هي قلعة الكهوف التي يجهلها الكثيرون ولا يعرفون قيمتها، فهي مازالت بكراً ولم تكتشف معالمها بالشكل الكامل بعد، إلا أن الواضح منها يشير إلى أنها تقوم على ثلاثة طوابق من الكهوف الحجرية المفرغة من الداخل.

مدير المحمية السيد "محمد سليمان" تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 14/12/2012 فقال: «تقع القلعة في محافظة طرطوس شمال الشيخ بدر على بعد 15 كم عنها جنوب غربي القدموس، وتتربع على تلة محاطة بجبال تشبه الحصن الطبيعي، و مساحتها 4395م2 .

يتم الصعود إلى قمة القلعة عبر درج حجري عملاق وقد تم (تحزيزه) أو تجريحه من أجل سهولة المرور عليه في موسم الثلوج وحتى تتمكن الخيول من المرور عليه أيضا دون أن تتزحلق، وعلى مدخل القلعة يوجد مكان للمراسم واستقبال الضيوف، والمدخل الرئيسي تحته مفرغ تماماً وقد دخله كبار القرية في الماضي وحديثاً يوجد بداخله جذور لأشجار سنديان ضخمة وقد ردم مع الزمن في بعض الأماكن

يجهل الكثيرون أهمية قلعة الكهف، فهي عبارة عن كتلة صخرية مفرغة تماماً من الداخل تحوي ثلاثة طوابق من الكهوف الحجرية، وهي غير مكتشفة حتى الآن ويعود سبب عدم اكتشافها إلى أن فرنسا عجزت عن دخولها بسبب وجود الثوار فيها، وبالتالي فهي لم تتمكن من سرقة آثارها التي مازالت دفينتها حتى الآن. اكتشف بداخلها بقايا معبدين يعتقد أنهما رومانيين لكن الأحراش تغطيهما بشكل كبير جداً، بالإضافة إلى وجود مدينة صناعية بعيدة حوالي /4/ كم عن جسم القلعة، وهي أيضا عبارة عن كهف حجري فيه بقايا لعدد صناعية تعود لمراحل مختلفة من الزمن. يعتقد أن غرف القلعة وأعمدتها وقد تم نحتها بالصخر كلها ويعتقد أن القدماء حفروها بأيديهم».

ويضيف السيد "سليمان": «الكهف هو رمز القلعة العمراني، كما أنه يوجد داخل جسمها في الأعلى حمامات تأتيها المياه من أقنية تتجمع مياهها في أعلى القلعة، وقد كتب على جدرانها كتابات عربية من العهد الاسماعيلي وأخرى يعتقد أنها بيزنطية، وسميت قلعة الكهف بسبب وجود كهوف تحت سطحها على شكل قاعات كبيرة، ولها فتحات تهوية باتجاه الغرب، وفيها مخازن مؤونة من الحجر، ومكان لعصر العنب ويعتقد انه كان يستخدم للخمر نظراً لصغر حجمه».

قلعة الكهف بنيت بالتوازي مع "عمريت" بحسب السيد "سليمان" حيث قال: «منطقة القلعة كانت مأهولة قديماً وقد تم بناؤها بالتوازي مع بناء "عمريت"، بحيث تكون "عمريت" الواجهة البحرية وقلعة "الكهف" الحصن الجبلي، من اجل التكامل بين الجبل والبحر من جهة، ولكي تكون خط الدفاع الثاني من جهة ثانية، وقد كان التواصل بين القلعتين يتم عبر إشعال النار ليلاً أو الدخان نهاراً عن طريق تل الحصان حيث كانوا يشعلون النيران هناك لإشعارهم بالخطر، فهي كانت ملجأ لشعوب ما وراء البحر. وفي الغابة المحيطة بها يوجد آثار وكهوف وأنفاق لم يتم الوصول إليها بعد، والقدماء يقولون لنا إن السراديب تصل إلى كهوف ومخارج في مناطق متعددة وبعضها يصل إلى البحر وقد تكون واصلة إلى قلعة "عمريت"».

