتنا تعكس واقعاً اجتماعياً ودينياً واقتصادياً للعالم، وبهذا صار واجباً علينا إيجاد "صيغة وطنية" تهضم وتستوعب جميع هذه الفئات المعبرة عن نفسها، بثقافاتها المختلفة والملونة».

ويضيف: «يحتلّ "موقع بانياس ومنتدياته" مساحةً هامة في ساحة الصراع الفكري بين فئات الناس المتباينة وأفكارها، مما جعله يخلق خاصية جديدة تجلت في تعبيرنا عن أنفسنا بمشارب ومذاهب وإيديولوجيات متنوعة، هذا الصراع الفكري خلق حالة من الحراك الثقافي جعلتنا نتفهم خصائص كل فئة مساهمة، فجاء الشّعار الجديد لكلّ هذا معبراً عن هذه الحالة بشكل أفضل، وهو "ملاذ وطني شامل"».

ويتابع: «في جهاز الإدارة والتحرير نحاول أن نكون "قادة رأي"، وليس من مهام قادة الرأي أن ترتجل آراء الناس وتستعملها بديكتاتورية، بل إن المهمة الكبرى هي أن يعمل هؤلاء القادة على تشكيل هذه الآراء وإعطائها سمة تعبّر عن الوجه الوطني المكون من هذه الاختلافات».

أما المحرر اللغوي للموقع ومنتدياته "ثائر عباس" فشرح عن دوره المكمل والذي يشكل أحد أهم الأركان الأساسية في إدارة الموقع أيضاً، فيقول: «بدأتُ أعتني باللغة العربيَّة في المنتدى عندما أُسندَ إليَّ أمرها، وبتشجيع من رئيس التحرير والإدارة باشرت بهذه المهمّة. وقد قمنا بإضافة بعض الفروع التي لا غنى عنها في هذا القسم: من "النحو"، "الصرف"، "البلاغة"، "الإملاء" وغيرها، وعندما رأينا تقبُّل الأعضاء ومشاركتهم في اللغة خصصنا يوماً من الأسبوع تكون المشاركات فيه بالفصحى في جميع أقسام المنتدى، هذا بالإضافة إلى أنَّ الفصحى يجب أن تسري في الأقسام الأدبية في كل يوم، وعند وقوع أحد الأعضاء بالخطأ "الإملائي" أو "النحوي" أو تجاوز نظام الفصحى أقوم بتنبيهه بواسطة الرسائل الخاصة».

ويؤكد: «ما نسعى إليه هو الحفاظ على اللغة العربية، وعدم هدم أركانها الأساسية، ولكن كما يُقال: "مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة"».

رابط موقع "بانياس والساحل": www.baniascc.net