كهوف القلعة

تعتبر القلعة من القلاع المحصنة جداً فهي محمية بثلاثة أسوار خارجية اعتراضية ويعد كل سورٍ منها خط دفاعٍ وحده، كما أنه فيها معابد رومانية قائمة حتى اللحظة رغم أنها هدمت قليلاً على الأطراف، كما أنها غنية بالموارد المائية إذ يوجد في محيط القلعة عشرات الينابيع منها "عين الفاترة، وعين المحص، والعين الشمالية" وكلها تدل على أنها أثرية.

تتوسط القلعة من حيث الموقع محمية الكهف الشهيرة والتي تمتد على نطاق واسع جداً، لكن مساحة القلعة بحسب مدير المحمية تقدر بحوالي /4000/ متر، وكامل المساحة تحتها مفرغة إلا من الجدران الحجرية ولثلاث طوابق نحو الأسفل (تحت الأرض)، ويضيف "محمد سليمان": «يتم الصعود إلى قمة القلعة عبر درج حجري عملاق وقد تم (تحزيزه) أو تجريحه من أجل سهولة المرور عليه في موسم الثلوج وحتى تتمكن الخيول من المرور عليه أيضا دون أن تتزحلق، وعلى مدخل القلعة يوجد مكان للمراسم واستقبال الضيوف، والمدخل الرئيسي تحته مفرغ تماماً وقد دخله كبار القرية في الماضي وحديثاً يوجد بداخله جذور لأشجار سنديان ضخمة وقد ردم مع الزمن في بعض الأماكن».

القلعة من خريطة غوغل

يتابع "سليمان" حديثه قائلاً: «الحكاية التاريخية تقول إنها القلعة الوحيدة التي لم يدخلها الإسماعيليون الذين أتوا من الغرب على رأس جيش يقوده "سنان راشد الدين"، والذي وصل القلعة التي كان يسكنها الصليبيون وعجز عن فتحها، فاشتراها الاسماعيليون بمبلغ /4000/ قطعة ذهبية وأنشؤوا فيها جامعة أو مكاناً للتدريب، وقد توفي "سنان راشد الدين" ودفن في "القدموس"، وترك الاسماعيليون بصماتهم من خلال آية الكرسي المكتوبة على الباب، بالإضافة إلى تاريخهم المكتوب عند مدخل القلعة وقد كتب في العشر الأخير من شهر رجب، كما أن فيها آثار لجوامع موجودة إلى جانب آثار الأقواس والمعابد الرومانية والجدران الحجرية».

تستضيف هذه القلعة بشكل دوري رحلات سياحية لمغامرين ومستكشفين، وقد أجرت جمعية "طبيعة بلا حدود" قبل فترةٍ قصيرةٍ مسيراً إلى تلك القلعة، ويقول الدكتور "جلال حسن" في القلعة وهو من منظمي المسير: «قلعة الكهف موقع اثري جميل جداً يتمتع باطلاله ساحرة وطقس جميل، وحسب معرفتي لا يوجد تاريخ واضح عن القلعه والمعلومات عنها ضيئلة، إلا أن موقعها المتميز ضمن محمية حراجية غنية ذات تنوع حيوي كبير جعلها تختلف كثيراً عن الآثار المعروفة فعندما تقصد الكهف تحتار بين الطبيعه الخلابة والاوابد الخالده. ينقص القلعة وما حولها الاهتمام من المختصين فهي شبة منسية واغلب زوارها يكتشفونها مصادفة وربما اضاف ذلك فائدة للقلعة فما زالت كما هي ونقية بجوها نظيفة ببيئتها وهذا الذي ينقص اكثر معالمنا الاثرية في سورية».

تبقى هذه القلعة الرائعة الجمال من حيث الموقع والمكان قلعةً غير مكتشفةٍ حتى اللحظة وهي بحاجة إلى تنظيف وتأهيل من جديد لإظهار معالمها وإيضاح تفاصيلها، وقد وجه مدير محمية الكهف عبر مدونة وطن دعوةً لمديرية الآثار للتنقيب في القلعة وتفريغ الأحراش من داخلها مؤكداً أنه مستعد لتقديم كل التسهيلات اللازمة من أجل إعادة القلعة لألقها.